يعود سكوت غريشن المبعوث الاميركي الى السودان في الاسبوع الاول من مايو (آيار) المقبل، ويتوقع ان تشمل زيارة غريشن كل من الخرطوم وجوبا (عاصمة الجنوب)، وفي غضون ذلك افادت مصادر في الكونغرس أن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الاميركية في مجلس الشيوخ والذي زار السودان أخيراً، نقل صورة مغايرة للاوضاع في دارفور الى واشنطن. وقالت مصادر واكبت زيارته "الأوضاع هناك صعبة ولكن ليس بالسوء التي تتحدث عنها مصادر اعلامية وناشطون في اميركا". الى ذلك توقع اندرو ناتيوس المبعوث السودان السابق الى السودان، ان لا تحل مشكلة دارفور الا بعد انفصال الجنوب، وقال إن أعضاء كثيرين في الكونغرس يعتقدون بذلك.
وفي التفاصيل، رجحت مصادر مطلعة ان يزور غريشن السودان في الثالث من مايو (آيار) المقبل، وتنتظر الخرطوم ان يحمل المبعوث الاميركي معه هذه المرة اقتراحات حول العلاقات الثنائية مثل رفع العقوبات، وشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية لللارهاب، وترفيع مستوى العلاقات الدبلوماسية وفك الحجز على بعض الأصول السودانية في الولايات المتحدة. ويتوقع ان تدوم زيارة غريشن للسودان مدة اسبوع يجري خلالها محادثات مع مسؤولين حكوميين في الخرطوم كما سيجري محادثات في جوبا مع حكومة الجنوب.
وفي تطورات الأزمة الانسانية في دارفور ذكر ان السيناتور كيري دعا للى رفع طاقة العمل الانساني في دارفور بنسبة مائة بالمائة، وذلك بزيادة عدد المنظمات التي تعمل هناك، مع امكانية ملء الفراغ الذي نتج عن طرد السودان ل 13 منظمة انسانية ، بمنظمات اميركية. وفي موضوع ذي صلة قال اندرو ناتيوس المبعوث الاميركي السابق خلال ندوة نظمت في جامعة جورج تاون في واشنطن إن هدف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هو فصل الجنوب سلمياً عام 2011 (موعد تنظيم الاستفتاء) ثم بعد ذلك الشروع في حل مشكلة دارفور. وتوقع في حالة عدم تنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب، وحل قضية الحدود والنفط في أبيي، اندلاع حرب بين الشمال والجنوب، وفي تقديره انه لا يوجد جيش قوي بالشمال الآن بسبب خشية الحكومة من الانقلابات ، ولم يعد هناك سوى سلاح الطيران.
وقال ناتيوس إن الإدارة الأميركية ستستخدم موضوع المحكمة الجنائية كورقة ضغط على النظام، وإذا اختار الرئيس باراك اوباما التفاوض مع الحكومة السودانية سيواجه معارضة شديدة من الكونغرس الذي يفضل المواجهة. وعليه أن يقنع الكونغرس بالتسوية التي يصل إليها مع النظام السوداني، وإذا تمت تسوية سياسية وفصل الجنوب، سيقبل الكونغرس بذلك، على حد اعتقاد.
وقال ناتيوس إن إعادة النازحين في دارفور إلى أراضيهم ليس سهلاً لأن ملشيات الجنجويد استولت على الأراضي، لذلك يجب أن يكون موضوع حل نزاعات الأراضي جزءً من التسوية السلمية في الاقليم. وعبر عن اعتقاده بان الحكومة لجأت إلى تجنيد أفراد قبيلة عربية، وقررت التطهير العرقي في الإقليم، وقال هناك صور جوية تبين القرى والمناطق التي تم حرقها ولا يمكن للحكومة إنكارها.