برلماني هولندي يتقدم بشكوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لمنعه من الدخول

كان ينوي المشاركة في ندوة تناقش فيلمه المسيء للقرآن الكريم

TT

قال عضو البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز، إنه تقدم بشكوى قضائية في بريطانيا للاحتجاج على منعه من جانب السلطات الأمنية في مطار هيثرو بلندن من دخول الأراضي البريطانية، وقال فيلدرز للصحافيين في لاهاي، إنه سيتلقى خلال الأسابيع الأربعة القادمة خطابا من المحكمة البريطانية بموعد الجلسة المخصصة للنظر في الدعوى، موضحا «الجلسة ستكون في بريطانيا، وأتمنى حضورها لو سمحت لي السلطات البريطانية بذلك».

وأشار فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي إلى أنه تقدم بالدعوى، أمام محكمة الأجانب واللجوء البريطانية، وأنه تلقى خطابا من المحكمة يفيد بقبولها النظر في الدعوى، وسيرافقه محام هولندي وآخر بريطاني، في حال سمحت له السلطات البريطانية بالدخول. وسبق أن أعلن رئيس الوزراء الهولندي بيتر بالكنيند، ووزير خارجيته ماكسيم فيرهاخن، أنهما سيساندان فيلدرز، في حال لجأ إلى القضاء، للاحتجاج على تصرف الحكومة البريطانية، ومنعها دخول برلماني أوروبي إلى أراضيها.

وكانت السلطات البريطانية قد منعت فيلدرز، من دخول البلاد بعد أن وصل إلى مطار هيثرو، مبررة ذلك بأن وجهات نظر السياسي الهولندي المتشددة، المعادية للإسلام، تشكل تهديدا للنظام العام. وكان فيلدرز قد وصل إلى بريطانيا بعد أن تلقى دعوة من مالكلوم بيرسون، عضو مجلس اللوردات البريطاني، لعرض فيلمه السياسي المثير للجدل «فتنة» الذي يحذر من انتشار الإسلام ويصف القرآن بأنه «كتاب فاشي». وقررت السلطات البريطانية رفض دخول فيلدرز، بعدما قضت محكمة هولندية في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، بمقاضاة النائب البرلماني بدعوى ممارسة التمييز والحض على العنف والكراهية. وحسب قانون الاتحاد الأوروبي، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ربما ترفض دخول الأشخاص الذين يهددون النظام العام أو الأمن أو الصحة. وانتقدت الصحف الهولندية قرار السلطات البريطانية، حيث ذكرت صحيفة «تروف» أن ما قام به الجانب البريطاني ضد عضو منتخب في البرلمان الهولندي، بغض النظر عن وجهات نظره، يعد خرقا واضحا للقوانين الخاصة بحرية التنقل والرأي داخل الاتحاد الأوروبي. وكانت نتائج استطلاع، أجراه مكتب موريس ديهوند المتخصص، قد أظهرت أن تأييد وشعبية حزب الحرية ورئيسه فيلدرز، قد تزايدت بين الهولنديين.

وكان فيلدرز قد سافر إلى واشنطن الشهر الماضي، وعرض فيلمه في الكونغرس الأميركي، وجاءت الدعوة لفيلدرز من جون كيل عضو الشيوخ الأميركي، من الحزب الجمهوري، والذي دعا زملاءه من النواب والعاملين معهم، لمشاهدة الفيلم والمشاركة في نقاش غير رسمي مع فيلدرز، حول حرية التعبير عن الرأي في أوروبا. وتحدث فيلدرز عن زيارته إلى واشنطن، وقال إنها جاءت في الوقت المناسب، والسبب في ذلك يعود إلى اتصالاته الجيدة مع الأميركيين. وجاءت زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد وقت قصير من رفض الحكومة الهولندية، تصعيد الأمور مع بريطانيا، على خلفية منعها دخول عضو البرلمان الهولندي، وقالت الحكومة إنها لن تلجأ إلى تصعيد الأمور على المستوى الأوروبي.