بعد 5 سنوات على إقراره.. «الفحص الطبي قبل الزواج» بحاجة إلى التطوير

مسح ميداني يؤكد عدم رضا غالبية الخاضعين له عنه

TT

أكد مسح ميداني أجراه طلبة وطالبات السنة الرابعة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، عن تعمق ثقافة الفحص الطبي قبل الزواج في أوساط المجتمع رغم وجود حاجة ماسة لزيادة التعريف وتسليط الضوء على الإجراء الطبي، كما كشف المسح عن ثغرات في الفحص المعمول به حالياً ومطالبات لتطوير هذا الفحص ليشمل إلى جانب كشفه عن بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل بالدم الكشف عن أمراض إضافية تتضمن الأمراض النفسية. وكان المسح الذي حاول التوصل إلى معرفة شرائح مختلفة من المجتمع تتضمن طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز، ونسبة كبيرة من المترددين على جميع المستشفيات بجدة، ومقدمي الخدمة الطبية في هذا المجال من الفنيين والأطباء بالفحص الإلزامي وفائدته وماهيته بعد 5 سنوات من بدء العمل به إلزامياً، قد توصل إلى أن المستوى المعرفي بماهية وضرورة الفحص ضعيف لدى 80.54 في المائة من المترددين على المستشفيات بمدينة جدة منذ بداية 2009 وحتى حين انتهاء الدراسة التي أعلن عن نتائجها يوم أمس. وقال أكثر من 78 في المائة ممن شملهم المسح من مختلف فئات المسح إن الإجراء الذي اتبع معهم بعد القيام بالفحص كان التأكد من هوية المستلم، في حين قال أقل من 15 في المائة فقط ممن شملهم الفحص إنهم تلقوا المشورة الطبية الملائمة بعده، وهو ما دفع المشاركين في المسح ومنفذي المسح إلى اقتراح أن يتم تطوير المشورة الطبية لتشمل فحوصا إضافية للخصوبة والصحة الإنجابية وباقي الأمراض الجنسية، والأمراض الوراثية، والمشورة الوراثية واحتمال إصابة الأبناء والأمراض المزمنة والأمراض النفسية وتقديم المشورة حول بناء أسرة سعيدة.

وقالت نسبة كبيرة ممن شملهم المسح إنهم لا يمانعون من دفع رسوم رمزية مقابل الفحص طالما أنه سيتم تطويره ليشمل الفحوص الإضافية التي أوصوا بها.

تجدر الإشارة إلى أن الفحص الطبي ما قبل الزواج يقدم منذ عام 1425هـ بالمجان للمواطنين في جميع المستشفيات وهو يكشف عن بعض أمراض الدم الوراثية فقط والتي تتضمن فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وأضيف إليه منذ عام 1429هـ تحليل الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب الأيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي بفئتيه (ب)، و(ج). وخلصت الدراسة الميدانية التي وصفها عميد كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز البروفيسور عدنان المزروع بـ «المهمة والتي تلقي الكثير من الضوء على الفحص الحالي وتقديم توصيات يمكن أن تفيد في تطويره» إلى عدد من التوصيات المهمة منها، ضرورة زيادة أعداد العاملين بالبرنامج، وزيادة سعة الأماكن التي يتم فيها إجراء الفحص والمشورة، وإضافة حوافز تشجيعية للعاملين بالبرنامج، واختيار أماكن أكثر خصوصية لإجراء المشورة، والحاجة الملحة إلى توفير معدات سحب العينات، إضافة إلى توفير عدد أكبر من أجهزة الحاسب الآلي. وجاء ضمن التوصيات، إلزام مأذوني الأنكحة بضرورة الالتزام والتأكد من وجود فحص ما قبل الزواج، وأن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام والجامعات إعداد برامج توعية تثقيفية وحملات إعلامية لتوضيح فوائد الفحص الطبي قبل الزواج وخطورة الأمراض الوراثية، وأن تتبنى جميع الجامعات والمدارس القيام بحملات تثقيف صحي مماثلة لزيادة الوعي عن فحص ما قبل الزواج.