مسؤول عراقي في القاهرة لمتابعة الاتصالات مع بعثيين وضباط سابقين للعودة

اتصالات تمهيدية مع عراقيين في مصر سبقت زيارة وزير الحوار الوطني

TT

علمت الـ«الشرق الأوسط» أن أكرم الحكيم وزير الدولة العراقي لشؤون الحوار الوطني بدأ أول من أمس زيارة عمل رسمية إلى القاهرة تستغرق بضعة أيام، يلتقي خلالها مسؤولين في مصر والجامعة العربية، بالإضافة إلى مسؤولين عراقيين سابقين في إطار مشروع المصالحة العراقية الوطنية.

وقالت مصادر مصرية وعراقية مطلعة «إن الزيارة سبقتها اتصالات تمهيدية مع العراقيين المقيمين في القاهرة من خلال السفارة العراقية، شملت بعض كبار الضباط السابقين في الجيش العراقي الذين أعلنوا رغبتهم مؤخرا في العودة. وكشفت النقاب عن أن استمارات وزعتها عليهم وزارة الدفاع العراقية لاستمزاج آرائهم وتحديد مواقفهم بشأن إما العودة للجيش أو حسم مواقفهم أو إخراجهم على المعاش في إطار محاولة إنهاء ملف حل الجيش العراقي. وأكدت المصادر أن خمسين ضابطا عراقيا في الجيش المنحل وافقوا على توقيع الاستمارات.

ويوجد حاليا في مصر نحو عشرين ألف عراقي يقيمون إقامة دائمة وشرعية، وعدد كبير منهم من ضباط الجيش العراقي الذي تم حله على الفور بعد انهيار نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. وكان هؤلاء قد لجأوا إلى مصر مع عائلاتهم تحسبا لأعمال الفوضى والانتقام التي سادت بعد سقوط النظام الحاكم، بينما تقول السلطات المصرية إنهم تعهدوا بالإقامة الهادئة من دون الانخراط في أي نشاط سياسي.

ولفتت المصادر إلى أن الاتصالات ستشمل أيضا بعثيين فكوا ارتباطهم بحزب البعث السابق في العراق، مشيرة إلى أن هؤلاء مسؤولون سابقون في حزب البعث، وليس لديهم الآن ارتباط حزبي أو أي اتصالات مع الحزب. كما سيلتقي الحكيم احمد الحبوبي زعيم التيار القومي الديمقراطي العراقي، وهو من المعارضين لنظام صدام، وللغزو الأميركي للعراق وللعملية السياسية الراهنة في البلاد.

ومن المقرر أن يلتقي المسؤول العراقي لاحقا مسؤولين مصريين في إطار الاتصالات الجارية لإعادة تفعيل الدور المصري في العراق، في ضوء ما توصلت إليه اللجنة المصرية العراقية المشتركة خلال اجتماعاتها في شهر مارس ( آذار) الماضي. وقالت المصادر إن هناك استعدادا مصريا للعودة. مشيرة إلى أن وفدا أمنيا مصريا عاد للتو من زيارة غير معلنة للعاصمة العراقية بغداد، حيث اختار الموقع الجديد للسفارة المصرية هناك لتهيئة إعادة فتحها.

وستقوم قوات الأمن العراقية بتولي مهمة حماية السفارة وطاقم العاملين فيها، فيما نفى مسؤولون بوزارة الخارجية المصرية المزاعم التي ترددت بشأن تولي شركات أمنية خاصة مهمة حماية مقر السفارة المصرية في بغداد عند افتتاحها. واعتبرت مصادر مصرية وعراقية لـ«الشرق الأوسط» أن مصر الآن على استعداد أفضل من السابق للعودة إلى العراق وللمساهمة في دفع جهود المصالحة السياسية.

يشار إلى أنه ليس لمصر ممثل دبلوماسي رسمي في العراق منذ خطف وقتل القائم بالأعمال المصري في بغداد إيهاب الشريف في شهر يوليو (تموز) من عام 2005 م، في عملية أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها. وقام وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط العام الماضي بزيارة إلى العاصمة العراقية بغداد هي الأولى لمسؤول مصري رفيع منذ عام 1990، حيث أعلن أن «الوقت المناسب» حان لتعميق العلاقات مع العراق.