مديرة مدرسة عراقية أغلقت بالرباط: أنا سنية .. وهناك «أيدٍ خفية» افتعلت مشكلة غير موجودة

العراقي والد الأطفال: المناهج شكلت مسا بالتوازن العقدي والروحي لأبنائي

TT

أعلن محمد عبد الرزاق محمد الشمري، المواطن العراقي المقيم بالمغرب، ووالد الأطفال الثلاثة المطرودين من المدرسة العراقية بالرباط لأسباب طائفية، أن المناهج التعليمية التي كانت تعتمدها «المدرسة العراقية التكميلية»، التي قررت السلطات المغربية إغلاقها يوم أول من أمس، شكلت «مسا بالتوازن العقدي والروحي لأبنائه».

وكان الشمري قد تقدم يوم 3 مارس (آذار) الجاري بشكوى إلى المصالح الأمنية المغربية ضد مديرة المدرسة بتهمة طرد ثلاثة من أبنائه، عمر ولينا ورحمة، لأسباب طائفية، واستغلال المدرسة لنشر مذهب ديني معين. وقال الشمري، في تصريح بثته القناة التلفزيونية الأولى مساء أول من أمس: «تفاجأت في يوم من الأيام أن ابنتي لينا تسألني أسئلة غير موجودة في المقررات، تسألني عن الأئمة الاثني عشر، وتسألني عن الإمام المهدي، وهذه مسميات شيعية بحتة".

وأضاف الشمري: «سألتها من أين تعلمت هذه الأمور، خفت أن تكون قد تصفحت شبكة الانترنت فعثرت عليها، فتفاجأت بأن المدرسة تحاول أن تدس هذه المعلومات في عقول الطلبة بشكل حذر ومدروس».

وأشار الشمري إلى أن أطفاله تعرضوا للضرب تسع مرات من «جهات مجهولة» في أثناء الخروج والدخول من وإلى المدرسة، «فذهبنا إلى الطبيب للحصول على شهادة طبية للبنت بعد تعرضها للضرب، ورفعت دعوى ضد المدرسة بتهمة التقصير وعدم إسعاف طلبتها في أثناء الدوام الرسمي، فقامت إدارتها بطردهم». وقالت الطفلة لينا في تصريح مماثل: «أول ما نلج إلى المدرسة يمنعنا أحد الأشخاص يقف بالباب من دخول الفصل الدراسي، ويقول: إن المديرة تمنعكم من الدخول». أما عمر فقال: «كانوا يضربونني في المدرسة و يتهمونني بأنني سني، وكلما اشتكيت إلى المدرسة والمديرة، لا يحركان ساكنا».

ومن جهتها، قالت رحاب محسن مديرة المدرسة العراقية بالرباط، إنها لم تكن تتوقع أبدا أن تؤدي شكوى أب عراقي لثلاثة تلاميذ في المدرسة، إلى إصدار قرار إغلاقها، معبرة عن أسفها الشديد وإحساسها بالألم للمنحى الذي أخذته القضية، وما ترتب عنها من تداعيات. وأضافت محسن أمس في تصريح صحافي خاص لـ«الشرق الأوسط» أن أصل المشكلة يعود إلى إصابة التلميذة في شفتها، إثر حادث بسيط في الفصل الدراسي بعد سقوطها من الطاولة، مشيرة إلى أنها أخذتها بسيارتها الخاصة إلى منزل عائلتها، بعد تلقيها العلاج، غير أن رد فعل الأب، حسب قولها، «كان هو التهجم على المدرسة، وافتعال المشكلة، بهدف التصعيد، ثم أخذ أبناءه والتقط لهم صورة أمام باب المدرسة بدعوى أنني طردتهم، وهذا شيء مناف للحقيقة تماما». وأوضحت محسن أن لديها شهودا على النازلة، معبرة عن اعتقادها بأن هناك «أيدي خفية»، لم تحددها، هي التي دفعت الأب العراقي إلى إثارة الموضوع بالتزامن مع إغلاق السفارة الإيرانية بالرباط. ووصفت محسن قرار إغلاق المدرسة بأنه «قرار جائر ومتسرع»، على حد تعبيرها، نافية بشكل قاطع صحة ما راج وقيل عن ترويج المدرسة لمذهب معين (المذهب الشيعي)، مؤكدة أن توقيت إغلاق المدرسة محرج جدا، ويضر بالتلاميذ، الذين سيتابعون دراستهم في مؤسسات أخرى بالرباط، «إذ لم تعد تفصلنا عن فترة الامتحانات سوى مدة لا تتعدى الشهر ونصف شهر، مع العلم أن المنهج الدراسي المتبع في المدرسة عراقي مائة بالمائة، ومختلف تماما عن المنهج التعليمي بالمغرب».