وزير الخارجية المصري: مفاجأة جديدة في نتائج التحقيقات حول خلية حزب الله نعلنها قريبا

أبو الغيط كشف في حوار مع «الشرق الأوسط» تفاصيل المخطط الإيراني وتحدث عن وثائق دامغة في حوزة القاهرة

TT

* ما هى النتائج التي انتهى اليها اجتماع وزراء الخارجية العرب الستة في عمان، وماذا عن طبيعة التحرك العربى خلال الفترة القادمة للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ؟

ـ اجتماع وزراء الخارجية العرب في عمان ولقاؤهم مع الملك عبد الله الثاني جاء امتدادا لاتفاق تم في الدوحة، وهناك عنصران أساسيان جديدان يسيطران على الساحة في هذه اللحظة، بالاضافة إلى عنصر ثالث سأتحدث عنه لاحقا. أما العنصران اللذان يستثيران الاهتمام ويفرضان أهمية التعامل مع تأثيرهما فأولهما ان إدارة أميركية جديدة جاءت إلى البيت الأبيض وكشفت عن اهتمامات بالسعي لبناء جسور مع العالم الإسلامي والعمل النشط من أجل التوصل إلى تسوية فلسطينية - إسرائيلية وتسوية لمشاكل الشرق الأوسط. والعنصر الثاني الذى يحظى بالاهتمام هو حكومة إسرائيلية جديدة انتخبت على أرضية يمينية لا تبشر بأي حركة حقيقية للسلام وبالتالي فإن الجانب العربى رأى ان هناك حاجة للاسراع باجراء الاتصالات مع الرئيس الأميركى الجديد لتأمين هذا القدر من التفهم لديه، وأيضا لوضع النقاط التي تحظى بالاهتمام العربي لكي تكون في مقدمة اهتماماته عندما يقرر الحركة، وبالتالي اتفق الوزراء العرب على مضمون أو محتوى ما يمكن ان ينقل إلى الاميركيين، وهي لن تنقل في صورة رسالة مكتوبة ولكن سوف تنقل من خلال نقاش ممتد بين الرئيس باراك اوباما والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لكل عناصر الموقف العربي حول كيفية التحرك من اجل تفعيل وتنفيذ مبادرة السلام العربية. وكل ما هو مطلوب عربيا وفلسطينيا طرح في هذه المناقشات.

اما بالنسبة للعنصر الثالث الذي اشرت اليه فهو تأثير الوضع الفلسطيني – الفلسطيني على كل هذا التحرك وكيف نؤمن للفلسطينين والعرب الوضع الذي لا تستطيع هذه الحكومة الاسرائيلية القادمة الادعاء خلال الحديث مع الاميركان بانه لا يوجد شريك فلسطيني وبالتالي نعود إلى المربع الاول. كما تطرق وتشاور الوزراء العرب في اجتماع عمان ( وهو ما لم ينشر بعد) إلى تحليل ما يتصورونه من مواقف جديدة للادارة الاميركية من حيث وضعية اولوياتها تجاه المشاكل التي تواجهها تجاه العالم العربي والاسلامي، والادارة الاميركية مثلها مثل اي ادارة جديدة امامها اجندة عريضة جدا من المسائل ومن المشكلات ومن الموضوعات التي تفرض نفسها وعلى سبيل المثال مسألة العلاقات مع روسيا، والمناخ وتغييره، والبيئة، والعلاقة مع الاتحاد الاوروبي، والعلاقة الاطلسية، والانتقال بنقاط الثقل الاقتصادي والتأثير السياسي إلى آسيا وفي اتجاه الصين والهند، ومنع الانتشار النووي، والسيطرة وتخفيض الاسلحة النووية، وشكل اداء الحلف الاطلسي في العالم اي ما يسمى بالتحالف الاطلسي، وكلها مسائل تحظى باهتمامات الادارة الاميركية، ولكن الادارة الاميركية كشفت ومبكرا للغاية ان اولوياتها هي هذه النقاط جميعها وفوق كل ذلك يأتى التركيز الاميركي على الاهتمام بمناطق غرب آسيا. ومن هنا نرى ان الادارة الاميركية قد عينت دينس روس مبعوثا لها في موضوع ايران والتعامل معها، كما عينت السفير ريتشارد هولبروك لمسألة افغانستان وباكستان، كما عينت جورج ميتشل للشرق الأوسط، وهم الثلاثة الذين تم تعيينهم في هذه المناطق مع بدء اعمال الادارة وهذا يعني ان الاولوية الاميركية هي منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط وحتى في داخل هذه الاولويات (الشرق الأوسط وغرب آسيا) سوف يكون هناك تنافس في اتجاه من منهما يحظى بالاهتمام والتركيز الاميركي. ومن هنا دار النقاش خلال اجتماع عمان حول هذه الاولويات وكيف يكون الاداء العربي تجاه كل هذه المشاكل التي سوف تضغط وبشدة على الاجندة الاميركية واجندة الاطلسي واجندة الاتحاد الاوروبي. واضافة لهذا كان في اجتماع عمان الكثير من النقاط التي اثيرت والكثير من العمق والتحليل وفهم الظاهرة التي نواجهها.

