13 متعافية من الإدمان يرفض ذووهن تسلمهن من مجمع الأمل

لأسباب اجتماعية واقتصادية مما يهدد بانعكاسات سلبية عليهن

TT

يقود الدكتور رائد الغامدي، رئيس قسم الطب النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، جهودا يومية لصالح إقناع عائلات سعودية بالمجيء إلى المجمع، لاستلام بناتها اللواتي أنهين دورة علاجية للتعافي من تناول المخدرات. ولا توجد في السعودية إحصائية واضحة لعدد السعوديات اللائي وقعن ضحايا للمواد المخدرة، في ظل أبحاث متواضعة تحاول تشخيص هذه الحالة الآخذة بالتنامي في صفوف السيدات. إلا أن الدكتور الغامدي تحدث لـ«الشرق الأوسط» حول ظاهرة ما بعد مرحلة الإدمان، وكيفية تعاطي الأسر مع بناتها في هذا الاتجاه. وقال إن «هناك 13 سيدة ما زلن يقبعن في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، وذلك لرفض ذويهن استلامهن». واضاف «هناك العديد من الأسباب التي تقف عائقا أمام إقدام العائلات على استلام بناتها المتعافيات، يوضحها الغامدي بقوله إنها تشمل نواحي اجتماعية واقتصادية». ويتابع «البعض لا يريدون تحمل عبء العناية بمريض ذي وضع خاص ينبغي مراعاته، مثل الاهتمام بعلاجه ومراجعاته للمحافظة على تحسن حالته، والبعض الآخر لديهم مشكلات مادية تزداد عبئا بوجود مريض نفسي، وقد حلت هذه الإشكالية عن طريق صرف ضمان اجتماعي لمن يعاني من مرض نفسي يعيقه عن الالتحاق بعمل مناسب». وكشف رئيس قسم الطب النفسي بمجمع الأمل، أن المجمع «يعمل ضمن نظام متدرج فى حالة المريض الذي يرفض ذووه استلامه بعد انتهاء فترة علاجه بالمستشفى تبدأ بالاتصال بذويه ومحاولة إقناعهم وشرح النقاط الغامضة عليهم حول حالته وفى حالة اصرارهم على عدم التجاوب فى استلام المريض تلجأ المستشفى إلى الجهات الرسمية بغية إجبار الأهل على استلامه». وذكر رائد الغامدي أن الحالات التي يتم علاجها بالمجمع تحتاج للتنويم من 4 إلى 8 أسابيع. غير أنه قال إن «هناك حالات قد تحتاج فترات تختلف بين الاطالة والقصر ويتم تحديد ذلك بناء على حالة المريض ومدى تقبله للعلاج. وان بعض الاهل يرفضون استلام المريض بعد انتهاء فترة علاجه، ولذلك يلجأ المجمع إلى نظام متدرج في التعامل مع مثل هذه الحالات». ويشرح الدكتور رائد طريقة التعاطي مع تلك الحالات بقوله إنه «يتم الاتصال على ذوي المريض ومحاولة إقناعهم وشرح بعض النقاط الغامضة عليهم والتي قد تكون سببا في رفض استلام المريض مثل كيفية التعامل معه، ومقابلة ذوي المريض بشكل متكرر وإعطائهم فرصة ومحاولة حل بعض المشكلات الموجودة لديهم، وتصل في نهايتها إلى اللجوء للجهات الرسمية المعنية حسب الأنظمة». وأشار الدكتور الغامدي إلى وجود آلية يتبعها «مجمع الأمل»، لإجبار الأهالي ذوي المرضى الذين يرفضون استلامهم بدون سبب جوهري يتم التعامل مع هذا الرفض وفق الطرق النظامية من خلال التنسيق مع الجهات المسؤولة كإمارات المناطق ومراكز الشرطة وإلزامهم باستلام ذويهم، وهذا الأمر ينطبق على المرضى الإناث والذكور على حد سواء، مشيرا إلى انه لا توجد أعمار محددة لحالة الرفض، فمنهم صغار السن ومنهم الكبار. وتحدث رئيس قسم الطب النفسي عن الانعكاسات السلبية لبقاء المريضة في المستشفى رغم أخذ حالتها بالتحسن. وقال إن رفض العائلات استلام بناتها المتعافيات، يعتبر قسوة شديدة ذات تأثير سلبي نفسي على تلك الحالات، لافتا إلى أن انقطاع الزيارة والاتصال بالمريض يؤثر سلبا كذلك، كما أن المريض يشعر بالإحباط الشديد خصوصاً إذا تحسنت حالته وظل منوما في المجمع مع حالات حادة أو لم تستقر نفسيا.