الفرقة السيمفونية تقدم مقطوعات لموسيقيين عالميين في مدينة أور الأثرية

مؤلفات بيتهوفن تتلاقى مع القيثارة السومرية

جانب من حفل للفرقة السيمفونية الوطنية العراقية (أ.ف.ب)
TT

تلاقت الحضارة السومرية - التي عرفت لأول مرة في التاريخ الإنساني الموسيقى، وذلك من خلال اختراعها القيثارة السومرية التي وجد اثنان من نماذجها في مدينة أور السومرية، والمحفوظتان في المتحف البريطاني في لندن - مع موسيقى بيتهوفن ومؤلفين موسيقيين عالميين، وذلك من خلال الحفل الموسيقي الذي أقامته الفرقة السيمفونية العراقية، أمس، بين آثار عاصمة سومر الأثرية أور، القريبة من مدينة الناصرية في جنوب العراق، قدمت فيه مقطوعات لأشهر الفنانين العالميين مثل بيتهوفن وكوريلانا، إضافة إلى المقطوعات التراثية العراقية.

المايسترو كريم كنعان وصفي، الذي قاد الحفل الذي أقيم بالتعاون مع فريق إعادة إعمار ذي قار.

قال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، «إن الحفل يمثل الخطوة الأولى لنشر ثقافة الموسيقى، وبرنامجنا تضمن أعمالا عالمية أحببنا أن نعزفها في هذه المنطقة كجزء من التفاعل بين الحضارات، فضلا عن أعمال عراقية أعيدت صياغتها بشكل سيمفوني»، مشيراً إلى أن «الجو المفتوح الذي أقيم فيه الحفل بالتأكيد سيضعف قوة الموسيقى، لكنه في الوقت نفسه سيعطي للعازفين زخماً عندما يلتفتون ويرون حضارة عمرها أكثر من 5000 عام وهي من أوجدت الموسيقى».

ولم يستغرب المايسترو وصفي الحضور الكبير لحفلات الفرقة، ومن قبل فئات مختلفة من العراقيين بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العراق، حيث يقول «إن رهاني على الجمهور العراقي كبير لأنه جمهور حضاري ومتمدن والموسيقى جزء من حياته، لهذا نحن نعمل من أجل أن نذهب إلى الجمهور أينما كان ولا ننتظر جمهورنا في قاعتنا، وانطلاقاً من هذا المفهوم أحيينا أمسيات موسيقية في نادي الصيد وفي فندق الرشيد، وفي نادي العلوية، واليـوم في أور بل إننا وضعنا برنامجاً للوصول إلى جمهورنا في المحافظات مثل البصرة والموصل وكربلاء وغيرها».

يوضح المايسترو وصفي قائلا «إن هذه الفرقة العريقة لم تتوقف عن تقديم عروضها الموسيقية رغم كل الصعوبات التي واجهت أعضاءها، إلا أننا نستطيع القول إن نشاطها لم يكن مستقراً خلال السنوات الأخيرة، سواء تلك التي سبقت عام 2003، أو بعده، وذلك بسبب تأثير الوضع العام من النواحي النفسية واللوجستية والاقتصـادية».

الحفل الذي أقيم في أور حضره جمهور تجاوز الـ500 متفرج، معظمهم من العوائل العراقية، وتضمن عزف تسع مقطوعات لفيردي ونبوكا وبيتهوفن وكوريلانا و «فوك النخل فوك» وعزف منفرد للكلارينت للعازف علي خصاف، ومقطوعة «مروا بينا من تمشون».

وضمت الفرقة السيمفونية التي أحيت الحفل، أكثر من 70 عازفاً بينهم سبع عازفات.

الفنان أسعد الماشطة قال لوكالة «أصوات العراق» «زرت الناصرية عام 1974 مع الفرقة السيمفونية وحينها كانت الفرقة تضم عدداً من الموسيقيين الأجانب، وتطور منهاجنا منذ ذلك الوقت وبدأنا نطعم أعمالنا بمقطوعات عراقية، ولدينا مقطوعات عن شخصيات تاريخية وتراثية»، مضيفاً أن الفرقة السيمفونية استطاعت أن تنجح وتدرب جيلا جديداً من العازفين الجيدين».

ويرجع تاريخ الفرقة إلى عام 1948 حينما تشكلت جمعية باسم جمعية بغداد الفلهارمونيك والتي ساعد على تشكيلها نخبة من الأساتذة، أمثال حنا بطرس (أستاذ وقائد عراقي متخصص في الموسيقى الهوائية) وفريد الله ويردي (مؤلف موسيقي وعازف فيولا).

يذكر أن الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية كانت قد انفصلت عن دائرة الفنون الموسيقية وتتبع حالياً إلى ديوان وزارة الثقافة مباشرة.