23 متطوعا يرممون 16 منزلا لأسر فقيرة في جدة

ضمن برنامج أصدقاء الأمانة الذي يهدف إلى دمج الشباب في الأعمال الاجتماعية

شباب متطوعون خلال عملهم في ترميم منازل لأسر فقيرة
TT

في خطوة اجتماعية هادفة، قام 23 متطوعا من أصدقاء جدة بترميم وصيانة 16 منزلا، للأسر الفقيرة بمدينة جدة، بإجمالي عدد ساعات تطوعية بلغت نحو 1104 ساعات، وذلك بهدف تفعيل الدور الاجتماعي للشباب واستثمار وقتهم في أعمال خيرية. وأكد جمال عبد الله المنذري مدير برنامج أصدقاء جدة، أن «البرنامج بتنفيذه مثل هذه الفعاليات يجد الحلول للفجوة الموجودة سلفا بين رغبة المتطوعين، وإقبالهم المتزايد على التطوع، وعدم وجود آليات وضوابط تحكم عملية التطوع». وأضاف، «هناك قصور في مفهوم التطوع ذاته، وفق رأي بعض المتطوعين، واعتباره من الأمور الهامشية، التي يتحكم بها وقت الفراغ والحالة الشعورية، وذلك بالإسهام في صيانة ودهان المنازل من الداخل، الذي لا يتطلب تدريبا كبيرا، نظرا لسهولة أعمال الصيانة، وأيضا لاعتماد التدريب عليها على المحاكاة، التي يمارسها المتطوع من خلال المشاركة في أعمال الصيانة». وأشار المنذري إلى «أن فكرة العمل التطوعي أصبحت ركيزة لا يمكن إغفالها مستقبلا في عملية التنمية، نظرا لأن العمل التطوعي لم يعد ترفا يمارسه البعض في أوقات الفراغ، بل أصبح توجها عاما لدى المجتمعات المتحضرة والآخذة في النمو لاستثمار طاقات شبابها». وهنا يوضح أكرم محمود، قائد مجموعة من المشاركين، أن «العمل التطوعي له الكثير من المشجعين، خاصة من الشباب، وأن توفير البرامج التطوعية والإعلان عنها بشكل جيد هما فقط ما يحتاجانه الشباب في جدة بالذات، للانخراط في هذا الطريق المثمر سواء للشباب أو للمحتاجين للمساعدة». بينما يقول عبد الخالق الشريف، أحد المشاركين في برنامج إعادة دهان منازل الفقراء، إن «المشروع في بدايته لاقى الكثير من التردد من قبل الشباب، الذين سرعان ما حمسهم انخراط المشرفين القائمين على العمل في المشاركة، واكتسابهم في دقائق معدودة مهارة العمل، وتحول الهدوء إلى حماس منقطع النظير، ظهر في تسابق الشباب المشارك في إنجاز القطعة المكلف بها للبدء في أخرى». ويرى ناصر الحارثي، أحد الشباب المشاركين هو الآخر، أن «الشباب ممتلئ بالخير والفطرة السليمة، لكنه بحاجة إلى توجيه سليم». مقترحا «أن يقوم برنامج أصدقاء جدة، بتوفير نماذج لمشاريع مماثلة في المستقبل، حتى يتم استيعاب الشباب الجالسين على المقاهي». مشيرا إلى ان العيب ليس في هؤلاء الشباب، لكن في عدم توفر برامج تنمي فيهم روح الانتماء لهذا الوطن، خاصة الفقراء. ويضيف الحارثي، «أن مثل هذه المشاريع لها أثر إيجابي على المشاركين ومتلقي الخدمة من الفقراء، الذين ثمنوا هذه الخطوة وأدركوا أن أيدي شباب وطنهم تمتد إليهم بالمساعدة، كما امتدت قلوب الشباب إليهم بالتشجيع». وفي الشأن الاجتماعي أيضا، دعت أول من أمس المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي، لإحياء مفهوم التكافل الصحي بشكل أوسع داخل البنايات والأحياء السكنية من خلال إنشاء صيدليات سكانية «مصغرة»، وبما يقلل الحاجة إلى صرف أموالٍ كثيرة في الحصول على الأدوية، والهدر في استيرادها، وفي تخفيف الضغط على المشافي العامة. وتضع المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي الحل في نشر مفهوم التكافل الصحي بأيدي المواطنين والمقيمين، من خلالهم تفاعلهم وتطبيقهم لأفكار مُتعلقة بالإسعافات السريعة داخل منازلهم وأحيائهم السكنية، في خطة صحية تنطلق من مبادئ التكافل الاجتماعي، الذي تسعى المبادرة لتعميقه من خلال حملتها المستمرة إلى نهاية شهر مايو (أيار) المقبل. وقالت هديل بوقري المشرف العام على المبادرة، إن «التكافل الصحي يعد أحد أهم البرامج، التي تسعى المبادرة الوطنية لتفعيل دورها داخل المجتمع». مضيفة «أن تعميق أثر هذا المبدأ صحياً، سيكون مساعداً مهماً في تعميق كافة مبادئ التكافل محلياً، وذلك بإنشاء صيدليات مصغرة، ودراسة بعض التجارب في الدول الأخرى، بما يساعد في حال نجاح نشر هذه الثقافة على تفعيل دور التكافل الصحي». وتسعى المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي، التي تستمر لمدة شهرين في بث رسائل مباشرة للجمهور، للتعريف بأهداف ورسالة المجتمع، عن طريق شاشات القنوات الفضائية، والبرامج الأكثر مشاهدة، وعن طريق الصحف الورقية والالكترونية والإعلانات المباشرة، وذلك بهدف الوصول إلى تغذية المجتمع بدور وواجب التكافل الاجتماعي في بنائه وتطويره، والمساهمة في تنميته على المدى البعيد، من خلال تبني المبادرة لعدة برامج تكافلية في الصحة والمعرفة، وغيرها من المجالات المهمة لدفع عجلة التنمية محلياً.