3 مليارات دولار أرباح مصرف ويلز فارغو الأميركي

المصارف تدفع مؤشرات الأسهم الأميركية إلى الارتفاع

ويلز فارغو قد يعلن عن أرباح بعد 2.3 مليار دولار خسائر نهاية 2008 (أ. ف. ب)
TT

أعلن «ويلز فارغ» ورابع أكبر مصرف أميركي أنه من المتوقع أن يحقق أرباحا قياسية تصل إلى 3 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، وهو أعلى معدل أرباح ربع سنوية يحققها المصرف على الإطلاق، وهو ما أثار آمال المستثمرين من أن أرباح أكبر المصارف الأميركية ستظهر بعض التحسن عندما تعلن نتائجها في الأسبوع المقبل.

وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن تلك المعلومات التي ظهرت قبل الإعلان الرسمي عن أرباح المصرف المتوقعة في 22 أبريل (نيسان)، جاءت في أعقاب تعليقات إيجابية في الأسابيع الأخيرة من «بنك أوف أميركا» و«جا بي مورغان تشاس» و«سيتي غروب». وأدت تلك التعليقات الإيجابية إلى ارتفاع قيمة أسهم المصارف، وهو الأمر الذي يعتبر مؤشرا إلى تحول وضع المصارف نتيجة لبرامج خطة التحفيز الفيدرالية الهائلة وخطط إعادة الهيكلة، والاقتصاد الذي بدأ يظهر علامات على الاستقرار.

وقد أعلن المصرف إغلاق مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة نيويورك للأوراق المالية يوم الخميس على صعود مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم البنوك. وكانت المجموعة أعلنت في الربع الأخير من عام 2008 عن خسائر بلغت 2,3 مليار دولار.

فقد ارتفع مؤشر «داو جونز» القياسي 246,27 نقطة، أي بنسبة 3,1 في المائة، ليصل إلى 8083,38 نقطة مضيفا 0,8 في المائة في نهاية تعاملات أسبوع اقتصر على أربع جلسات تداول بسبب العطلات. وأسواق المال الأميركية مغلقة منذ يوم الجمعة حتى اليوم بمناسبة عيد الفصح.

كما أضاف مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقا 31,4 نقطة، أي 3,8 في المائة، ليصل إلى 856,56 نقطة منهيا الأسبوع على ارتفاع قدره 1,7 في المائة.

بينما قفز مؤشر «ناسداك» المجمع لأسهم التكنولوجيا 61,88 نقطة، أي بنسبة 3,9 في المائة، ليصل إلى 1652,56 نقطة.

وفي أسواق العملة، ارتفع الدولار أمام اليورو ليسجل 75,95 سنت يورو مقابل 75,34 سنت يورو عند الإغلاق يوم أمس الأول الأربعاء.

كما ارتفعت العملة الأميركية أيضا أمام الين لتصل إلى 100,36 ين مقابل 99,76 ين عند الإغلاق يوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها من واشنطن.

وفي العاصمة اليابانية طوكيو ارتفع مؤشر «نيكي» القياسي للأسهم اليابانية الجمعة بنسبة 0,5 مسجلا أعلى مستوى إقفال في ثلاثة أشهر رغم تهاوي أسعار مجموعة «ميزوهو» المالية وغيرها من البنوك وسط مخاوف من تجدد خسائر المسهمين.

وأوضحت وكالة «رويترز» أنه لم تجر تعاملات على سهم مجموعة «سوميتومو ميتسوي» ثالث أكبر بنك في اليابان بعد أن قالت إنها تواجه خسائر صافية بقيمة 3,9 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت لتوها، وإنها ستجمع ما يصل إلى ثمانية مليارات دولار عن طريق بيع أسهم. وصعد «نيكي» من 48,05 نقطة إلى8964.11 نقطة بعد تذبذبات حادة صعودا وهبوطا. لكنه ارتفع 2,4 في المائة خلال الأسبوع مرتفعا للأسبوع الخامس على التوالي.

وارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا 0,5 في المائة إلى 854,95 نقطة.

وفي تايبيه عاصمة تايوان ذكر متعاملون إن الأسهم التايوانية أنهت تعاملات أمس الجمعة على ارتفاع نسبته 2,01 في المائة مدعومة بمكاسب «وول ستريت» الليلة الماضية وموافقة البرلمان على خطة التحفيز الاقتصادي.

وأغلق مؤشر «تايكس» الرئيسي على 5781,96 نقطة مرتفعا بمقدار 114,16 نقطة.

وقال المتعاملون إن موافقة البرلمان على موازنة بقيمة 12 مليار دولار أميركي أمس الجمعة والخاصة بخطة الحكومة للتحفيز الاقتصادي لمدة أربع سنوات عززت حالة التفاؤل بين أوساط المستثمرين.

وقال مجلس الوزراء إنه من المتوقع أن تعزز الخطة الاستثمار المحلي وتخلق 200 ألف وظيفة.

وعلى الرغم من هذا التحسن فإن بعض المحللين حذروا من أن قطاع المصارف الأميركي لا يزال يواجه العديد من الصعوبات الهامة. وفي الوقت ذاته من المتوقع ظهور نتائج اختبارات «الإجهاد» الحكومية لتحديد ما إذا كانت أكبر 19 مصرفا أميركيا ستحتاج إلى مزيد من الدعم الحكومي خلال الأسابيع القليلة القادمة. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى وجود جدل بخصوص مدى فاعلية وسرعة نجاح برنامج فيدرالي جديد يهدف إلى سحب الأصول المتعَبة من المصارف. وفي الوقت ذاته حذر عدد من المحللين الكبار من أن المصارف الأميركية لا تزال تواجه خسائر كبيرة بالنسبة إلى القروض. فقد ذكر جاكوب جورك الأستاذ المساعد للاقتصاد في جامعة برنستون أن «قيمة الأصول تعتمد أساسا على قدرة المقترضين على دفع أقساط قروض الإسكان التي حصلوا عليها. ومن الصعب الاعتقاد بأن ذلك قد تحسن مع زيادة معدلات البطالة».

وذكر «ويلز فارغو»، الذي تلقى 25 مليار دولار مساعدات من الحكومة الفيدرالية، أن نشاطاته الاستثمارية والتقليدية قد نمت وأن نتائج قروض الإسكان «قوية بطريقة غير اعتيادية».

وأوضح المصرف انه خصص 4,6 مليار دولار لتغطية الخسائر، وهو أقل مما كان يتوقعه العديد من المحللين. وأضاف المصرف أن مصرف واشوفيا، وهو مصرف كبير في مدينة تشارلوت في ولاية نورث كارولينا، الذي اشتراه في فصل الخريف الماضي، قد أسهم في مجال المبيعات والأرباح بأكثر مما كان متوقعا.

غير أن بعض المحللين تشككوا في الزيادة غير الموقعة في الأرباح، فقد تساءل عدد من المحللين في مصرف «أرلينغتون» الاستثماري في تقرير صدر أمس عما إذا كان مصرف «ويلز فارغو» قد استفاد من تغييرات طبقت مؤخرا في القواعد المحاسبية. فقد أصبح في إمكان المصارف الآن تقييم الأصول المتعَبة بأسعار عالية عن القيمة التي يمكن للمصرف دفعها. وقد رفض متحدث باسم المصرف التعليق.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»