الأمن المصري يسابق الزمن لضبط بقية عناصر «خلية حزب الله».. وحملة مداهمات بسيناء

الجماعة الإسلامية: تبريرات نصر الله «ساذجة» ومطلوب خطة لمواجهة الاختراق الشيعي

TT

دخلت أجهزة الأمن المصرية، في سباق مع الزمن لكشف وضبط بقية عناصر «خلية حزب الله» التي كشفت عنها النيابة المصرية خلال الأيام الماضية. وأعلنت مصادر أمنية في شمال سيناء أن فريقاً بحثياً عالي المستوى يطارد حالياً مطلوبين في القضية ذاتها، هاربين في مناطق جبلية بوسط سيناء. في غضون ذلك وصفت الجماعة الإسلامية المصرية تبريرات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني تورط عناصره، في الخلية بأنها «ساذجة».. وقالت المصادر الأمنية إن أجهزة الأمن تلاحق حالياً مطلوبين على صلة بـ «خلية حزب الله»، كانوا يعدون لتهريب أسلحة إلى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بأوامر من حزب الله.

وأضافت المصادر «إن قوات الأمن تقوم منذ مساء الأحد (الليلة قبل الماضية) بحملة مداهمات وملاحقات بحثاً عن بعض الأشخاص المطلوبين، وأنه ليست هناك معلومات حتى الآن عن جنسياتهم أو عددهم، وإن كان يرجح أن يكون بينهم لبنانيون وسودانيون»، مشيرة إلى أن معلومات وصلت إلى مديرية الأمن بشمال سيناء تفيد باحتمال لجوء هذه المجموعة للاختباء بمنطقة نخل بوسط سيناء، خاصة أن بعض المتهمين في قضية حزب الله كانوا يترددون على تلك المنطقة من قبل.

وتابعت القول: «إن السلطات المصرية تسعى إلى منع هروب هؤلاء المطلوبين إلى قطاع غزة عبر أنفاق التهريب»، وأوضحت «إن المنطقة التي تتم مداهمتها هي منطقة جبلية يتواجد بها عدد من المتورطين في عمليات تهريب الأفارقة والبضائع إلى إسرائيل ويقل فيها التواجد الأمني».

وشددت السلطات الأمنية من إجراءاتها على طول الطرق المؤدية إلى سيناء حيث يتم التدقيق في هوية المترددين على المنطقة، كما تمت زيادة عدد الحواجز الأمنية بالقطاع الأوسط لسيناء.

من ناحية أخرى وصف عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تبريرات حسن نصر الله تورط عناصر تابعة لحزب الله في الإعداد لأعمال إرهابية بمصر بأنها «ساذجة»، وأوضح «إن هذه القضية كشفت العديد من الحقائق التي كانت محل شك عند البعض، وصارت اليوم واضحة وضوح الشمس، مما يستوجب التنبه إليها ومعرفة الطريق المثلى في التعامل معها». وقال دربالة في مقال له على الموقع الإلكتروني للجماعة: «إن هناك محاولات حثيثة ومستمرة لإحداث اختراق شيعي لمصر وغيرها، سواء صدرت عن تنظيم حزب الله أو غيره، وإن هذه المحاولات حققت نجاحات جزئية في أماكن عديدة بمصر وغيرها، مستغلة حالة التعاطف الجماهيري مع حزب الله عقب انتصاره الجزئي في حرب 2006 مع إسرائيل في ظل تعطش الشعوب العربية والإسلامية لتحقيق أي نصرٍ أو نكاية في إسرائيل». وشدد دربالة على ضرورة مواجهة الاختراق الشيعي بخطة شاملة بما يحول بينه وبين الانتشار، وبشرط عدم اختلاق معركة ليس هذا أوانها أو ميدانها. وقال إن دعم «الجماهير المسلمة لتنظيم حزب الله نابع من دوره الصحيح في مقاومة الجموح والعدوان الإسرائيلي الغاشم، ونحن معه في هذا الدور، أما إذا اختط التنظيم لنفسه أهدافاً أخرى لزعزعة الأوضاع في الدول الإسلامية السنية ولتحقيق تواجد شيعي طائفي، فهنا سيفقد التنظيم أي تعاطف معه في قضاياه المختلفة ويكون بدد جهوده في ميدان سيكون فيه الخاسر الأكبر». وتوجه دربالة إلى زعيم حزب الله بالقول: «إذا كان الشيخ حسن نصر الله أكد في تعليقه على خبر الإعلان عن هذه الخلية بأنه لا يستهدف إحداث أي زعزعة لأمن الدول المحيطة أو لتحقيق وجود شيعي بها فنقول: أفلح إن صدق!!».

وقالت مصر يوم الأربعاء الماضي إنها اعتقلت 49 رجلا يرتبطون بحزب الله واتهمتهم بالتخطيط لتنفيذ هجمات في مصر، لكن مصدراً في النيابة العامة قال أول من أمس إن خمسة مصريين وفلسطينياً من بين الرجال التسعة والأربعين اتهموا بالتخابر وحيازة أسلحة بدون ترخيص.

وتصاعد التوتر بين مصر، وحزب الله، حين اتهم نصر الله النظام المصري خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 22 يوماً في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين بالتواطؤ مع إسرائيل في حصارها للقطاع.