* اذن الاجتماع الوزاري العربى في عمان كان للتقييم والتحليل ووضع الرسائل، اي تقييم لاجندة الادارة الاميركية ورسائل لمواقف عربية. هل يمكن ان نتعرف على أبرز هذه المواقف العربية فيما يتعلق بالملف العربي؟

ـ أول المواقف والرسائل أن هناك تصميما عربيا لأن يشهد عام 2009 تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وأن العرب يتمسكون بالمبادرة العربية للسلام والتنفيذ العملي للمبادرة وبمنطوقها الذي يؤكد على مبدأ الارض مقابل السلام، اي ان تقدم اسرائيل في الانسحابات وفي الموافقة على المطالب العربية ويتحرك العرب في المقابل بتسهيل مواقف يمكن ان تؤدي إلى حركة لتعزيز حركة السلام. ان العرب يتحدثوث عن مبدأ الدولتين، وان العرب يصممون على وقف الاستيطان ويتمسكون بكل عناصر التسوية مثلما اتفق عليها مجموعة من المفاوضات السابقة وبحيث لا تكون البداية من فراغ أو نقطة الصفر عندما تنشط مرة أخرى المفاوضات، ولكن يعتمدون- أي العرب- على ما تم من تفاهمات عريضة وبحضور الولايات المتحدة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سواء في طابا أو مع ادارة الرئيس بوش عندما غادر البيت الابيض، وكلها عناصر يتمسك بها العرب ويطرحونها من خلال حديث وزيارة العاهل الاردنى إلى واشنطن. وكذلك نحن في مصر كنا قد تحركنا في فترة سابقة على مدى شهري فبراير ومارس بالكثير من الاشارات والرسائل والمواقف التي تعكس ما تحدثت به سالفا وكذلك مسائل نزع السلاح ومنع الانتشار النووي، ومن تابع حديث الرئيس اوباما في اجتماعات براغ للحلف الاطلسي أو في انقرة خلال زيارته الاخيرة لتركيا يلاحظ ان مصر وعلى لسان وزير الخارجية رحبت بهذه المواقف وان كانت قد اكدت ان مسألة تخفيض التسلح ومنع الانتشار هي مسألة يجب ان يتم تناولها بشكل شامل ولا نتصور ان العالم والمجتمع الغربي يركز على ايران ويطالب باستجابة طهران لمتطلبات العالم طبقا لاتفاقية منع الانتشار النووي ونتيجة لعضوية ايران بها ويتناسى ان هناك دولة يقال إن لديها قدرات نووية تسمى اسرائيل. وهنا نقول إذا كان هناك حديث عن ايران فيجب ان يصحبه حديث مقابل عن اسرائيل، ولا نزال نقدر ان فكرة الرئيس مبارك في اقامة منطقة منزوعة الاسلحة النووية واسحلة الدمار الشامل هىي الفكرة الصائبة التي يمكن ان تمثل ويجب ان تمثل اذا ما فكرنا منطقيا المدخل الحاكم لكيفية تناول المسألة النووية الايرانية، لاننا لا نتصور ان نطالب ايران بالتخلي عن آمالها النووية السلمية بدعوى ان لديها آمالا نووية عسكرية خفية وفي نفس الوقت نقول إننا سوف نقبل باسرائيل النووية عسكريا. هذه مسائل يجب ان تكون واضحة تماما ويجب ان يتوقف العالم الغربي عن هذه الازدواجية. وهنا اذكر باننا قد تناولنا هذا في الاجتماع الوزاري الذي انعقد في عمان مؤخرا فقد تحدثنا حول ردود فعل العالم الغربي وابلغتهم باننا كلما اثرنا هذا الامر يأتي الرد الغربي كالتالي: ان ايران جزء من معاهدة منع الانتشار واسرائيل خارج المعاهدة ؟ وكان ردنا للغرب: عليكم ان تفرضوا على اسرائيل ان تكون داخل المعاهدة لكى نستكمل النسيج.

