رصاصة في رأس كل قرصان أنهت دراما القبطان الأميركي.. قبالة السواحل الصومالية

سيناريو إنقاذ القبطان: جزء من الثانية بين إطلاق النار على القراصنة وتنفيذ تهديدهم بقتل الرهينة

بحارة السفينة مايرسك ألاباما خلال مؤتمر صحافي أعلن فيه تحرير قبطان السفينة ومقتل 3 من القراصنة (أ.ب)
TT

روى مسؤولون أميركيون أمس اللحظات الحاسمة لإطلاق القبطان الأميركي الذي كان يحتجزه قراصنة صوماليون منذ يوم الأربعاء الماضي على متن قارب إنقاذ في عرض المحيط الهندي قبالة السواحل الصومالية. وقال مسؤول عسكري أميركي، إن ثلاث طلقات فقط كانت كافية لوضع حد لمشكلة القبطان الأميركي ريتشارد فليبس.

وقال الأدميرال وليام غروتني، إن القناصة الأميركيين المدربين جيداً استطاع كل منهم توجيه طلقة واحدة في لحظة واحدة باتجاه رأس كل واحد من القراصنة الثلاثة على القارب، بعد أن تلقوا أمراً بذلك من قبطان المدمرة البحرية «باينبريدج» التي كانت توجد على بعد 28 متراً فقط من موقع قارب الإنقاذ. وقال إن الأمر أعطي للقناصة في اللحظة التي بات ممكناً التصويب على رؤؤسهم وصدورهم بوضوح، وبعد أن شعر الأميركيون أن مصير القبطان في خطر. واستطاع القناصة تنفيذ الأمر على الرغم من أن أمواج المحيط كانت تحرك المدمرة التي يوجدون على متنها. وطبقاً للتفاصيل التي أعلنت في واشنطن، فإن عدداً من القناصة نقلوا ليلة السبت بطائرة خاصة إلى «باينبريدج»، وكان هؤلاء جزءا من قوات خاصة نقلت إلى مسرح الأحداث بعد أن تلقت القوات الأميركية أمراً من الرئيس باراك أوباما باستعمال القوة إذا اقتضى الحال لإطلاق سراح القبطان الأميركي من قبضة القراصنة. وفي غضون ذلك كانت المفاوضات مستمرة بين الأميركيين والقراصنة الأربعة عبر جهاز لاسلكي. وكان القراصنة طلبوا تزويدهم بمواد غذائية ومياه، وتم نقل هذه الإمدادات إلى قارب الإنقاذ الذي لم يكن مزوداً بأي مواد، وامتثل الأميركيون للطلب وأرسلوا قاربا صغيرا يحمل التموين، وعلى الرغم من ذلك كان القراصنة في حالة هياج وغضب، لذلك أطلقوا النار على مركب أميركي حاول الاقتراب من قاربهم.

وفي ليلة السبت مع هيجان البحر، وافق القراصنة على اقتراح تقدم به الأميركيون لربط قاربهم مع المدمرة «باينبريدج»، وبالفعل ربط القارب بحبل مما جعل المسافة بينه وبين المدمرة تتقلص إلى حوالي 24 متراً فقط.

وأثناء ذلك كان القراصنة يقومون بضرب القبطان الأميركي ضرباً مبرحاً في جميع أنحاء جسمه، بعد أن تم تقييده عقب محاولة الهرب سباحة التي قام بها منتصف ليلة الخميس الماضي حيث قفز للماء، لكن القراصنة أطلقوا عليه النار وأجبروه على الاستسلام لهم من جديد.

وليلة السبت قفز أحد القراصنة، وهو شاب يتراوح عمره ما بين 18 و20 سنة، إلى أحد المراكب الصغيرة التي نقلت مواد غذائية لقارب الإنقاذ، وذلك بعد أن أقنع زملاءه بأنه سيذهب لإجراء مكالمة هاتفية. وبالفعل انتقل القرصان من القارب إلى المدمرة، حيث اتضح أنه جرح في يده خلال عملية السيطرة على الباخرة «مارسك آلاباما» وكان يحتاج إلى علاج طبي. وفور وصوله إلى المدمرة أعلن استسلامه، حيث اتضح أنه خدع زملاءه بموضوع المحادثة الهاتفية ليضمن سلامته.

بعد ذلك طلب منه الحديث مع زملائه الآخرين الذين بقوا على متن القارب ليطلب منهم الاستسلام وإطلاق سراح القبطان الرهينة، مع وعد بأن لا يتعرضوا للأذى. بيد أن القراصنة الثلاثة أبانوا عن المزيد من الغضب والسخط والهياج بعد أن استسلم زميلهم الرابع، كما أنهم أدركوا أن المدمرة أصبحت على مقربة من السواحل وهي تجر قاربهم، حيث تقلصت المسافة نحو الشاطئ إلى 29 كيلومترا، وفي ليلة الأحد، وبعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، لاحظ أميركيون أن اثنين من القراصنة خرجا من أحد بوابات قارب النجاة، وشاهدا بوضوح رأسيهما، في حين اتجه الثالث ووضع رشاشه على ظهر القبطان ريتشارد فليبس استعداداً لإطلاق النار عليه، ومن تعابير الاضطراب التي شاهدوها ارتسمت على وجه القبطان تأكد لهم أنه على وشك أن يقتل، وفي خلال ثوان أعطى قبطان «باينبريدج» الأمر لثلاثة من القناصة بإطلاق النار.

وقال عسكريون أميركيون، إن الفارق بين مقتل القراصنة وتنفيذ تهديدهم بقتل رهينتهم كان جزءاً من الثانية، وكانوا ومنذ ساعات طويلة وضعوا بنادقهم المزودة بمناظير خاصة تستعمل تقنية متطورة تمكنهم من مشاهدة أهدافهم حتى في جنح الظلام، وفي لحظة واحدة أطلق القناصة الثلاثة الرصاص وأردوا القراصنة قتلى على الفور، واتضح لاحقاً أن كل رصاصة من الرصاصات الثلاث أصابت كل قناص في رأسه.