الصومال: دعوة بزيادة القوات الأفريقية تثير جدلا في مقديشو

المحاكم الإسلامية: عثرنا على مقبرة جماعية في قاعدة عسكرية للقوات الإثيوبية

صوماليون يجمعون بقايا من مقبرة جماعية اكتشفت في جنوب مقديشو أمس (رويترز)
TT

أثارت دعوة وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله أومار، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى زيادة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي العاملة في الصومال ـ ردود أفعال غاضبة من جهات صومالية مختلفة من فصائل إسلامية وزعماء عشائر. وقال المتحدث باسم مجلس عشائر قبيلة الهويا ذات الأغلبية السكانية في العاصمة أحمد ديرية إن «من شأن هذه الخطوة عرقلة المصالحة الجارية والجهود المبذولة من أجل الوساطة بين الحكومة ومعارضيها». ودعا ديرية الحكومة إلى التراجع عن ذلك القرار.

من جانبها نددت هيئة علماء الصومال بما ورد على لسان وزير الخارجية الصومالي، وقال رئيس الهيئة الشيخ بشير صلاد إن هذه الدعوة مستغربة، وعلى الحكومة اتخاذ موقف واضح بشأن ذلك، «نحن نندد كل ما من شأنه عرقلة الجهود الجارية». وكان رئيس وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمن النعيمي الذي عاد إلي العاصمة أمس بهدف استكمال مبادرة الوساطة بين الحكومة والمعارضة التي تبناها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد وصف طلب الحكومة الصومالية قوات إضافية من الاتحاد الإفريقي بأنه «أمر غير إيجابي».

واستغلت المعارضة الإسلامية تصريحات وزير الخارجية الصومالي بشأن إرسال قوات إضافية إلى الصومال، وقال الشيخ حسن مهدي المتحدث باسم الحزب: «هذا تأكيد لما قلناه سابقا من أن الحكومة لا تريد إخراج القوات الإفريقية، بل نرى الآن تطلب نشر المزيد منها في البلاد». ورفض الشيخ مهدي دخول أي مفاوضات مع الحكومة حتى تتراجع عن هذه المواقف وتُخرج القوات الإفريقية الموجودة في العاصمة. واتهم الشيخ مهدي الحكومة بالاستعداد للقتال ضد المجاهدين بسبب مطالبتها بقوات أجنبية، ورفع حظر توريد السلاح منها بهدف تسليح نفسها.

وكان وزير الخارجية محمد عبد الله أومار قد دعا لدى مشاركته في جلسة مجلس الأمن الجمعة الماضية إلى زيادة عدد قوات الاتحاد الإفريقي ورفع الحظر على توريد السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة علي الصومال بهدف مساعدة القوات الحكومية على تسليح نفسها للتصدي للمسلحين الإسلاميين المعارضين .

وفي محاولة من الحكومة الصومالية لتلطيف الأجواء بعد تصريحات وزير خارجيتها، قال وزير الإعلام الصومالي فرحان علي محمود، إن الحكومة لم تتخذ بعد قرارا بشأن طلب قوات إفريقية إضافية لحفظ السلام، وأضاف فرحان: «هذا موقف شخصي، وليس قرارا حكوميا، نحن ملتزمون بتعهداتنا بعدم جلب قوات أجنبية إضافية إلى البلاد، بل نحن مستعدون لمناقشة موضوع سحب القوات الإفريقية حال الاستغناء عنها». وأكد الوزير أن الحكومة ملتزمة في مواجهة معارضتها بالحوار والتفاوض بدل استخدام القوة. وقد وضعت تصريحات وزير الخارجية الحكومة الصومالية في وضع حرج وأعطى المعارضة الإسلامية فرصة للنيل منها إعلاميا لتبرير إصرارها على مواقفها بمواصلة القتال ضد القوات الإفريقية وضد الحكومة الانتقالية بحجة أنها هي التي جلبت ولا تزال تجلب القوات الأجنبية إلى البلاد.

وفي العاصمة مقديشو ذكرت المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة أنها عثرت على مقبرة جماعية جديدة في إحدى القواعد العسكرية التي انسحبت منها القوات الإثيوبية في العاصمة مقديشو، وقال المتحدث العسكري باسم تنظيم الشباب الشيخ عبد الرحيم عيسي عدو أنهم عثروا على جثث تعود إلى مدنيين صوماليين، نبشوها من مقبرة جماعية داخل إحدى المقرات العسكرية التي رحل منها الإثيوبيون في غرب العاصمة، واتهم القوات الإثيوبية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين الصوماليين. وكانت سلطات تنظيم الشباب التي تسيطر على مدينة بيدوا قد أعلنت هي الأخرى خلال الأسبوع المنصرم أنها قد عثرت على جثث 13 صوماليا دفنت في مقبرة جماعية في داخل إحدى القواعد العسكرية الإثيوبية هناك. ودعا الشيخ أبو منصور المتحدث باسم تنظيم الشباب إلى التحقيق في وجود مقابر جماعية مماثلة دفنت في داخل المقرات التي كان الإثيوبيون يتمركزون فيها.