جون كيري اليوم في السودان ويزور دارفور قبل الخرطوم.. ولن يلتقي البشير

مصادر سودانية لا تستبعد زيارة أوباما للخرطوم خلال جولته الأفريقية المرتقبة.. إذا تهيأت الأجواء

TT

اعتبرت الحكومة السودانية الزيارة، التي يبدأها السناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي للسودان اليوم، بأنها «تاريخية ومهمة»، وعلقت مصادر مطلعة في الخرطوم على الزيارة بأنها «خطوة أساسية في صناعة السياسة الأميركية تجاه السودان في ظل حكم الديمقراطيين»، باعتبار أن كيري واحد من صناع السياسات في الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

وحسب مكتب كيري في واشنطن، فإن السناتور الديمقراطي سيزور دارفور أولا قبل التوجه إلى الخرطوم، وقال إنه سيلتقي مسؤولين سودانيين، دون الإشارة إلى الرئيس عمر البشير، الذي بات مطارداً من قبل العدالة الدولية بعد أن أصدرت محكمة الجنايات الدولية بلاهاي مذكرة توقيف بحقه، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إقليم دارفور. وحسب المصادر السودانية فإن كيري سيجري خلال زيارته، التي تستغرق ثلاثة أيام، مباحثات مع عدد من المسؤولين السودانيين. واعتبر نصر الدين والي، مدير الإدارة الأميركية بوزارة الخارجية السودانية، الزيارة بأنها تاريخية ومهمة لمسؤول رفيع من الإدارة الأميركية الجديدة. وقال نصر الدين إن السودان يتطلع لمزيد من الحوارات الجادة من قبل الإدارة الأميركية لدعم وترقية العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن. وأضاف أن لقاءات المسؤول الأميركي ستتناول السبل الكفيلة لتطوير العلاقات الثنائية.

في غضون ذلك، رجحت مصادر مطلعة في الخرطوم بأن خروج زيارة كيري للسودان بنتائج إيجابية من شأنها أن تسهم في تخفيف ما أسمتها «الضغوط» على المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن، الذي أنهى زيارة استكشافية للسودان وتسهيل مهمته في السودان وحواره مع الكونغرس حول قضايا السودان الراهنة. قالت المصادر إن أية زيارة للرئيس الأميركي باراك أوباما للسودان ستكون رهينة بحدوث «تطورات إيجابية» للحوار السوداني الأميركي، الذي استهله المبعوث غرايشن، وأضافت المصادر «إذا وصل الطرفان إلى مرحلة متقدمة في الحوار وكانت الأجواء مهيأة فإنه من غير المستبعد أن يدرج أوباما زيارة للسودان ضمن جولته الأفريقية المرتقبة. وتوقعت المصادر تعرض المبعوث لضغوط من قبل الدوائر «المعادية للسودان بالكونغرس الأميركي وبعض القوى الناشطة»، ومع ذلك قالت المصادر إن النهج الذي اتبعه أوباما ومبعوثه في استخدام الدبلوماسية الناعمة في التعاطي مع قضايا السودان ربما يعرضه لانتقاد من قبل تلك الدوائر.

وأفادت معلومات أن المبعوث الأميركي غرايشن سيقدم تقريره للرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون خلال الأيام المقبلة، ولم تستبعد المعلومات أن يلتقي غرايشن بالكونغرس الأميركي. في الأثناء، كشفت مصادر في الخرطوم أن المبعوث غرايشن أبلغ السؤولين في الخرطوم قبيل مغادرته باستحالة رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وسحب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات بين البلدين في حالة عدم تحسن الأوضاع في إقليم دارفور، ومعالجة موضوع طرد المنظمات الإنسانية العاملة في السودان. إلى ذلك رحب الرئيس عمر البشير بما أسماها «الإشارات الموجبة» للرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه العالم الإسلامي، وقال «نحن طلاب سلام ولا يروقنا أن تعيش بلادنا تحت ظلال السيوف والتوترات»، وأضاف البشير «لم تكن المواجهة مع أحد طريقاً اخترناه في يوم من الأيام وإنما كانت تفرض علينا». وتوقع البشير، وهو يخاطب دورة برلمانية جديدة في الخرطوم أمس، أن تكون الانتخابات القادمة في البلاد مرحلة لقياس مدى الحرص على الممارسة الحقيقية والجادة في التداول السلمي للسلطة.

وكشف البشير بأن حكومته اتخذت العديد من الإجراءات والترتيبات حتى تتم الانتخابات وفق أقصى درجات النزاهة والشفافية. وقال الرئيس البشير إن عمليات التعداد السكاني الخامس قد اكتملت عبر ثلاث مراحل بمشاركة 126 خبيراً من مختلف أنحاء العالم.