* الا ترى انك انصفت ايران في ملفها النووي وفي حقها في امتلاك برنامج نووي سلمي وانتقدت الازدواجية الغربية في الوقت الذي لم تلتزم فيه ايران باي انصاف في قضايا العالم العربي ومع مصر تحديدا عندما هاجمت على لسان رئيس مجلس الشورى علي لارجاني مصر وقالت إن الازمة مع حزب الله مفتعلة. ما هي رؤيتكم لمواقف طهران؟

ـ آمل أن اتمكن من تصوير كل هؤلاء الذين يكتبون في ايران وفي غيرها خارج مصر وداخلها، اتمنى ان اكون في الوضع الذي ارى في اعينهم وجوههم عندما تسقط شفاهم السفلى من حجم الدهشة لما سوف يتضمنه تقرير النائب العام المصري من اتهامات لا يمكن ان توجه الا بتوثيق، ومصر لديها التوثيق. وأمر طبيعي للغاية ان يدافع البعض في المنطقة العربية عن اداء حزب الله تجاه مصر ويحكم هذه الاقلية موقفها او تصورها من القضية الفلسطينية والأسلوب الذي يجب او ينبغي ان تحل به. ولا يثير دهشتي على الاطلاق رد الفعل الايراني لان حزب الله كشف ومنذ عدة اعوام عن وجه تابع بالكامل للسياسات الايرانية، ومن هنا الموقف الايراني لا يدهشني، وموقف بعض الاطراف العربية لا استغربه باعتبار ان المنطلقات والقناعات هي هكذا. والمؤسف اننا نرى البعض في مصر من يضعون القضية الفلسطينية وحق المقاومة الفلسطينية في درجة أعلى من حق مصر في السيادة على اراضيها والدفاع عن مصالحها وهناك الكثير مما يقال في هذا المجال – مجال السيادة ومجال حرية الأداء المصري- في مقابل عدم السماح بحرية الاخرين في التخريب في مصر.

* كيف ترى من وضع قضية نصر الله على ان نقل السلاح للمقاومة شرف لمصر، ونسى هؤلاء ما تردد وقت الحرب على غزة بان هناك مسعى ايرانيا لعمل دولة ترأسها حماس في قطاع غزة على حدود مصر بالقوة؟

ـ المسألة اكبر بكثير من ذلك وهي ان هناك رغبة من قبل ايران ومن قبل توابع ايران في هذه المنطقة ان يحولوا مصر لكي تكون الوصيفة او الوصيف للملكة الايرانية المتوجة عندما تدخل إلى الشرق الأوسط، ومصر لا يمكن ان تكون وصيفة لأحد لان مصر هي نفسها السيدة المتوجة في هذا الاقليم. وهناك بعض النقاط التي يجب ان نثيرها في هذا الموضوع وهي: هل نعترف بحق الدولة في السيادة؟ أم لا؟

