أوباما يزور تل أبيب ورام الله في يونيو المقبل

في إسرائيل يفهمون تحركات الرئيس الأميركي على أنه جاد ويريد نتائج عملية

عجوز فلسطينية تشارك في تظاهرة في بلدة خزاعة جنوب غزة احتجاجا على التجريف االاسرائيلي للاراضي الزراعية أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة الإسرائيلية بالزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيسها بنيامين نتنياهو في مطلع مايو (أيار) المقبل لواشنطن، أعلنت مصادر سياسية أميركية أن الرئيس باراك أوباما قرر زيارة كل من تل أبيب ورام الله في مطلع يونيو (حزيران) المقبل، من أجل دفع عملية السلام.

واعتبر المحرر السياسي لصحيفة «هآرتس»، عكيفا الدار، أن أوباما يبث بذلك رسالة واضحة ومفهومة للحكومة الإسرائيلية، أنها تتعامل مع إدارة جديدة، مع أجندة جديدة مختلفة عن أجندة الرئيس السابق جورج بوش، وأنه إذا كان بوش قد شغل نفسه بالمؤتمرات ذات الصدى الإعلامي الكبير والخطط المكتوبة على الورق، فإن أوباما يوضح أنه رجل العمل. فهو أولا يفضل إنهاء الملف الفلسطيني، ويفضله بشكل قاطع على المسار السوري، وهو مصرّ على تطبيق رؤية الدولتين للشعبين بشكل عملي ولا يقبل التوجه الإسرائيلي بتجاهل مؤتمر أنابوليس (ولذلك جاءت تصريحاته في تركيا أول من أمس لتوضح بشكل حازم أنه لا يتنازل عن أفكار والتزامات أنابوليس) ويتبنى مبادرة السلام العربية.

ويقول الدار إن أوباما، الذي يضع قضية السلام الإسرائيلي الفلسطيني في رأس اهتماماته، رغم انشغاله في حل الأزمة الاقتصادية، لا يقامر. ويبث الرسائل للجميع وهو يقصد ما يقول. وينوي متابعة الموضوع بنفسه. لذلك، فإنه سيستغل وجوده في فرنسا في مطلع يونيو (حزيران) ليزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية ليرى إن كانت الأمور تسير على الوتيرة المناسبة.

يُذكر أن نتنياهو ينوي زيارة واشنطن بعد ثلاثة أسابيع، وهي الزيارة التقليدية التي يقوم بها كل رئيس حكومة جديد في إسرائيل. وبالإضافة إلى القضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، سيطرح موضوع عملية السلام بقوة على أجندة لقاء أوباما نتنياهو. وفي حين سيحاول نتنياهو تغليب موضوع التسلح النووي الإيراني على جدول المحادثات، فإن أوباما سيؤكد أهمية عملية السلام.

وسيصل إلى إسرائيل في مطلع الأسبوع المقبل جورج ميتشل المبعوث الشخصي لأوباما، لطرح عدد من المطالب لدفع عملية السلام في المنطقة تمهيدا لزيارة نتنياهو لواشنطن. وسيلتقي ميتشل نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي كان استهل عمله بالقول إن «أنابوليس مات وإن إسرائيل ملتزمة فقط بخريطة الطريق». وحسب مصادر إسرائيلية فإن ميتشل سيوضح له أن هذا الموقف مرفوض في الولايات المتحدة وأن أنابوليس هو الأداة لتطبيق خريطة الطريق، التي طرحها بوش سنة 2003، وهي مبنية على ثلاث مراحل: الأولى وقف العنف والإرهاب وإزالة البؤر الاستيطانية غير الشرعية وتجميد البناء الاستيطاني فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. والثانية إعلان إقامة الدولة الفلسطينية المؤقتة. والثالثة مفاوضات التسوية الدائمة للصراع حول القضايا الرئيسية: القدس واللاجئين والأمن والحدود الدائمة. وأما أنابوليس فهو الأداة التي وُضعت للتسريع في إنجاز خريطة الطريق.

وينوي ميتشل إقامة مكتب دائم له في القدس وتعيين مدير للمكتب يتابع بشكل يومي تنفيذ الأمور التي اتفق عليها بين الطرفين. وترتفع المطالبات في إسرائيل أن تبدأ الحكومة بإدراك الموقف الجديد والتعامل بما يلائمه حتى لا تدخل إسرائيل في صدام مع الإدارة الأميركية. وحسب المعلق السياسي الإسرائيلي ألوف بن، فإن أوباما يحاول أن يوضح لإسرائيل أنه ليس مستعدا لقبول الأسلوب السابق بالمماطلة في تطبيق الالتزامات. فهو يقول عمليا: «ليس عندي وقت أضيعه في البحث عن بديل للتسوية على أساس الدولتين. هذا هو الحل وأريد أن يطبق بسرعة. واستبدال حكومة يمين في إسرائيل بالحكم لا يحرر دولة إسرائيل من تطبيق الالتزام الذي أخذته الحكومة السابقة على عاتقها».