إسرائيل تقتل فلسطينيا دهس 3 جنود في القدس

المستوطنون هاجموا بيوت مواطنين شمال الخليل

TT

قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، فلسطينيا في القدس الشرقية، بدعوى أنه حاول دهس جنود من على حاجز عسكري في حي صور باهر جنوب المدينة. وقال متحدث باسم الشرطة للإذاعة الإسرائيلية إن عناصر الشرطة قتلت فلسطينيا هاجم مجموعة من الجنود في حي صور باهر بمدينة القدس المحتلة. وأضاف المتحدث «أطلقت عناصر الشرطة النار على الفلسطيني وأردته قتيلا بعد أن دهس ثلاثة من الشرطة بسيارته». ووصفت جراح الجنود بالطفيفة. أما أهالي صور باهر فقد شككوا برواية الجيش الإسرائيلي.

وجاء الحادث، في وقت كان فيه الجيش الإسرائيلي يهدم منزل عائلة حسام تيسير دويات منفذ إحدى أنجح عمليات الدهس بالجرافات في القدس، إثر قرار أصدره وزير لدفاع إيهود باراك، بعد جدل قانوني حول هدم منازل مقدسيين وعرب يحملون الهوية الإسرائيلية.

وكان دويات البالغ من العمر 30 عاما، ومتزوج وله ولدان، قد هاجم في بداية يوليو (تموز) الماضي، حافلات ومركبات إسرائيلية بجرافته الثقيلة وسط مدينة القدس، مما أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة العشرات بجراح.

وتلقي هذه التطورات بمزيد من التوتر في المدينة التي تشهد حملة إسرائيلية مكثفة لهدم منازل فلسطينيين، وسحب هويات آخرين، بالإضافة إلى هجمة استيطانية تمثلت في السيطرة على أراض ومنازل في المدينة. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفلد، إنه تم تدمير منزل دويات تنفيذا لقرار قضائي. وكانت المحكمة العليا قد رفضت في الشهر الماضي طعنا تقدمت به عائلة دويات ضد تدمير المنزل، لكنها اكتفت بتدمير شقة واحدة، بعدما كان قرار باراك يشمل الشقتين اللتين يملكهما والد دويات ومساحتهما 300 متر مربع، ويقعان في بناية مكونة من 3 طوابق، واستندت المحكمة في قرارها إلى أن حسام (منفذ العملية) لم يستخدم الشقة الثانية.

وكان المحامي حسين غنايم قد قال للمحكمة إن ما قام به حسام هو عمل ذاتي ناتج عن فقدان السيطرة، وقدم تقريرا طبيا من خبير نفسي يؤكد أن حسام لديه نوع من فقدان السيطرة على التصرفات، إلا أن المحكمة رفضت هذا التقرير.

وكانت إسرائيل قد توقفت في عام 2005، عن تدمير منازل فلسطينيين ينفذون عمليات «فدائية» بأمر من رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه يعالون آنذاك، بعدما خلصت لجنة تحقيق عسكرية إلى أن هذا الإجراء يدفع الفلسطينيين إلى تنفيذ اعتداءات بدل أن يكون رادعا.

وفي الخليل، هاجم مسلحون من مستوطنة «بات عاين»، التي قتل فيها فلسطيني، بالفأس، مستوطنا وجرح آخر يوم الخميس الماضي، منازل مواطنين في قرية صافا التابعة لبلدة بيت أمر القريبة من المستوطنة.

وقال أهالي القرية إن ما يزيد على 15 مسلحا من المستوطنين هاجموا عدة منازل في البلدة التي تبعد كيلومترا واحدا عن المستوطنة المذكورة، وسط هتافات عنصرية وإطلاق نار في الهواء.

وتشهد المنطقة توترا كبيرا وانتشارا أكبر للقوت الإسرائيلية منذ قتل المستوطن.

وكان الجيش الإسرائيلي قد حذر من ردة فعل انتقامية من مستوطني «بات عاين» التي توصف بأنها أحد أكثر المستوطنات المتطرفة في الضفة الغربية. وحتى الأمس كان الجيش الإسرائيلي ما زال يبحث عن منفذ الهجوم.

وتداعى أهالي صافا أمس ليتصدوا لاعتداءات المستوطنين، وطالبت مكبرات الصوت في المساجد أهالي القرية للدفاع عنها، وإثر ذلك دفع الجيش بالعشرات من جنوده إلى القرية، واستولوا على منزل قريب من سياج المستوطنة وحولوه إلى ثكنة عسكرية.