* تقصد مصر؟

- اي دولة. وهل يتصور البعض انه يحق لهؤلاء الذين يتصورون ان مقاومة التواجد الاطلسي في افغانستان او الذين يسعون إلى مقاومته او الذين يسعون إلى رفع قدرات طالبان هل يستطيع هؤلاء وهل يسمح لهم وهل واقع الامور يعطيهم الحق في استخدام الاراضي الايرانية بالسلاح والذخيرة والتخزين والاموال لكي يستخدموا الاراضي الايرانية وصولا إلى افغانستان هذا واضح واذا رفضت ايران هذه الوضعية يجب عليها ايضا ان ترفض في مصر وضعية سعي حزب الله لتخزين اسلحة. هذه نقطة، والنقطة الاخرى انه عندما نتحدث عن تخزين السلاح والحق في الامداد وعبور الرجال وكأننا نقول انه يحق لاسرائيل ان تتعرض للاراضي المصرية بالعمل السري او العلني لكي تحطم ما حطمته اسرائيل في السودان، اي اعتداء صارخ على سيادة السودان واعتداء صارخ على حق السودان في السيطرة على كامل ترابه الوطني، هل نقبل بهذا؟ وهؤلاء الذين يقولون ولم لا؟ اقول لهم: ولم لا، لها عواقب، اي ان مصر عليها ان ترد لمن خرق اراضيها ومارس اعمال العنف على اراضيها لكي يبتر تدخلات حزب الله او يتصدى لها على هذه الارض المصرية وبالتالي نكتشف ان مصر تنزلق في مواجهة وصدام لا يخدم مصالحها لان مصالحها هي الامن والسلام والاستقرار لهذا الاقليم وقد اخذت هذا المنهج منذ ثلاثين عاما ويحاولون ان يغيروا الواقع بواقع جديد يفرضونه على شعب مصر، ولا اقول على القيادة المصرية، واذا لم يخضع لهم شعب مصر ولم تخضع مصر لكي تكون الوصيفة فيطوعونها بالعمل التآمري وهو ما رصدته مصر مؤخرا من خلال القبض على عناصر حزب الله في مصر، وهناك بعد أخير وهو ان البعض يقول إن الثورة والثورة الدائمة والمقاومة تأتي قبل اي التزام آخر ونحن نرفض هذا المبدأ بالكامل لان الثورة يجب ان تكون لديها القدرة على العقل والحكم والتقييم ومن العيوب المأساوية ان تتحرك الثورة والمقاومة ثم تقول لو كنت اعلم ان هذا هو رد فعل الخصم او العدو ما كنت قد قمت بهذه المغامرة، وقد شاهدنا وتابعنا هذا في حالتين، حالة يوليو- اغسطس عام 2006 حين قيل هذا الكلام ونذكر به في الكثير من التصريحات في ديسمبر 2008 ويناير 2009 ولذلك اقول على الثورة ان تقدر افعالها اذا كانت حقيقة ثورة قادرة اما المقاومة فيجب ايضا ان تحسب حساباتها بشكل جيد حتى لا تؤدي إلى هزيمة نفسها. ولذا اقول من يتحرك على ارض مصر من دون وازع للمصالح المصرية وكأنه يدفع بمصر بمواجهة مع الكثير من الاطراف الدولية التي تؤيد الموقف المصري الحالي وارى ان هذه الاطراف تحاول توريط مصر بانها مسؤولة عن الوضع اي ان هؤلاء الذين تحركوا من حزب الله او من حماس تحركوا ونصب اعينهم كيف يتم تعقيد العلاقة المصرية الاميركية، والمصرية – الغربية، والعلاقة المصرية - الاوروبية وكذلك الروسية وبالتالي الاضرار بالمصالح المصرية لانها تعد مصالح عريضة مع مجموعة عريضة مع الدول. واذا ما قيل ان مصر تستخدم اراضيها برضاها او بعدمه وهي ليست واعية فهذا يلحق الضرر بمصر ويجب عليها ان تتصدى وتصدت بالفعل وسوف تتصدى ومرة اخرى نقول للجميع الذين يدافعون اليوم عن ادعاء الحق المطلق في الامداد للمقاومة نقول لهم عندما تكتشفون حجم الاختراق الاجرامي على الارض المصرية آمل ان تصل الامور اليكم وان تتعقلوا وتفكروا.

