مصادر التحقيقات: حزب الله خطط لثلاثة تفجيرات متزامنة بمصر

القاهرة أبلغت الدول العربية بسير التحقيقات في القضية

TT

كشفت مصادر التحقيقات في قضية خلية حزب الله في مصر والمتهم فيها 49 من المصريين والفلسطينيين واللبنانيين والسودانيين، أن مخابرات حزب الله خططت لثلاث عمليات كبرى باستخدام سيارات مفخخة في مدن سياحية تطل على البحر الأحمر في سيناء، فيما قالت مصر أمس إنها أبلغت سفراء الدول العربية بسير التحقيقات في القضية، التي أكدت مصادر قانونية مطلعة أنه من المقرر إحالتها للمحاكمة الأسبوع المقبل، قائلة إن من بين المتهمين الفارين الـ24، ثلاثة سودانيين جندتهم مخابرات حزب الله لنقل أسلحة من السودان، على حدود مصر جنوبا، إلى سيناء على حدود مصر مع إسرائيل شمالا.

وبينما رجَّح المحامي عن عدد من المتهمين، أحمد راغب، أن تحال القضية خلال أيام للمحكمة المختصة، أوضحت مصادر التحقيقات أن نيابة أمن الدولة العليا أعادت الليلة قبل الماضية استجواب عدد من المتهمين، حول حقيقة دور محمد قبلان رجل المخابرات في حزب الله اللبناني الهارب، في الخلية التي تم كشفها في مصر، لمعرفة الفترات التي تردد فيها على مدينتي القاهرة والجيزة، ومدن أخرى بقناة السويس وسيناء.

وكشفت التحقيقات مع المتهمين أن قبلان كان يخطط، مع مساعدين آخرين له من مخابرات حزب الله جاءوا معه إلى مصر عدة مرات ويحملون أسماء حركية، لتنفيذ ثلاث عمليات كبرى باستخدام أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة، في منطقة طابا السياحية، التي يتردد عليها عدد كبير من السياح الإسرائيليين، على الحدود المصرية الإسرائيلية. وأضافت المصادر أن واحدة من تلك السيارات التي كانت مخابرات حزب الله تريد استخدامها في عملية تفجير ضد مواقع سياحية يتردد عليها إسرائيليون في قرى سياحية بالبحر الأحمر، تم سداد ثمن شرائها بالفعل، في لقاء جمع قبلان، ومسؤول ملف مصر في حزب الله المقبوض عليه بمصر، محمد يوسف منصور (سامي شهاب)، ومتهمين مصريين من عرب 1948 من المقيمين بسيناء، مشيرة إلى أن تلك السيارة عبارة عن شاحنة صغيرة مستعملة، من النوع الذي يستخدمه عادة المواطنون المحليون في محافظتي البحر الأحمر وسيناء.

لكن مصادر أمنية نفت أن تكون السيارة موجودة ضمن الأحراز التي تم ضبطها مع المتهمين، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «موضوع السيارة موجود في التحقيقات، ومعروف من سدد ثمنها بالفعل، لكن لا نعلم إن كانت (هذه السيارة) تحت حوزة النيابة أم أنه ما زال يجري البحث عنها، خاصة أن هناك متهمين آخرين في الخلية هاربين، وبعضهم مختبئ في جبال وعرة بسيناء».

وقالت مصادر التحقيقات إنه عقب المواجهات التي أجرتها النيابة بين عدد من المتهمين، وبعد أن تبين أن هناك شخصا آخر أقر المتهمون المصريون (من أصل فلسطيني) أنه لبناني، وأنه يختلف عن محمد يوسف منصور (شهاب)، تم إعادة استجوابهم، لتحديد شخصية هذا اللبناني الذي قال المتهمون إنه كان محورا رئيسيا في خلية حزب الله، واتضح أنه محمد قبلان، القريب من مخابرات حزب الله.

وأضافت المصادر أن المتهم المصري من أصل فلسطيني ناصر أبو عمرة، قال في التحقيقات الليلة قبل الماضية إنه التقى بشخص لبناني، ضمه إلى خلية حزب الله، وكان يخطط لعمليات تفجير في طابا، وأنه عند مواجهة أبو عمرة بالمتهم اللبناني محمد يوسف منصور (شهاب)، قال إنه ليس هو، رغم تعرف (شهاب) عليه، وإقراره بمقابلته عدة مرات بالعريش. وتابعت المصادر قائلة إن المحققين عرضوا على عدد من المتهمين صورة فوتوغرافية حديثة لـ«قبلان»، وأن المتهم أبو عمرة، وآخرين من المتهمين في القضية، تعرفوا عليه، وأن أبو عمرة قال إنه التقى قبلان أكثر من مرة في أماكن مختلفة في مصر، منها القاهرة والجيزة، إضافة للجيزة. وواصلت نيابة أمن الدولة العليا الليلة قبل الماضية تحقيقاتها بإشراف المستشار هشام بدوى المحامى الأول لنيابة أمن الدولة في القضية، وباشرت التحقيق مع المتهم نصار جبريل الذي أوضح في أقواله أنه كان عضوا نشطا في جماعة الإخوان المسلمين المصرية بالعريش في محافظة شمال سيناء.

وجدد اعترافه بأنه تعرف على المتهم ناصر أبو عمرة في مطلع عام 2005، وقال إن نصار طلب منه الابتعاد تدريجيا عن جماعة الإخوان المسلمين للالتحاق بجماعة أخرى تهدف لمساعدة الشعب الفلسطيني، هي جماعة «حزب الله». وأضاف أن «أبو عمرة» قام بتقديمه وتعريفه بالمتهم اللبناني محمد يوسف منصور (شهاب).

وتابع في اعترافاته الليلة قبل الماضية أن محمد يوسف منصور قدم نفسه له على أنه فلسطيني الجنسية، معترفا أيضا بأنه التحق بعضوية تنظيم «حزب الله»، وأنه شارك في عدة اجتماعات مع قيادات تنظيم الحزب التي كانت تعمل على إنشاء خلية لها داخل مصر.

وقالت المصادر إن المتهمين في هذا التنظيم يواجهون عددا من الاتهامات من بينها التخابر مع من يعملون لصالح جهة أجنبية (حزب الله اللبناني) بهدف القيام بأعمال إرهاب داخل الأراضي المصرية، وكذلك الانضمام لجماعة غير مشروعة كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق أغراضها، وحيازة مفرقعات، والتزوير في الأوراق الرسمية (جوازات سفر).

وتوقع المحامي أحمد راغب، وهو من مركز هشام مبارك للقانون، ويتابع التحقيقات مع عدد من المتهمين، إحالة القضية للمحكمة الأسبوع المقبل، قائلا إنه: «في الوقت الحالي جاري تقنين التحقيقات.. ونحن في انتظار قرار إحالة القضية إلى المحكمة، ومن بداية الأسبوع المقبل، سوف تتضح الأمور حول مصير هذه القضية».

على صعيد ذي صلة قالت مصادر وزارة الخارجية المصرية أمس إن الوزارة أحاطت الدول العربية أمس بكافة المعلومات المتوافرة حول موضوع خلية حزب الله، وأن ذلك جاء خلال اجتماع موسع عقده السفير عبد الرحمن صلاح الدين مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية مع السفراء العرب المعتمدين بالقاهرة.