القيادات المسيحية تتجاوز أصداء «الكلام المسيء» لجنبلاط.. وترى في استيائه منها دليلا على «شراكتها الفعلية» في القرار

طعمة لـ«الشرق الأوسط»: رئيس التقدمي الاشتراكي مستمر في تحالفه مع «14 آذار»

TT

يبدو أن مفاعيل «الكلام المسيء» الذي نقل عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بدأت بالتراجع في الشارع السياسي اللبناني، وخصوصا في الوسط المسيحي الذي كان أبرز المتأثرين به. وإذا كان الفريق المسيحي في «8 آذار» قد استفاد إلى حد كبير من كلام جنبلاط ـ كما تقول إحدى وجهات النظر ـ إلا أن القيادات المسيحية تحاول الآن الاستفادة منه لإظهار «حجم شراكتها» وعدم تبعيتها لحلفائها في «14 آذار». وهو ما اعتاد فريق رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» على اتهامها به.

وفيما تسير مساعي «لملمة» الوضع في الطريق الصحيح عبر وزير الدولة وائل أبو فاعور بتكليف من جنبلاط على خط البطريركية المارونية تمهيدا للقاء يجمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بالبطريرك الماروني نصر الله صفير، قال مصدر بارز في «تيار المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن التيار ورئيسه النائب سعد الحريري قد تجاوزا هذا الكلام منذ اللحظة الأولى لصدوره واعتبراه «حادثة طريق فقط». كذلك قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا لـ«الشرق الأوسط» إن موقف جنبلاط «يظهر أن الجانب المسيحي هو شريك فعلي لا يستجدي المقاعد». ورأى زهرا أن «الفريق المسيحي الآخر (عون) غير قادر على استغلال هذا الموضوع طائفيا، لأن تعبير جنبلاط عن انزعاجه من أن حلفاءه المسيحيين مصرون على أن يكونوا شركاء كاملين في الترشيحات يجب أن يضمن للشارع المسيحي أنهم شركاء فعليون وليسوا أتباعا».

من جهته، اعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة، في تصريح لـ «الشرق الأوسط»، أن جنبلاط كان واضحاً في أنه مستمر في تحالفه السياسي والانتخابي مع قوى «14 آذار». ورأى أن «من الطبيعي تمايزه عن البعض في هذه القوى من خلال المواقف السياسية التي ينتهجها، فذلك ينم عن الحيثية السياسية التاريخية للمختارة والمرتبط عضوياً بالقضايا العربية والقومية وأساسها القضية الفلسطينية التي هي بالمحصلة القضية المركزية على المستوى العربي. ومن هنا يذكِّر جنبلاط بضرورة عدم تناسي البعض لهذه القضية. وعلى هذا الأساس نرى أن مواقفه تنسجم مع التاريخ الوطني والعربي للبيت الجنبلاطي». وأكد أن «التحالفات الانتخابية مع الحلفاء في 14 آذار ثابتة ومتماسكة وأضحت في لمساتها الأخيرة بعدما أُنجز معظمها. وبعض الأمور العالقة والبسيطة هي رهن اتصالات بين أقطاب الأكثرية».

وعن التموضع السياسي لجنبلاط الذي واكب كلامه الأخير، أفاد طعمة: «لن أزيد على ما أوضحه رئيس اللقاء الديمقراطي حيال الالتباس الذي جرى حول هذا الشأن. لكنني أؤكد من خلال مواكبتي المصالحة في الجبل والعلاقة التي تربط النائب جنبلاط بالبطريرك صفير والقيادات المسيحية، على الدور الكبير الذي قام به رئيس اللقاء الديمقراطي لإرساء المصالحة التاريخية في الجبل وحرصه على وضع البطريرك صفير في كل الأمور والمستجدات السياسية عند أي محطة سياسية يُقدم عليها. من هنا أن الطائفة المارونية الكريمة التي أعطت لبنان الثقافة والعلم والاستقلال هي موضع احترام وتقدير كبيرين من قبل النائب جنبلاط. وما يجري من قبل البعض لاستغلال الكلام الذي تمّ تسريبه إنما هو توظيف سياسي وانتخابي لا أكثر ولا أقل».

من جهة أخرى، أبدى طعمة استياءه من الدعوات إلى تعديل اتفاق «الطائف» أو تغييره على اعتبار أن تسوية «الدوحة» أضحت قائمة وسيجدد لها «كأن الدستور سلعة نبتاعها ونشتريها ساعة نشاء، متجاهلين ما هو الطائف الذي كان الحل الوحيد والأنجع الذي أوقف الحرب الأهلية في لبنان».