رئيس هيئة السياحة: تأسيس شركات لترميم التراث العمراني وصيانته بقيادة كوادر وطنية

قال لـ«الشرق الأوسط»: إن التركيز منصب على النموذج الاقتصادي في تطوير القرى التراثية

TT

بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية في دخول عصر الاستثمار الاقتصادي، للحفاظ على المباني والمواقع المنسوبة إلى «التاريخ» ورفيقه «التراث»، وذلك عبر إنشاء شركات متخصصة في مجالات الترميم والصيانة للمباني والمواقع التراثية والتاريخية في عدد من مدن وقرى البلاد، والأهم في الأمر أنها تُأسس وتُشغل بأيدي كوادر وطنية. وأفصح الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط»، عن اشتمال برنامجهم الخاص بالحفاظ على المواقع والمباني التاريخية على تأسيس شركات سعودية، تقوم بأعمال الترميم والصيانة والتطوير لها، موضحاً أن تركيزهم منصب على النموذج الاقتصادي في تطوير القرى التراثية والمواقع التاريخية وسط المدن السعودية. وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي الجهة التي تسلمت مهام الحفاظ على التراث العمراني السعودي من وزارة التربية والتعليم منذ 24 من مارس (آذار) 2008، أنهم يناقشون مع مجموعتين من المستثمرين حول إنشاء شركات متخصصة في البناء التراثي والترميم. وأضاف «هذا قطاع جديد، ولم تكن هناك فرص استثمارية بهذا الشكل في المملكة مسبقاً، ولكن الوقت الحالي يتوفر الكثير من الفرص الكبيرة والقادمة في مجال تطوير القرى التراثية، ومجال الصيانة، وتطوير الفنادق التراثية التي بدأنا نمنح تراخيص لها حالياً». ولن تقتصر الفرص الاستثمارية، بحسب الأمير سلطان بن سلمان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، على المجالات السابقة فقط، بل تشمل مجالات تطوير الفنادق الريفية، تطوير الفنادق المميزة ذات الخمسة أو الستة أو السبعة نجوم المبنية على أساس وشكل فنادق تراثية». وأكد على أن بلاده تتوفر لديها فرص اقتصادية ضخمة، خلال الفترات المقبلة في مجالات الآثار والحفاظ عليها، مبيناً أن هذه الشركات لن يقتصر تأسيسها في المدن الكبرى بل في بعض المدن الصغيرة والقرى أيضاً. وجاء تصريحات الأمير سلطان بن سلمان السابقة، بعد سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تأكيدات المختصين في التراث العمراني بضرورة ترميمها وصيانتها بأيد وطنية، بدلاً من قيام شركات أجنبية في ترميمها كما يتم في المنطقة التاريخية حالياً. واتفق رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودي مع آراء الخبراء في هذا الأمر، مكررا «صحيح، صحيح» مرتين، ومن ثم تحدث عن الخطط المستقبلية للهيئة في هذا الشأن، كما ورد في حديثه أعلاه. وقال «البارحة (الاثنين) كنت في المجمعة، ورأيت بأم عيني شبابا سعوديين يقومون بأعمال الترميم، ونحن في الهيئة ندعم كافة البرامج والصناديق التي تؤهل الشبان للقيام بهذه المهام». وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة عقد اجتماعا مع الأمير سلطان بن سلمان البارحة، بشأن إعادة ترميم وتأهيل «قصر خزام» في جدة، ليصبح متحفا عاما، من دون الإخلال بالشكل العام الأثري للقصر. وقدم الأمير سلطان بن سلمان خلال الاجتماع عرضا مرئيا يضمن نبذه تاريخية عن القصر والخرائط المبدئية لإعادة الترميم والتأهيل، بحضور الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة. وبين الأمير سلطان بن سلمان أنهم سيحددون التصميم النهائي لـقصر خزام (جنوبي جدة)، خلال مدة أقصاها أسبوعين من الآن، مضيفاً، «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مطّلع على تفاصيل المشروع أولا بأول، وقد وجه بعملية تطوير شاملة للقصر الذي سيتحول إلى متحف وطني كبير، يليق بالملك المؤسس الذي سكن فيه، ووقع أول اتفاقية بترول فيه أيضاً». واعتبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تركيزهم على تقديم برامج سياحة، تستهدف المواطن السعودي «لا يؤخذ عليهم بل يحسب لهم»، قائلاً، «دراسات الهيئة لدينا تتركز في التسويق للمواطن السعودي، الذي يذهب للسياحة في الخارج ويصرف عشرات المليارات، وسوق السياحة الوطنية لدينا ضخم ومربح ونعمل على تهيئته بالشكل الذي يجذبه (أي المواطن)». ولم يخف الأمير سلطان بن سلمان عدم رضائهم في الهيئة على التجربة السياحية في البلاد طوال الفترة الماضية، أي منذ تأسيس الهيئة العامة للسياحة قبل أن تضاف إليها الآثار في عام 2000، مضيفاً «لسنا راضين عن المنتج السياحي، ونعمل على تطويره، وما يحدث في المملكة من مشاريع، خاصة في مجال النقل، ستسهم في نجاحنا خلال العامين المقبلين بإذن الله».