نوستالجيون سودانيون

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «خواطر حول أثرهما الجميل.. عربيان بهيان من أفريقيا»، المنشور بتاريخ 8 أبريل (نيسان) الحالي، أقول إن الراحل الطيب صالح أصيب بالنوستالجيا. فمعهد بخت الرضا الذي يتحدث عنه بحنين جارف هو عبارة عن معهد صغير لتأهيل معلمي المدارس الابتدائية والمتوسطة، ولا يوجد فيه ما يثير الخيال، ولا يساوي شيئا مقارنة بمعاهد اليوم. ذهب مدرس وشاعر مغمور إلى بخت الرضا هذا لنيل دورة تأهيل، فلم يعجبه الحال، فهجا المعهد بقصيدة طويلة هذا مطلعها: «بخت الرضا ليس الرضاء فيك/ والبؤس باد على وجوه بنيك». هي النوستالوجيا إذن التي تصور الماضي والقديم على غير حقيقتهما، فما أسقط السودانيون نظاما سياسيا إلا وأسقطوا عليه حنينا جارفا وعلى أيامه الزاهيات بعد عقد أو عقدين من الزمان، في حين كانوا يصفونه بالظالم والمستبد قبل إسقاطه.

أحمد عبد الباري ـ السعودية [email protected]