* هل بدأت المؤامرة الايرانية من واقعة ضرب شرق السودان من قبل اسرائيل بحجة ضبط اسلحة كانت في طريقها إلى غزة في ثم امتدت إلى مصر في تقديرك ام ان هناك تواريخ أخرى؟

- ايران في السنوات الاخيرة تحركت، هذا ليس بالامر الجديد الذى اقوله، لقد قلته مرارا وتكرارا ولم يصدقه البعض حتى كشفت الايام عن صحة هذا التقدير وقد سعت ايران على مدى السنوات القليلة الاخيرة كي تمسك بعدد من الاوراق العربية كي تستخدمها في توجيه مسار مفاوضاتها مع العالم الغربي لكى تقايضهم على مصالح ومزايا لها مع هذا العالم الغربي وهذا بدأ على النحو التالي: عندما تتواجد ايران في صورة حزب الله على شاطئ البحر الابيض المتوسط فهي رسالة واضحة للعالم الغربي ولاسرائيل ولمصر ولكل العرب ولاسرائيل نحن هنا وسوف نؤثر على مصالحكم واثبتت الايام بعد سنوات من الظهور الايراني مع حزب الله انها استخدمت هذا الحزب كي تتواجد على الارض المصرية وتقول للمصريين نحن هنا، وكذلك عندما تتواجد في علاقة مفتوحة مع حماس فهي تدعم هذا التيار كي تمسك بكروت واوراق تقول بها لكل العرب وللعالم الغربي انه لن يسير شئ الا بموافقتي وعندما تتواجد على الارض العراقية بهذا التواجد الضخم الذي يشتكي منه العراق نفسه هي تقول للغرب لا تقربوا من مصالحي. والسؤال ما هي مصالح ايران؟ ونحن نرى ان ايران في تقديرنا تسعى للحصول على مطلبين ان تزداد قدرة التأثير الايرانية في اتجاه الاقليم العربي والخليج وايضا في اتجاه افغانستان وربما في الجمهوريات الاسلامية في اواسط آسيا، اي ان ايران تقول نحن الثورة وحان الوقت كي ننطلق في الثورة الدائمة التي تعطلت ثلاثين عاما منذ نجاح الخميني في طرد الشاه وهي اليوم تحاول الامساك بثمرة النجاح بالنفوذ والسلطان والتواجد على الارض. والأمر الآخر وهو الاكثر اهمية ان ايران سميت في لحظة من الزمن انها احد اطراف محور الشر فقررت ان تتسلح بمعرفة نووية قد تستطيع اذا ما قررت ان تحولها في اي لحظة من الزمن إلى قدرة نووية عسكرية لكن حتى الان لم يثبت هذا الكلام اي السعي الايراني إلى قدرة نووية عسكرية، ولكنهم يدخلون في مفاضات مع العالم الغربي ويحاولون اقناع الغرب ان لديهم عناصر تأثير وانهم سوف يقاومون وكيف تكون المقاومة في الملف النووى الايرانى من استخدام الاوراق التي في يدها. وهذا هو توصيف للوضع الايراني، وبالتالي لو كنت احد المسؤولين الايرانيين لكنت دافعت بالتأكيد عن حزب الله وادعيت على المصريين الكثير من التقولات، والايام بيننا وسوف يتكشف عندما نقدم تقرير الاتهام إن كل هذا الحديث عن اهداف لمصر وراء هذه القضية، هو أمر خطير، ولانه يمارسونه يتصورون ان الاخرين كذلك.

