خطباء الجمعة يدافعون عن حق السنيورة بالترشح للانتخابات وبهية الحريري تؤكد أن ترشحه بناء لإرادة الناس

«الانتماء اللبناني» يحذر من أخطار على حرية الاقتراع في المناطق الشيعية

الرئيس اللبناني ميشال سليمان وعقيلته يشاركان في قداس لمناسبة يوم الجمعة العظيمة لدى المسيحيين (دلاتي ونهرا)
TT

تصاعدت وتيرة التحركات الانتخابية في لبنان مع اتضاح صورة المعارك المتوقعة في معظم الدوائر، وأبرزها مدينة صيدا التي يستعد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لخوض الانتخابات فيها. فيما برزت تحذيرات تتعلق بأمن الانتخابات في المناطق ذات الغالبية الشيعية أطلقها رئيس تيار «الانتماء اللبناني» أحمد الأسعد الذي اتهم «حزب الله» أمس باختطاف أحد مناصريه واحتجازه ساعتين وإحراق سيارة مناصر آخر، محذراً من أن استمرار هذا الواقع «لا يضمن أن يتمكن الناخبون من الاقتراع بحرية في المناطق ذات الأكثرية الشيعية».

وقال الأسعد، في مؤتمر صحافي عقده أمس: «لقد تعودنا في الأشهر المنصرمة على عمليات إحراق سيارات مناصرينا كل فترة، وعلى غيرها من أنواع الترهيب ومحاولات التخويف في مختلف المناطق. لكن الأمور باتت تتخذ الآن منحى أشد خطورة. ففي غضون 24 ساعة، منذ الاحتفال الذي أقمناه للإعلان عن مرشحينا، تم إحراق سيارة المسؤول السياسي في الانتماء أحمد حجازي الذي كان عريف الاحتفال، ثم تعرض عضو أمانة السر في الانتماء عقيل حسين للخطف لمدة ساعتين». وأشار إلى أن الحادثين «حصلا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وجميعنا يعرف من هو الطرف الفاعل في الضاحية الجنوبية ومن يمسك بالأمن هناك ومن يفرض قانونه في هذه المنطقة، إنه حزب الله طبعا». ورأى «أن حزب الله اليوم، وخصوصاً أمينه العام السيد حسن نصر الله، أمام خيارين: أما أن يقولوا صراحة وعلنا وجهارا إنهم لا يريدون رأيا آخر في الطائفة الشيعية (...) ولا يريدون انتخابات نيابية في مناطق الوجود الشيعي، لنعرف في ضوء ذلك كيف نتصرف ونتعاطى مع الأمور، أو أن يثبتوا، بالفعل لا بالقول، أنهم ليسوا ضد الرأي الآخر ولا ضد التنوع» معتبراً أن «المطلوب عملياً أن يتوقف مسؤولو حزب الله في البلدات والقرى، بمن فيهم المعممون، عن تخوين الرأي الآخر وعن اتهام الانتماء ومناصريه بالعمالة». وأوضح الأسعد أن «لدى الدولة (الأجهزة الأمنية) أسماء الكثير من الأشخاص المتورطين في الاعتداءات التي استهدفتنا في قرى الجنوب. ولكن، ويا للأسف، لا يتمتع بعض المسؤولين بالحد الأدنى من الجرأة لاستدعاء هؤلاء الأشخاص والتحقيق معهم على الأقل». وشدد على أنه «لا يجوز إطلاقا أن يستمر هذا الواقع. وعلى المسؤولين في الدولة إما أن يصارحوا المواطن اللبناني، وتحديدا المواطن اللبناني من الطائفة الشيعية، بأنه لا يعيش في دولة بل في غابة، ويخضع بالتالي لقوانين الغابة، ولا شيء يضمن في هذه الحالة أن يتمكن من الاقتراع بحرية في 7 حزيران في المناطق ذات الأكثرية الشيعية، أو أن يتنحى هؤلاء المسؤولون العاجزون والخائفون من اتخاذ القرارات ليفسحوا في المجال لغيرهم ممن يملكون الصلابة والتصميم والشجاعة لمحاسبة المجرمين وبسط سلطة القانون وفرض هيبة الدولة». هذا، وفيما نبه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من «الضرب على أوتار الطائفية والعصبيَّة والمذهبية في الانتخابات النيابية» ودعا إلى «اعتماد الخطاب الوطني المعتدل المعبر عن آمال اللبنانيين في مستقبل آمن ومستقر وزاهر»، دافع خطباء الجمعة السنة عن ترشح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للانتخابات النيابية، مستغربين المواقف الصادرة ضد هذه الخطوة.

وفي هذا الإطار، استغرب مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس أن «ينزعج البعض من ترشح الرئيس السنيورة، هل لأنه بترشحه هذا يرفع مستوى المرشحين ويعلي سقف النيابة فلا يطالها البعض. لقد آن الأوان ليحسم الناخب أمره ويحزم قراره في اختيار الأكفاء لخدمة الناس في لبنان، لبنان الجديد بعدما كان الحلم بناء لبنان الكبير».

ورأى مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ دالي بلطه «أن لكل مواطن الحق في الترشح والتقدم لخدمة الناس والوطن. ولا يحق لأحد منع أحد من هذا الحق الطبيعي».

كذلك استهجن مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيخ خالد صلح «اعتراض البعض على ترشح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للنيابة عن مدينة صيدا» متمنيا «لو أن الذين نصحوه بالتعفف عن الترشح وهو الذي لم يترشح ولا مرة قبل ذلك أن ينصحوا الرؤساء نبيه بري وعمر كرامي وحسين الحسيني والنائب وليد جنبلاط والنائب ميشال المر وغيرهم حتى لا تكون نصيحتهم مغرضة ومستهدفة لشخص واحد ولتكون عادلة ومنطقية تحفظ مكانة وهيبة قائليها». بدورها، دافعت وزيرة التربية والتعليم العالي، بهية الحريري، عن هذا الترشح مشددة على «أن الرئيس فؤاد السنيورة ترشح في مدينته صيدا بناء لإرادة الناس وليس بناء لإرادة خارجية». ورأت أن الكلام عن أن ترشح السنيورة «هو محاولة إلغاء لأطراف معينة في صيدا الهدف منه التضليل. وهو ضد حرية الاختيار، لأن الموقع ليس ملكا لأي إنسان، بل هو يأتي بثقة الناس».

وقالت أمس:«إن الرئيس السنيورة هو ابن صيدا. ومن حقه أن يترشح عنها. وهو موجود منذ فترة طويلة في خط ومشروع أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويكمله النائب سعد الحريري. وأن لنا الفخر أن نكمل معه مشروع بناء الدولة والاستقرار والثوابت الوطنية الأساسية التي هي احترام كل الأطراف في البلد حتى نستطيع أن نبني الدولة».