تشاد تتحدث عن حشود غير مسبوقة لمعارضيها على حدود السودان بدعم من الخرطوم

الجيش السوداني ينفي ويرد باتهام إنجمينا بالإعداد لهجوم تقوده حركة العدل والمساواة

TT

جددت الحكومة التشادية اتهاماتها للسودان بالإعداد لهجوم جديد تقوم به المعارضة التشادية على إنجمينا لإسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي، ونفت الخرطوم المزاعم التشادية وردت باتهام آخر بإعداد إنجمينا لهجوم تقوده حركة العدل والمساواة داخل الأراضي السودانية، واعتبرت أن ما يحدث في تشاد صراع على كراسي السلطة وأنها لا دخل لها في ذلك الصراع. ويقول مراقبون إن مخاوف الرئيس التشادي إدريس ديبي من هجوم معارضيه على العاصمة إنجمينا هذه المرة تبدو جدية وفقا للمعلومات الاستخباراتية المتقاطعة والتي تؤكد بأن حشود المعارضة انتظمت في بلدة حجر مرفعين على الجانب السوداني من الحدود وأنه حشد غير مسبوق. وكشفت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فضلت حجب هويتها أن المعارضة التشادية تستعد حاليا لشن هجوم من عدة محاور من أجل توجيه ضربة نهائية إلى نظام الرئيس التشادي إدريس ديبي. ويتردد أن المعارضة حشدت 800 مركبة ذات دفع رباعي بكامل عتادها العسكري وبدعم من الخرطوم من أجل تنفيذ الهجوم.

وتُعتبر هذه التجهيزات تفوق بثلاثة مرات آخر هجوم شنته المعارضة على إنجمينا في فبراير (شباط) من العام الماضي وفشل في إسقاط نظام ديبي، لكن إنجمينا من جانبها أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها على استعداد لتعقب لمن أسمتهم بالمجرمين إلى داخل الأراضي السودانية، وأعلنت أنها أبلغت المجتمع الدولي في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لما يتم الإعداد له، واعتبرت أن ما يعد ضدها من هجوم ليس الأول ولن يكون الأخير. وقالت نشرة فرنسية متخصصة في شؤون الدفاع إن نحو 5 آلاف مقاتل من المعارضة ينتظرون الأوامر للتوغل إلى داخل الأراضي التشادية صوب إنجمينا، وأن ما يقلق ديبي هو تفكك جبهة حمايته الداخلية التي يشكل أفراد قبيلته الزغاوة، المنتشرة بكثرة في تشاد وغرب السودان، حجر زاويتها. وقالت النشرة الفرنسية: «من الواضح أن المعارضة نجحت في مجهوداتها لتوحيد صفوفها وتنظيمها في اتحاد قوى التغيير، تحت قيادة تيمان أردمي ابن أخت الرئيس التشادي ومدير مكتبه السابق». وأشارت المصادر إلى حالات الهروب التي يشهدها في أوساط قوات الحرس الرئاسي وآخرها حروب طاقم مركبة القيادة التي ترافق الرئيس ديبي في جولاته الداخلية وانضمت إلى المعارضة. وبحسب المصادر يتردد أن 4 من منصات إطلاق صواريخ يستخدمها الجيش التشادي قد انتقلت بذخيرتها وبرفقة فرق تشغيلها إلى صفوف المعارضة.

غير أن الناطق باسم الجيش السوداني العميد محمد عثمان الأغبش نفى لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي الاتهمات التشادية على بلاده، وقال إن ما يحدث في تشاد صراع على السلطة بين حكومة ديبي ومعارضيه ولا دخل للسودان به. وأضاف: «بالعكس هم يقدمون الآن دعما لحركة العدل والمساواة من منطقة أم جرس داخل الأراضي التشادية للهجوم على الأراضي السودانية في دارفور وغيرها»، مشيرا إلى أن قتالا دار بين حركة العدل والمساواة والمعارضة التشادية في تلك المناطق بعد أن حاولت قوات خليل طرد المعارضة التشادية من أراضيها. وقال: «قوات خليل تعمل بالوكالة عن إنجمينا»، وشدد على أن الجيش السوداني لا يتدخل في الشأن التشادي، وتابع: «معارضو ديبي موجودين داخل الأراضي التشادية وليسوا في السودان وإنجمينا تعلم ذلك»، وقال إن «حكومة ديبي تتهم السودان كل ما اشتد عليها عمل المعارضة لتتحدث عن أن الخرطوم تقدم لهم الدعم وهذا ليس صحيحا». وتأجل اجتماع بين مسؤولين من البلدين كان مزمع عقده نهاية الأسبوع الماضي في الدوحة لإنهاء الخلاف وفق وساطة قطرية ـ ليبية.