* ما هو موقف الدولة اللبنانية وكذلك الايرانية على المستوى الرسمى؟

- رد الدولة الايرانية جاء على لسان علي لاريجاني رئيس البرلمان وبالتالي انه يتهم مصر بالمؤامرة ضد حزب الله. واما فيما يتعلق بالدولة اللبنانية نحن نقدر ظروفها وان حزب الله هو حزب اعتدى ايضا على السيادة اللبنانية وقرر ان له حقوقا على الارض اللبنانية في صورة المقاومة، والمقاومة اذا لم تكن من العقل ومن الالتزام بالقانون فهي ليست بمقاومة ولكن يمكن توصيفها بكثير من الاوصاف الاخرى التي ابرأ بنفسي ان اتحدث فيها. واود التذكير انه عندما قلنا في مصر عام 2006 ان هذا العمل الذى قام به حزب الله ادى إلى خسائر واضرار بالغة القسوة على الشعب اللبناني وما كان يجب ان يقوم الحزب ورئيسه بهذا العمل، كشفت الايام صحة هذا التقدير المصري. عندما قلنا هذا كان الرد علينا باننا خونة واننا نفعل هذا وذاك لصالح اسرائيل واميركا، وعندما توقف القتال قال أمين عام حزب الله لوكنت اعلم ما فعلت. هذه نقطة اولى، والثانية يقولون إن السيادة منقوصة على سيناء فنرد ونقول انها ليست منقوصة ولكن وماذا عن رأيكم وبالكم عندما دفع بكم إلى شمال نهر الليطاني واصبحت المنطقة من النهر وحتى الحدود الاسرائيلية واقعة بالكامل تحت سيطرة اليونيفيل التي تم توسيعها-وصحيح بوجود الحلف- ولكن ابعدتم عن الامساك باسرائيل، اي انه لا توجد مقاومة لان المقاومة هي عندما تمسك بالعدو، وهي ان تتواجد على خط الحدود لكي تنازعه وتصارعه، ولكن عندما نقول المقاومة ونحن في خبايا وانفاق الضاحية فهذه ليست بمقاومة وان المقاومة الحقة هي التي تستهدف ارضا وليس بايقاع اضرار على الشعب.

* وماذا عن موضوع الاسلحة التي تم الامساك بها في السودان وكانت في طريقها إلى غزة عبر مصر؟

- المؤكد ان العمل الايراني وتوابعه من هذه الجماعات لما يسمى نصرة المقاومة ولا يجب ان يفهم اننا لا ننصر المقاومة، نحن في مصر من اوائل المناصرين للمقاومة ووقفنا معها وناضلنا ضد اسرائيل وايدنا الشعب الفلسطيني وكافة منظماته. وكل من ناضل ضد إسرائيل حظي بتقديرنا ولكن شكل المقاومة يجب ان يختلف باختلاف الظروف بمعنى عندما يظهر ان الخصم او العدو لديه قدرات تتجاوز قدراتنا علينا ان نعيد تقييم مواقفنا بما يحقق النصر لنا وقدرتنا على مقاومة العدو وهذه نقطة اساسية ويجب ان اتمسك بها واعلنها، اي اننا نؤييد مفهوم المقاومة ولكن ليس على اطلاقه ولكن نؤيده في ظروف خاصة وبما يؤمن نجاح المقاومة. ولكن عندما نتبين ان هناك في الجنوب المصري اراض مصرية يتم انتهاك حرمتها عن طريق التسلل عبرها بالرجال وبالذخيرة وبالسلاح وبالمعدات في قوافل من الجمال والسعي هو التخزين داخل الارض المصرية ثم النقل إلى سيناء ثم إلى غزة وهي قادمة من الجنوب لكى يتم تشوينها اي تخزينها في اراضي السودان بدون علمه، ولكن المؤكد انهم يستغلون وضع السودان وعندما هوجمت هذه القوافل وتصدوا لها، وطبعا السلاح قادم من البحر الاحمر من أحد الممولين الكبار في هذه المنطقة (ايران) والذي يصمم على الاختراق. وما حدث ان الجانب السوداني صمت ونحن كذلك رغم علمنا بالموضوع ولو كان الجانب السوداني قد تحرك لكنا تحركنا معه اما لماذا صمت الجانب السوداني يسئل في اسبابه، وتقديرنا انهم لم يرغبوا في أن يظهروا انهم يتعرضون للامن القومي المصري لان السؤال كان ماذا كانت تفعل هذه الاسلحة في اراضيكم التي سيتم توصيلها إلى مصر، وكانوا سيقولون ليس بمعرفتنا، وكنا نصدق انها ليست بمعرفتهم، ولكن السيطرة على اراضي البلد هذا مطلب رئيسىي. والبعد الآخر ان السودان يمر بظروف بالغة الحساسية ولا يجب ان نزيد من مشاكله باثارة هذه الموضوع والذي تحدثت عنه مصادر اميركية واسرائيلية صحافية واعلامية ولم ينف احد اننا كنا نعلم به وعليه نقول يجب الا يسمح اي بلد عربي لنفسه او لاراضيه ان تستخدم للاضرار باي بلد عربي اخر ويجب ان تزداد السيطرة لدى كل الاطراف العربية لمطاردة هذه الجماعات وهذا التمويل الذى يسعى إلى تجميع السلاح من اسواق الصومال واسواق في اليمن وكذلك من افغانستان وهذا امر غريب. وادعو كذلك الجميع الامتناع عن اتاحة الفرصة لوصول هذه الاسلحة والمتفجرات إلى اراضي الدول الاخرى لانه اليوم يفعلونها مع مصر وغدا يفعلونها مع دولة اكثر ضعفا من مصر وبالتالي يصاب هذا المجتمع بضرر. ومرة اخرى اقول القضية الفلسطينية نعمل لها صباح مساء ودفعنا ولا زلنا ندفع ضريبة عالية جدا للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق اماله ولا اعتقد ان احدا يستطيع القول انني فعلت او دفعت اكثر من مصر.

