منتدى البحر الميت يناقش آثار الأزمة الاقتصادية على الشرق الأوسط

جلسات تفاعلية وقمتان للطاقة والخدمات المالية والقادة العالميين الشباب

TT

تلتئم في الفترة من 15 ـ 17 مايو (أيار) المقبل أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت تحت شعار «آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الشرق الأوسط.. استراتيجيات نابعة من الداخل للنجاح» بمشاركة أكثر من ألف شخص من قادة الأعمال والسياسة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.

وتمثل الجولة المقبلة للمنتدى المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت، المرة الخامسة التي يستضيف فيها الأردن هذا الحدث العالمي، بعد أن استضافه أعوام 2003 و2004 و2005 و2007.

وكشف ممثلان عن المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا عن أن جولة المنتدى الشرق أوسطية المقبلة في البحر الميت ستختلف عن الجولات السابقة، حيث تتضمن جلسات تفاعلية يرشح عنها استراتيجيات، وقمتين؛ إحداهما للطاقة والخدمات المالية، وأخرى للقادة العالميين الشباب تتزامن مع المنتدى، وتعقد لأول مرة في الأردن.

ووفقاً للمدير التأسيسي للمنتدى في الشرق الأوسط ميروسلاف دوسيك، ونائب رئيس القسم الإعلامي فون ماثورس، سيتضمن المنتدى الذي يتوقع أن يشارك فيه أكثر من 1000 شخص من قادة الأعمال والسياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، جلسات خاصة جديدة تعكس طبيعة المشاركة التفاعلية في اللقاء حول القضايا المختلفة التي تهم منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاته في ظل حالة عدم يقين لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط، حيث يقترن مأزق الاقتصاد العالمي مع تقلب شديد في أسواق الطاقة وتآكل على نطاق واسع لقيم الأصول.

وبين دوسيك أن جلسات المنتدى لهذا العام ستضم الجلسات الرئيسية الاعتيادية والتفاعلية الأخرى مثل جلسات الاستديو التي تبث عبر المحطات الفضائية، إلى جانب جلسات المحكّمين، التي تتمثل بحضور مجموعة من الشباب كهيئة محكمين يرشح عنهم توصيات واستراتيجيات حول الموضوع الذي تعقد من أجله الجلسة.

وأوضح أيضاً أن المنتدى سيشهد عقد قمتين، عن الطاقة والخدمات المالية بحضور مختصين عالميين في هاتين الصناعتين، فضلا عن تزامن المنتدى مع قمة القادة العالميين الشباب، التي تعقد في الفترة 13 ـ 17 مايو (أيار) في البحر الميت أيضاً، لتكون أول قمة للقادة العالميين الشباب تعقد في الأردن.

وسيركز المنتدى، بحسب دوسيك، على موضوع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على منطقة الشرق الأوسط، وكيفية تعامل المنطقة مع الأزمة، لتطوير آليات وسياسات لمواجهة الأزمة، وتجديد النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط والعالم، وتحويل التحديات إلى فرص، ومحركات النمو الاقتصادي.

وبين أن المنتدى سيشهد أيضاً لقاءات وجلسات تبحث الوضع السياسي في المنطقة بعد العدوان على غزة، مع ربط المشهد السياسي مع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأكد أن عقد المنتدى في البحر الميت في مايو (أيار) المقبل يكتسب أهمية خاصة، كونه يأتي بعد حوالي 6 أسابيع من عقد قمة العشرين في لندن، وبالتزامن مع بدء تطبيق خطط إنقاذ مالية في الولايات المتحدة وأوروبا والهند والصين.

وقال دوسيك إن المنتدى سيضم كذلك محور العلوم والتكنولوجيا، وتطبيقات البحث العلمي لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتم لأول مرة استضافة عدد من العلماء من أبناء المنطقة، الذين هاجروا إلى أميركا وأوروبا وآسيا، للاستفادة من خبرتهم والتفاعل مع قادة المؤسسات العلمية في سبيل خلق شراكات جديدة في مجال العلوم والأبحاث.

وسيكون محور الطاقة كذلك حاضراً في منتدى البحر الميت، حيث سيلتقي واضعو سياسات الطاقة في العالم مع الخبراء الحكوميين والأكاديميين لمواجهة مستقبل الصناعة في ظل التقلب الشديد في الأسعار، للتركيز على أمن الطاقة والطاقة البديلة، وفقاً للمدير التأسيسي للمنتدى في الشرق الأوسط، وفي بيان له على الموقع الرسمي قال إن هذا الجزء من العالم، قد يشهد تأثيرات للأزمة الاقتصادية ترافقها تقلبات كبيرة لأسواق الطاقة وتآكل كبير لقيم المدخرات.

كما سيشهد اجتماعه في البحر الميت عدداً من القضايا في المجالات المالية والحوكمة والطاقة إضافة إلى مواضيع اجتماعية وتكنولوجية وتعليمية.

ويعقد لقاء العام الحالي تحت شعار «نتيجة الأزمة المالية العالمية على الشرق الأوسط، الاستراتيجيات المحلية للنجاح»، ويركز على الدور المتنامي لمنطقة الشرق الأوسط في مواجهة التحديات العالمية الحرجة.

وستواجه طموحات المنطقة بتحقيق الازدهار، وفقاً للمنتدى، تحدي محاولة استعادة مسيرة النمو وسط مشهد سياسي وجغرافي معقد.

وفيما يسود التقشف على الإنفاق العام في المنطقة، تواصل العديد من الحكومات استثمار عوائدها في مشاريع على نطاق واسع آخذة بعين الاعتبار العوائد الاقتصادية بعيدة المدى وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.

وسيتزامن مع المنتدى العام الحالي عقد قمة حول الخدمات المالية تضم كبار الرؤساء التنفيذيين في مجال الخدمات المصرفية خلال الفترة ما بين 14 إلى 15 مايو (أيار) إذ ستركز هذه القمة على تبادل الخبرات والإبداع في مواضيع تتنوع ما بين بناء الأسواق المالية والتغير المناخي إلى البنية التحتية للأسواق الناشئة.

كما يسبق المنتدى عقد قمة مجتمع القادة الشباب في المنتدى الاقتصادي العالمي «واى. جى. ال»، إذ تضم القمة أكثر من 250 من القادة الاستثنائيين من مختلف الدول.

ويشهد منتدى العام الحالي كذلك، لقاءً بعنوان «استراتيجية الطاقة» الذي سيضم كبار ممثلي القطاع الاستراتيجيين في العالم مع شركائهم في الحكومات والحقل الأكاديمي بهدف استعراض مستقبل هذه الصناعة في ظل تقلبات أسعارها.

كما سيركزون على مواضيع منها أمن التزود بالطاقة وتوفير مصادر بديلة لها.

ولأول مرة سيشهد اللقاء اجتماعاً لعلماء من المنطقة ودول أخرى لدمج صناع القرار في حوار بهدف وضع رؤية مستقبلية لأجندة البحث العلمي والعلم في منطقة الشرق الأوسط.