فنانة لبنانية تحبس نفسها 72 ساعة في زنزانة الرسم

الحدث سيبث مباشرة على الإنترنت عبر موقع تفاعليّ

الرسامة كيكي، أو ماري آنج بوكاسا، ابنة إمبراطور إفريقيا الوسطى السابق من زوجته اللبنانية ألدا، تبدو منهمكة بالرسم عبر نافذة معرضها ومرسمها في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث سترسم لمدة 72 ساعة بلا توقف وسيكون بإمكان الجمهور متابعة رسمها عبر زجاج النافذة الكبيرة. (رويترز)
TT

شاءت الفنانة اللبنانية ـ الأفريقية كيكي بوكاسا الاحتفال بعيد ميلادها على طريقتها، هي التي لا تهوى إطفاء الشموع وسط التصفيق في حفلة تقليدية، بل تفضّل عدم الاحتفال بـ«يومها»، اختارت هذه السنة تنظيم نشاط فنّي تتحدى فيه نفسها وتشارك فيه الآخرين وتعلن مجابهتها العنف بريشة الفن. كيف ذلك؟ ستطفئ هاتفها، تحتجز نفسها في «مختبر الفن» في منطقة الجميزة في بيروت. هناك على «درج الفن» ستمضي «72 ساعة» في غرفة تبلغ مساحتها 34 مترا مربعا وارتفاعها مترين و70 سنتيمترا، بعدما انتزعت الباب الخشبي ووضعت مكانه لوحا زجاجيا شفافا حتى يتسنّى للمارة مشاهدتها، وقد غطّت الجدران والسقف بقماش أبيض ثبتته على ألواح خشبية، وكست الأرض بقماش أبيض إنما من دون تثبيت، حتى صارت الغرفة مكعّبة. وابتداء من العاشرة قبل ظهر غد الجمعة وحتى العاشرة من قبل ظهر الإثنين 27 الجاري، ستباشر الرسم بشكل متواصل طوال «72 ساعة»، لا تعرف فيها طعم النوم، حتى تغطّي 40 مترا مكعبا من الأبيض برسومها.

تقول بوكاسا لـ«الشرق الأوسط»: «عادة يلزمني أشهر لأملأ مساحة كهذه، وبما أنني لا أستطيع أن أرسم في حضور أحد، ولا أشارك أحدا هذه اللحظات التي أعتبرها حميمة جدا، لذلك يمثّل هذا النشاط تحديا لي».

وسيكون في إمكان المارّة مشاهدة كيكي طوال الوقت عبر ثلاث شاشات ستتوزّع أماكن نصبها في شارع الجميزة. وسيبث الحدث مباشرة عبر موقع www.72-hrs.com الذي سيتحوّل أيضا حيزا تفاعليا. فلدى انطلاق النشاط ستفتتح صفحتان على الموقع، إذ سيكون بإمكان الراغبين في التواصل مع هذه الفنانة إرسال أسئلتهم واستفساراتهم وتعليقاتهم لأنها لن تتأخر في الرد عليهم، ذلك أنها ستدوّن «كل ما يخطر في بالي على صفحة البلوغ». وستتحوّل ساعات التصوير شريطا وثائقيا يؤرشف شهادات المتفرجين، وكأن «تلفزيون الواقع» انتقل إلى عالم الفن التشكيلي! لكن لماذا «72 ساعة»؟ تقول كيكي: «هذه الفترة طويلة وقصيرة في آنٍ واحد. طويلة لأنها ستسبب لي الإرهاق من دون أدنى شك، فالإنسان قد يستطيع تحمّل 48 ساعة من دون نوم، إنما 72 ساعة من الإنتاج المتواصل من دون نوم فلا شك أنها تمثّل خطا أحمر. لذلك أردت تخطّي هذا الخط. ويعد هذا الوقت ضيقا حتى أتمكّن من الرسم على مساحة 40 مترا».

لم تقرّر كيكي ماذا سترسم، لأنها فضّلت أن تترك لأحاسيسها ومشاعرها الحرية الكاملة لتوجيه ريشتها، لكنها حتما ستنطلق من المواضيع التي تشغلها، أي الإنسان والحيوان والبيئة، وذلك حتى يأتي العمل امتدادا لأعمالها السابقة. واللافت أن النشاط لا ينتهي هنا لأن مرحلة ثانية تتبعه، فبعد إنجاز الجداريات سيتمّ نزعها تمهيدا لعرضها في 7 مايو (أيار) المقبل في «حديقة سمير قصير» في وسط بيروت، حيث سيتاح للجميع مشاهدتها. وبعد نحو شهر سترتدي كيكي فستانا منسوجا من القماش الذي يغطي أرض «المختبر» بعد أن تستعين بمصمّم ليخيطه لها. وقد قرّرت أن تقسمه محورين: الأول من الأمام وعليه رسوم تحاكي الإنسانية، أما الجهة الخلفية فستخصّص لرسوم تعنى بالبيئة. وستعتلي المسرح لكنّها لن تبقى وحيدة، إذ ستدعو جمهور المحبين لاعتلاء الخشبة، لكن على كل فرد أن يأتي حاملا مقصا، لأنه سيكون بطاقته للعبور وأداته لقصّ قطعة من ثوب كيكي، «تعبيرا عن رفضنا السلمي العنف ومجابهتنا له». وذلك في عرض «Cut Piece» المستوحى من أداء ليوكو أونو قدّمته عام 1964 في لندن.