125 ألف بنت ألمانية يقتحمن مجالات عمل الرجال

الفتيات يتفوقن على الأولاد في «يوم البنات»

TT

في ذروة كرنفال الراين كل عام، وفي «ليلة النساء الاحتفالية»، تعودت النساء في كولون وبون على اقتحام دائرة المستشار ومقرات الأحزاب والحكومة للاحتفال مع كبار السياسيين بالمناسبة حتى الصباح. وهو تقليد أتى عليه النسيان مع انتقال العاصمة من الراين (بون) إلى الشبري (برلين) واحتلال دائرة المستشار من قبل امرأة هي أنجيلا ميركل.

لكن مقرات الحكومة والأحزاب فتحت أبوابها يوم أمس (الخميس) أمام الفتيات بمناسبة «يوم البنات» تشجيعاً لهن على ولوج مجال السياسة أسوة بالمجالات الأخرى التي تعتبر حكراً على الرجال. واستقبلت وزيرة العليم أنيتا شافان مئات الفتيات في دائرة المستشارية، وقالت إن من دواعي سرورها أن تشكل البنات من أصول أجنبية نصف الزائرات. وأشارت الوزيرة إلى أن تجربة «يوم البنات» منذ 9 سنوات تظهر أن الكثير من الفتيات يزرن مواقع عمل تشبه مواقع عمل آبائهن في مثل هذا اليوم.

بل إن الحزب الديمقراطي المحافظ فتح أبوابه أيضاً أمام البنات وقالت أنغريد فيرشباخ، رئيسة المجموعة النسائية، إن الحزب يدعم كسر أكليشيهات احتكار العمل ويشجع دخول النساء لعالم الميكانيكا والنجارة والحدادة، كما يدعم مساعي الأولاد لكسر أكليشيهات العمل النسوي الممتدة بين تربية الأطفال في رياض الأطفال والتمريض.

وشهد «يوم البنات» التاسع إقبالا كبيراً للفتيات، من الصف الخامس الابتدائي فما فوق، على المؤسسات التي فتحت أبوابها بالمناسبة. وهكذا زارت 1000 فتاة شركة فولكسفاجن (مدينة فولفسبورغ)، 500 بنت شركة باير (ليفركوزن) و100 فتاة أخرى شركة فورد في كولون. وعرض التلفزيون الألماني مقابلة مع سيمين لوستار شريبفر (37 سنة) التي تقود أحد فروع الإنتاج في «فورد» ويخضع لتوجيهاتها أكثر من 1400 عامل. ولا تشكل النساء في فورد سوى 9% وهو ما تحاول الشركة كسره من خلال فتح أبوابها في يوم البنات.

وبعد 80 ألف فتاة شاركن في العام الماضي بيوم البنات، اقتحمت الشركات ومراكز الأبحاث هذا العام أكثر من 125 ألف فتاة. وشملت «الأهداف» شركات كبرى، مقرات أحزاب، مراكز شرطة، مديريات إطفاء، معاهد أبحاث، معارض، إضافة إلى ثكنات الجيش والورش البحرية.

ورغم توسع مشاركة الفتيات في يوم البنات هذا العام إلا أن عروض الشركات تقلصت وهو ما سبب الزحام على الشركات الكبرى. وذكرت متحدثة باسم حكومة بادن فورتمبيرج (جنوب) أن الأزمة الاقتصادية التي تخيم على الاقتصاد دفعت العديد من الشركات المتوسطة والصغيرة إلى غلق أبوابها أمام الفتيات هذا العام. ولهذا السبب فقد تقلص عدد البنات المهتمات بهذه الشركات أيضاً في هذه الولاية.

وقالت الوزيرة شافان إن «يوم البنات» 2008 فتح آفاق أعمال جديدة، كانت حكراً على الرجال، أمام 800 ألف طالبة إعدادية. ولا تشكل الفتيات سوى 10 من العاملين في الصناعة وأقل من 6% في الجيش. وتمنت الوزيرة أن يلحق يوم «سبل جديدة أمام الأولاد» بالنجاح الذي حققه «يوم البنات». وتم الإعلان عن «سبل جديدة أمام الأولاد» عام 2005 إلا أن عدد المشاركين على مستوى ألمانيا لم يزد على بضعة آلاف كل مرة.