أوباما للطلاب الأتراك: تغيير السياسة الأميركية مثل تغيير اتجاه ناقلة ضخمة

دعا الفلسطينيين والإسرائيليين لتقديم التنازلات الضرورية

TT

اختتم الرئيس الأميركي أمس في اسطنبول جولته الأوروبية التي استغرقت 8 أيام، بلقاء رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود، قبل أن يخلع حذاءه ليزور المسجد الأزرق الشهير الذي يبلغ عمره 400 عام، ثم تواصل مع الشباب في لقاء مع الطلبة الأتراك ليناشدهم بناء جسور جديدة حول العالم بدلا من بناء الأسوار.

واستغل أوباما في لقاءاته مع الشباب في جولته الحالية شعارات حملته الانتخابية مشيرا إلى تغير في الأجيال، وحث الشباب على محاربة التطرف الإسلامي والانتشار النووي، وقال: «في كل مرة نجد أنفسنا في مفترق طرق مشلولين بالنقاشات والتفكير الجامد والطريقة القديمة في عمل الأشياء.. يصعد جيل جديد ليرشدنا إلى الطريق الجديد، فهذا جيلنا وهذا وقتنا».

واستغل أوباما المناسبة أمس ليدعو الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد إلى تقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى السلام في الشرق الأوسط. وفي لقاء أسئلة وأجوبة مع الطلاب الأتراك في قاعة طوبخانة اميري، وهي قاعة عرض عمرها يمتد قرونا. أكد أوباما أنه يعتقد أن السلام ممكن في الشرق الأوسط على أساس حل دولتين تتعايشان مع بعضهما البعض. وكان أوباما قال أول من أمس أمام البرلمان التركي إن الدولة الفلسطينية هدف اتفقت عليه الأطراف في خارطة الطريق وأنابوليس، وهو هدف سأسعى بنشاط للوصول إليه كرئيس.

وفي نفس الوقت دعا الرئيس الأميركي العالم الإسلامي إلى اعتماد مقاربة أكثر «توازنا» حيال إسرائيل، مؤكدا أن الدولة العبرية غير مسؤولة عن كل المشاكل في الشرق الأوسط.

وقال أوباما «الفرضية القائلة في العالم الإسلامي أن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء تفتقر إلى التوازن لأن هناك وجهين في كل نزاع». لكنه تدارك «هذا لا يعني أيضا أن أحد الأطراف ارتكب خطأ وينبغي عدم إدانته».

وأضاف أوباما في رسالة إلى الإسرائيليين «أقول الأمر نفسه لأصدقائي اليهود؛ عليكم أيضا أن تأخذوا الرأي الفلسطيني في الاعتبار، حاولوا أن تضعوا أنفسكم مكان الغير».

وفي لقاء مع الطلاب أجاب الرئيس الأميركي على أسئلة عديدة بدءا من التغير المناخي إلى دخول تركيا الاتحاد الأوروبي، وهل هو نسخة أخرى من الرئيس السابق جورج بوش وبالتالي لن تتغير سياسات الولايات المتحدة في المنطقة. وردا على السؤال الأخير، قال أوباما إن تغيير السياسة في الولايات المتحدة يشبه تغيير اتجاه ناقلة ضخمة، وهو ما يحتاج إلى وقت. ولتأكيد موقفه قال للطلاب «إن البعض يقول إنني مثالي للغاية، ويتساءلون لماذا أسعى إلى مد اليد إلى إيران في حين أن محاولة إقناع طهران بالتخلي عن سعيها للوصول إلى قنبلة نووية بالدبلوماسية أمر صعب للغاية»، ومضى يقول «لكن موقفي تجاه كل هذه الأشياء أن كلها صعبة، وعلينا أن نحاول».