إيران ترحب بعقد محادثات مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي

ناطقة باسم سولانا : منفتحون لكل الخيارات ومن المبكر تحديد موعد لقاء الطرفين

TT

رحبت إيران أمس بعرض المباحثات المقدم من القوى الكبرى التي دعتها إلى حوار مباشر وذلك في ظل المأزق القائم بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وعبر سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن ترحيب بلاده بعقد المباحثات المباشرة مع الدول الست في اتصال هاتفي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن جليل قوله «إن جمهورية إيران الإسلامية ترحب بالمباحثات مع مجموعة الست الهادفة إلى إقامة تعاون بناء». وأضاف «أن جمهورية إيران الإسلامية ستنشر بيانا رسميا ردا على بيان» مجموعة الست.

ولم يتم حتى الآن تحديد أي موعد لاستئناف المباحثات بين إيران والدول الست، غير أن مسؤولين إيرانيين يلحون على ضرورة توسيع هذه المباحثات إلى مسائل أخرى وعدم قصرها على الملف النووي. وعقد آخر لقاء بين الطرفين الصيف الماضي في جنيف.

وكانت المجموعة التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، أعلنت في الثامن من ابريل (نيسان) أنها ستوجه لإيران دعوة للقاء مباشر يتمحور حول برنامجها النووي. وطلب ممثلو الدول الست من سولانا إبلاغ الدعوة لإيران بعد اجتماعهم في لندن.

وأفادت الناطقة باسم سولانا كرستينا غالاش بأن سولانا اتصل بجليلي صباح أمس بناء على تخويل ممثلي الدول الست، مضيفة أن «المكالمة كانت إيجابية ومختصرة». وأضافت لـ «الشرق الأوسط» أن «المكالمة جاءت كأول فرصة للمتابعة بعد اجتماع لندن وضمن جهود دعم الحوار». وتابعت: «لقد أجاب الإيرانيون بأصوات إيجابية رداً على البيان الختامي من اجتماع لندن وننتظر رداً منهم قد يؤدي إلى إقامة حوار قريباً لحل هذه القضية من خلال المفاوضات». وامتنعت غالاش عن التكهن حول موعد لقاء مرتقب بين الإيرانيين وممثلي الدول الست، قائلة: «من المبكر التكهن حول موعد أو مكان إجراء اللقاء، علينا الانتظار بضعة أيام». وأضافت: «الأمير يعتمد على التواصل الإيراني». وحول إذا كان سولانا مستعداً لزيارة طهران لبحث اللقاء المرتقب، قالت: «لا نعرف ماذا سيحصل، نحن منفتحون لكل الخيارات وعلينا الانتظار، من المبكر تحديد ما سيحصل».

وكانت مجموعة الست أشادت باليد الممدودة لإيران من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما وبرغبته الأكيدة في «الانضمام إلى أي لقاء مستقبلي مع ممثلين عن إيران». وسيكون الملف الإيراني على رأس جدول أعمال سولانا الذي يقوم بزيارة رسمية إلى واشنطن حيث من المرتقب أن يلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيم جونز. ويرى البعض في إيران تغييرا في لهجة الغربيين بعد انتخاب أوباما. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي لوكالة «ايسنا» الإيرانية: «اعتقد أن الغرب يواجه حقائق جديدة لأن التغير في اللهجة لا يتناسب مع مواقفه السابقة. لقد أدركوا (الغربيون) أن تخصيب اليورانيوم من قبل إيران ليس موجها لإنتاج أسلحة ذرية بل لهدف محض مدني».

وكان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني اعتبر أول من أمس أن على القوى الكبرى أن تقبل إيران باعتبارها قوة نووية مدنية. وقال: «لم يعد الآن أمام مجموعة 5+1 أي سبب لرفض أو إنكار وجود تكنولوجيا نووية إيرانية، وبالتالي على المفاوضات المقبلة أن تقوم على الحقوق الواردة في معاهدة الحد من الانتشار النووي».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» عن مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية للشؤون الدولية محمد سعيدي قوله إن «من خلال إکمال دورة الوقود النووي بواسطة الخبراء الإيرانيين، تم البرهنة للجميع بأننا ندعو إلى استخدام هذه التقنية للأغراض السلمية والمدنية».

وأضاف سعيدي: «حوالي 80 طنا من الوقود النووي قد وصل من روسيا إلى إيران لاستخدامه في محطة بوشهر النووية، لذلك ونظرا إلى ما تحتاجه إيران من الوقود النووي فإننا سنستمر في إنتاج الوقود في داخل البلاد ولهذا فإن الإنجازات الإيرانية يجب أن تکون قد بددت کافة الهواجس».