العراق يسعى لبناء قوته الجوية بعقود لشراء طائرات من أميركا ودول أوروبية

يتسلم خلال العامين المقبلين 50 طائرة هليكوبتر لـ«مكافحة الإرهاب»

TT

ينتظر أن يتسلم العراق خلال العامين المقبلين خمسين مروحية عسكرية بعضها مقاتلة، لاستخدامها في «محاربة الإرهاب» بشكل أساسي، حسبما أعلن مصدر عراقي رسمي رفيع أمس.

وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العراق تعاقد مع الولايات المتحدة ودول أوروبية لشراء حوالي خمسين مروحية عسكرية بعضها مقاتلة (...) سنحصل على معظمها خلال العامين المقبلين». وأكد أن «الولايات المتحدة ستتولى تجهيزنا بنحو ثلاثين مروحية ستستخدم في مجال مكافحة الإرهاب بشكل رئيسي».

وأعلن وزيرا الدفاع الفرنسي ايرفيه موران والعراقي عبد القادر عبيدي في مارس (آذار) الماضي عن صفقة تتضمن بيع بغداد 24 هليكوبتر من طراز «اي.سي 635» مخصصة للنقل العسكري صنع شركة «يوروكوبتر». والهليكوبترات العسكرية المخصصة لنقل الجنود مزودة بأسلحة خفيفة مقارنة مع تلك المخصصة لمهام قتالية. وعقد التسلح هذا هو الأول بين البلدين منذ 1990 عندما اجتاح العراق الكويت، الأمر الذي أوقف التعاون العسكري بين الطرفين.

من جهته، أكد اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع أن الوزارة «ستعتمد التسليح السريع خصوصا للقوة الجوية». وأشار إلى «استيراد مروحيات متعددة الأغراض ستصل العراق حتى نهاية عام 2011». وأضاف أن «تطبيق الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة يتطلب تأمين مروحيات لمواجهة الجماعات الإرهابية خصوصا تنظيم القاعدة»، مشددا على أن «المروحيات ستكون الأسلوب الأفضل للمواجهة».

وأكد العسكري أنه «بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد، سنحتاج إلى طائرات مقاتلة مثل «إف ـ16» وميراج (...) لا بد من تسليح القوة الجوية بالمروحيات والمقاتلات لأنه من الصعب أن تكون هناك قوة جوية حقيقية من دون امتلاكهما». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت في سبتمبر (أيلول) نقلا عن قادة عسكريين أميركيين أن الحكومة العراقية طلبت شراء 36 مقاتلة متطورة من هذا الطراز. كما نسبت تقارير إعلامية إلى قائد القوة الجوية الفريق أنور حمة أمين قوله الأسبوع الماضي، إن العراق يسعي إلى شراء 96 مقاتلة أميركية بحلول عام 2020، بعد موافقة مجلس النواب على ذلك.

إلى ذلك، كشف المصدر عن مساع يبذلها مسؤولون عراقيون لدعم القوة الجوية عبر الحصول على طائرات مقاتلة من طراز «إف ـ16» الأميركية. وأوضح أن «الخطة تتضمن ثلاث مراحل. أولها، تشييد قاعدة كبيرة لأسراب مروحيات مخصصة لمقاتلة الإرهاب وأخرى للتدريب. وثانيها، العمل على تشكيل أسراب مقاتلات وتوسيع عدد القواعد الجوية لتغطي معظم مناطق العراق. أما الخطوة الثالثة، فتشمل زيادة عدد المقاتلات وتشكيل منظومة دفاع جوي محلية متطورة». وتملك القوة الجوية حاليا نحو مائة طائرة معظمها هليكوبترات وأخرى للنقل أو التدريب، وتتولى القوات الأميركية تقديم الإسناد الجوي بمختلف أشكاله خلال العمليات التي تنفذها القوات العراقية. وأكد المصدر أن القدرات الجوية العراقية تتمركز في أربع قواعد رئيسية يشمل عملها الاستطلاع والنقل. كما تقوم بعض الهليكوبترات بمهام إسناد محدودة حاليا، وفقا للمصدر. وأشار إلى أن«القادة العراقيين يسعون لكي تكون القوة الجوية مؤهلة لمساندة قوات البر وحماية المؤسسات المدنية والاقتصادية كأنابيب نقل النفط والحدود خصوصا الحدود العراقية مع إيران وسورية».

وإبان الثمانينات، تطورت القدرات الجوية العراقية واستطاع العراق التسلح بمقاتلات ميغ ـ25 و 29 وميراج الفرنسية ومروحيات. لكن معظم الطائرات دمرت جراء قصف القواعد الجوية في حرب الخليج الأولى عام 1991. وأعقب ذلك، اجتياح العراق في مارس 2003، وما تخلله من تدمير كافة الطائرات عبر القصف أو سرقة أجزائها عندما كانت مخبأة في بساتين ومناطق نائية. وبدأ العراقيون بناء قوتهم الجوية منتصف عام 2004، عبر إرسال دورات تدريبية إلى الأردن للتدريب على طائرات النقل والمروحيات.