* اتصالا بالسودان هل تسعى مصر لعقد جولة للحوار بين الحكومة السودانية وحركات التمرد؟

- هذه تقارير غير ناضجة وبالتالي عندما نقول اننا سوف نتحرك سيكون الامر كذلك، وعندما نقول ان الوضع بين السودان من ناحية وعناصر التمرد والجماعات من ناحية اخرى لم ينضج بعد لأن تتحرك مصر، فهذا هو ما نراه في هذه اللحظة. لماذا نقول هذا الحديث لأن المسألة السودانية هي امر دائم الاهتمام من قبل مصر وهي تسعى لتحقيق الاستقرار للسودان والانفراجة في الشأن السوداني وحماية السودان من كل انواع التوتر الخارجي او الانقسام الداخلي. ومصر كانت لها اتصالات مستمرة منذ اربعة او خمسة اعوام مع كافة اطراف الجوار ومع كافة الفصائل السودانية المتمردة ومع الحكومة السودانية، وكانت شاهدا على كل الاتفاقيات الموقعة للسلام في جنوب السودان ودارفور وشاركت كذلك مع جهد الجامعة العربية والاتحاد الافريقي في هذه الاجتماعات التي عقدت في الدوحة. ومصر قدمت مفهوما متكاملا للبحث في التسوية السودانية في كافة عناصرها سواء المحكمة او مشكل دارفور او المصالحة بين الشمال والجنوب، وكلها افكار مصرية سبق طرحها ولا زلنا على استعداد لأن ندفع بها. إلا ان اي تحرك مصري لكي يطرح وبقوة يجب ان يختار التوقيت المناسب من اجل تحقيق هذه الانفراجة ونحن لن نعلن اننا توصلنا إلى اتفاق نوايا ثم يحدث صدام مسلح في اليوم التالي. ونحن نرى ان تحرك المحكمة ضد الرئيس البشير ادى إلى تشجيع عناصر التمرد والمعارضة ان توقف التفاوض وبالتالي لا اتصور اننا لا نستطيع ان نحرك الامور قبل ان نتبين ان الامور لا يمكن ان تحل هكذا وانما يجب ان نتفاهم على شكل المحكمة وان اداء المحكمة لا يمكن ان يفرض على الرئيس السوداني او يفرض على السودان شيئا وبالتالى عندما يتبين ان المحكمة لا تسطيع ان تحقق ما تحدثت به تجاه الرئيس السودانى نتيجة لظروف الواقع وظروف السودان عندئذ يأتي التمرد والحكومة والقوى الخارجية والمجتمع الدولي والامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية لكى يجلسوا ويتحدثوا في كيف يتم تسوية هذا الامر.

