باكستان تدعو الولايات المتحدة إلى احترامها.. وتحذر من غياب الثقة بين البلدين

المبعوث الأميركي في إسلام آباد يتحدث عن عدو مشترك وتحديات مشتركة

TT

قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، إن الولايات المتحدة وباكستان تواجهان عدوا مشتركا وتهديدا مشتركا وتحديات مشتركة، في وقت رد فيه رئيس وزراء باكستان شاه قريشي أن بين البلدين فجوة من الثقة في الحرب على الإرهاب، ودعا واشنطن إلى احترام بلاده كي تثمر جهود مكافحة المتطرفين.

وأكد هولبروك في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في إسلام آباد أمس، على احترام الإدارة الأميركية لسيادة الأراضي الباكستانية، وقال: «باكستان والولايات المتحدة تواجهان عدوا مشتركا وتحديات مشتركة». وتأتي زيارة هولبروك في وقت يسود فيه أجواء باكستان مناخ من الشكوك حول استمرار سياسة إدارة أوباما في تنفيذ ضربات صاروخية داخل المناطق القبلية الباكستانية التي تستهدف المسلحين المختبئين في تلك المناطق. وقد عقد هولبروك الذي وصل إلى إسلام آباد يوم الاثنين، اجتماعا مع الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إلى جانب عقده محادثات على مستوى الوفد مع وزير الخارجية الباكستاني.

ونقل مكتب زرداري عن الرئيس الباكستاني قوله لهولبروك والأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة: «باكستان تخوض معركة من أجل البقاء».

ورافق هولبروك في هذه الجولة إضافة إلى الأدميرال مولن، واثنين من قادة المسؤولين العسكريين حيث يتوقع أن يلتقوا رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني أشفق بيرويز كياني ورؤساء أجهزة الاستخبارات. وقال قريشي إن مصالح كلا البلدين متقاربة، لكن في الحرب ضد «الإرهاب» فجوة من انعدام الثقة. وكان قريشي يشير إلى الغارات الجوية الأميركية على مواقع يشتبه أنها مخابئ للمسلحين داخل الأراضي الباكستانية، وتسببت تلك الغارات في خلق حالة من العداء بين إسلام آباد وواشنطن من ناحية، والشعب الباكستاني من ناحية أخرى. وقال قريشي: «لن يمكننا العمل جنبا إلى جنب إلا إذا احترم أحدنا الآخر وكان بيننا نوع من الثقة، ولا سبيل للتعاون سوى ذلك. لن يفلح شيء آخر».

غير أن كبير الدبلوماسيين الباكستانيين قال في وقت سابق أيضا إن كلا الجانبين دارت بينهما مباحثات «صادقة وصريحة». وكانت الحكومة الباكستانية قد اتخذت موقفا علنيا قويا تجاه الغارات الصاروخية الأميركية ضد معاقل المسلحين داخل المناطق القبلية في باكستان، حيث قتل ما يزيد عن مائة باكستاني في ما يقرب من 40 غارة شنتها القوات الأميركية على المناطق القبلية الباكستانية. وقال قرشي للصحافيين إن المسؤولين الباكستانيين أعلموا المسؤولين الأميركيين بأن هجمات الطائرات قد ساعدت المتطرفين وأتت بعكس النتائج المرجوة منها. وعقد هولبروك أيضا اجتماعا مع رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف وناقش معه الأمن الإقليمي والموقف السياسي. كان هولبروك وصل إسلام أباد في وقت متأخر أول من أمس، بعد يومين من المحادثات في العاصمة الأفغانية كابول، ركزت على كثافة العمليات القتالية التي تشنها القوات الأميركية وقوات الناتو ضد التمرد المسلح.