سيارة مفخخة تنفجر في الكاظمية شمال بغداد وتوقع 28 قتيلا وجريحا

طفل عراقي ينجو بأعجوبة إثر مقتل والدته وإصابة والده في الانفجار

فتاة تبكي أمس في جنازة أقارب لها قتلوا بتفجيرات أول من أمس (رويترز)
TT

قتل ثمانية أشخاص وأصيب حوالي عشرين آخرين بجروح الثلاثاء في انفجار سيارة مفخخة في شارع أعيد فتحه أخيرا في مدينة الكاظمية، شمال بغداد. وأوضحت المصادر أن سيارة مفخخة انفجرت قرب إحدى الحسينيات في شارع النواب ظهر أمس، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة عشرين آخرين بجروح. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية نجا طفل لا يتجاوز عمره بضعة أشهر بأعجوبة من الانفجار، في حين لقيت والدته وسبعة آخرون مصرعهم كما أصيب والده بحروق خطرة. وقال صادق المالكي (36 عاما) صاحب محل تجاري شارك في عملية إنقاذ المصابين «شاهدنا طفلا لا يتجاوز عمره ستة أشهر راقدا في حضن والدته داخل سيارة كانت تحترق إثر الانفجار». وأضاف «تمكنا من إخراجه والدماء تغطيه، وأخمدنا النار التي اندلعت في ملابس والده الذي نقلناه إلى المستشفى».

وتابع المالكي وهو ميكانيكي يعمل في شارع النواب، حيث وقع الانفجار، «لدى سماعي الصوت هرعت إلى المكان الذي يبعد عني عشرين مترا وكسرت أبواب ثلاثة سيارات لإخراج الجرحى الذين كانوا محتجزين بداخلها بينما كانت تحترق». وأضاف الرجل الذي شارك في 12 عملية إنقاذ منذ أربع سنوات، حسب قوله، «أصبح لدي الخبرة الكافية لإنقاذ الجرحى». وأضاف والدماء تغطي ملابسه «أترك القتلى وأحاول إنقاذ الجرحى في البداية، ونقلهم إلى مكان بعيد عن النار لأقدم لهم الإسعافات الأولية».

بدوره، قال رعد صبيح غزال الذي يسكن في منزل مجاور للحادث، «جلبت لنا الشرطة بعد الانفجار طفلا صغيرا مخضبة ثيابه بالدماء، وطلبوا منا الاعتناء به بسبب وفاة والدته». وأضاف رعد الذي يتولى رعاية الطفل حاليا «كان يبكي وقامت زوجتي بإطعامه، بات في حالة جيدة الآن فهو يبتسم ولا يبدو أنه يخاف الغرباء». وأوضح أن «السلطات لم تتمكن حتى الآن من معرفة اسم عائلته بسبب احتراق هوياته، كما أن والده في حالة حرجة في المستشفى». وأكد غزال «سأتولى الاهتمام به ورعايته لأنه ضحية حتى نتعرف على عائلته». وورد أن السيارة التي كانت تقل العائلة احترقت جزئيا، لكن عربة الطفل لا تزال بداخلها وعليها آثار رماد، فيما تناثرت حقيبة ملابسه على المقاعد.

يشار إلى أن شارع النواب المؤدي إلى ضريح الإمام موسى الكاظم كان مغلقا لأكثر من عامين بسبب الهجمات التي شهدها سابقا، لكن قيادة عمليات بغداد أعادت افتتاحه قبل نحو شهرين أمام السيارات، بسبب تحسن الأوضاع الأمنية.

من جهته، قال حسين قاسم الذي يقدم برنامجا رياضيا على إحدى القنوات الفضائية ويسكن في الشارع ذاته إن «هدف التفجيرات زعزعة الأمن الذي تحقق خلال الفترة الماضية فهي تتزامن مع ذكرى تأسيس حزب البعث، الذي يحلم بالعودة إلى السلطة». وأضاف «يحاولون إثارة فتنة طائفية بهذه الأعمال وتدمير العملية السياسية، لكن الطائفية لن تعود رغم التفجيرات». ولقي ما لا يقل عن 34 شخصا مصرعهم وأصيب حوالي 120 آخرون بجروح بانفجار ست سيارات مفخخة في بغداد وضواحيها أول من أمس وقعت في مناطق ذات غالبية شيعية.