* اذن عندنا فكرة المؤتمر الدولي التي سبق وان طرحتها؟

- نعم هي فكرة المؤتمر الدولي ونحن نهتم بالسودان لانه عندما تتسرب الاسلحة من اراضي السودان إلى اراضي مصر فهي لا تتسرب إلى اراضي اي دولة اخرى، وعندما تدخل جماعات مسلحة من دارفور كي يختطفوا سياحا اجانب على ارض مصر فهم لا يفعلون ذلك في اي ارض اخرى واقصد ان ما يهدد السودان يهدد مصر وعمقنا الامنى القومى واحد، ولذلك نعمل على انهاء التفسخ الداخلي في دارفور والذي يؤدي إلى اضرار بالمصالح المصرية.

* ماذا عن المصالحة المصرية - القطرية وما هي العقبات امام هذه المصالحة؟

- المسائل في تقديري كأي خلاف بين افراد الاسرة الواحدة ويحتاج لوقت لكي تهدأ النفوس، ويحتاج إلى تمسك الجميع بضبط النفس والعمل من اجل المصالحة وسوف تكون هناك التزامات على الرئاسة القطرية تجاه كافة الملفات ومن بينها ملف المصالحة. واتصور ان مصر باعتبارها الدولة العربية الاكبر سوف تكون لها مشاركتها واداؤها في كل هذه المسائل بما فيها المصالحة وفي اعتقادي ان الموضوع يحتاج لبعض الوقت ولن توجد قطيعة بين العرب وبعضهم البعض ولا يجب ان تكون، ولكن المناخ واتاحة الفرصة وعدم الاساءة إلى بعضنا البعض والا نمكن الاعلام من الدخول كطرف. والمشكلة هي عندما يتم التعرض للمصالح وهنا نضع خطوط حمراء لأن التعرض للمصالح يعني ان شقيقا يسعى للتأثير على مصلحة شقيق آخر لكن اذا اختلف معه في الرؤي فهذا امر طبيعي، وادارة الخلافات امر طيب للغاية حتى نصل إلى المصالح ويجب الا تؤدي القدرة على ادارة الخلافات بالاضرار على مصلحة هذا الطرف او ذاك.

* اذن اقتربنا من ملف المصالحة؟

هناك اتصالات عربية – عربية وهناك لقاءات ولا يجب ان يفوتنا ان وزير الدولة القطري كان موجودا في عمان في الاجتماع الوزاري والتقيت معه وتحدثنا وتشاورنا واتفقنا في بعض النقاط ولم يختلف حول الكثير من النقاط الاخرى التى طرحت في النقاش وبالتالي هذا مؤشر بان الامور يمكن ان تتحرك إلى الامام اذا ما صلحت النوايا.

* هل نتوقع لقاء على مستوى القمة بين مصر وقطر؟

- ليس بعد.

* قدمت فلسطين طلبا لاجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث موضوع القدس؟

- ندعم هذا الطلب وسوف نشارك واتوقع انعقاد هذا الاجتماع في اي وقت في الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.

* ماذا عن تعامل مصر مع ليبرمان؟

- لن يزور القاهرة وسبق وان قلت ان يدي لن تصافحه والبعض انتقدنا لانه هو الذي لا يرضى بمصافحتنا فليكن واقول اذا شارك ليبرمان في اجتماع دولي وكنت موجودا فسوف ننظر اليه على انه رجل موجود امامنا وينتهي الحال بانتهاء الاجتماع بدون ولو تحية.

* هل تتعامل مع اسرائيل من خلال رئيس الحكومة نتنياهو؟

- بالتأكيد اذا ما تطلب الامر لخدمة مصالح مصر والشعب الفلسطيني.

* هل هناك زيارة لرئيس حكومة اسرائيل لمصر؟

- سوف يكون هناك لقاء فى المستقبل لم يحدد بعد وهذا اللقاء سوف يأتي عندما يكون الجانب الاسرائيلي جاهزا بافكاره كى يتحدث حول التسوية وان تكون مصر على استعداد لمناقشة هذه الافكار.