مختصون تربويون يدمجون الأيتام في الاحتفالات والمناسبات

بهدف إزالة الحرج والخوف عند تعاملهم مع المجتمع

TT

اتجهت مراكز متخصصة في التعامل مع الايتام إلى مواجهة الحرج والخوف اللذين يواجهان هذه الفئة بدمجهم في المجتمع من خلال برامج اجتماعية يتم تنظيمها في الأماكن العامة وإقامة الاحتفالات والمناسبات. وقالت مريم حتيمش، مديرة دار الحضانة الاجتماعية لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الشريحة حساسة جدا، ونحن نحاول من خلال هذه الاحتفالات والمناسبات أن نعرف المجتمع بدوره وواجبه تجاهها، وأن نزيل حاجز الخجل والخوف الذي يقف بين هذه الشريحة والمجتمع». ويأتي ذلك في وقت اختتمت دار الحضانة الاجتماعية بجدة، أول من أمس، الفعاليات التي نظمت بمناسبة «اليوم العربي لليتيم» بالتعاون مع مركز التأهيل الشامل بهدف إدماج هذه الشريحة في المجتمع وإزالة الحرج والخوف اللذين يصاحبانهم عند خروجهم للمجتمع ومحاولة أن يتقبل هذا اليتيم واقعه وأن لا يرفضه ويخجل منه. وبالعودة إلى حتيمش تضيف «أننا نعمل جاهدين على تغيير نظرته لهذه الشريحة -نظرة الطفل غير السوي - فهذه الشريحة ليست بحاجة للمال والملبس بقدر ما هي بحاجة لمعاملة إنسانية تعطيها حق الاختلاط والاندماج في المجتمع بشكل ايجابي حتى تخدم دينها ومجتمعها الذي تعيش فيه». مشيرة إلى أن هذه الشريحة تخشى الاندماج في المجتمع بسبب نظرة بعض أفراد المجتمع لها والأسئلة المحرجة التي تطرح عليهم من بعض المتطفلين عن حياتهم وأوضاعهم داخل الدار. وبينت حتيمش «نهدف إلى التعريف برسالة دار الحضانة الاجتماعية في مجال خدمة ورعاية الأيتام، فنحن نرافق هذه الشريحة في جميع مراحل حياتهم منذ الصغر وحتى بعد أن يتخرجوا في الدار، ونظل على تواصل معهم حتى بعد أن يستقروا بصفتنا أسرتهم التي عايشتهم وساندتهم منذ طفولتهم». من جهة أخرى قالت الاختصاصية، صفية خواجي، مشرفة الأنشطة في الدار «إننا دائماً ما ننظم أنشطة وفعاليات داخل الدار وخارجها على مدار السنة، خاصة خلال فترة الإجازات والصيف، تتضمن رحلات وبرامج تثقيفية وتدريبية لإدخال البهجة والسرور وإزالة عامل الخجل والخوف اللذين تعاني منهما هذه الشريحة. إلى ذلك تنوعت برامج الاحتفال ما بين الترفيهية والتثقيفية، حيث قدمت مجموعة «غير حياتك التطوعية»، التي بدأت نشاطها عام 1429هـ بهدف استثمار وقت الشباب في أعمال تطوعية اجتماعية، خدماتها بداية من ترتيب الأركان والألعاب والرسم على الوجه وألعاب حركية وشخصيات كرتونية، حيث يقول مدير المجموعة هيثم قاري «إن مشاركتنا في يوم اليتيم هي من ضمن أهداف تأسيس المجموعة وهو تقديم الأعمال الخيرية بهدف إدخال البهجة والسرور على هذه الفئات واكتساب الأجر واستثمار وقت الشباب في أعمال مفيدة» . وتأتي هذه الفعالية ضمن الفعاليات التي ينظمها أحد أسواق جدة، وبهذا الصدد يقول أحمد مجلد، مدير التسويق، «إن تنظيم هذه الفعالية يأتي من ضمن برامج خدمة المجتمع السنوية التي يقدمها المركز، حيث قمنا بتوفير الموقع وتخصيص أماكن المأكولات الخفيفة والأركان والمسابقات والمسرح حتى نشارك ونقدم ولو شيئا بسيطا لهذه الفئة الغالية علينا وأن تشعر هذه الشريحة أننا جميعاً معها. وحضر الحفل جميع الأيتام وذوو الظروف الخاصة من الجمعيات الخيرية « جمعية البر، الجمعية الفيصلية، والدور التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية كدار التربية للبنات ومركز التأهيل الشامل للمعوقين الذي نظم الحفل بالتعاون مع دار الحضانة الاجتماعية.