أنقرة: أردوغان يجري تعديلات حكومية بعد نتائج الانتخابات المخيبة للآمال

أرمينيا تحيي ذكرى «إبادة» 1915 لكن من دون انتقاد تركيا

مجموعة من الأرمن يضعون الزهور على النصب التذكاري الدال على الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على أيدي الأتراك في يريفان أمس (أ.ف.ب)
TT

قال مصدر في الحكومة التركية أمس، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعتزم أن يعلن في الأيام المقبلة تعديلا وزاريا يعتبر ضروريا لإعادة إنعاش الحزب الحاكم بعد نتائجه الضعيفة في الانتخابات الشهر الماضي. وذكر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز» أن أردوغان لم يحدد بعد موعدا لتقديم قائمة بالتعديل للرئيس التركي عبد الله غل. ورفض المصدر تحديد الوزراء الذين سيتركون مناصبهم. ومن غير المتوقع أن تؤدي التعيينات إلى تغيير كبير في السياسات الاقتصادية لتركيا التي تطمح في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وتتعرض لضغط من أجل إبرام صفقة مع صندوق النقد الدولي لمساعدتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية. وقال المصدر: «لا نتوقع أي موعد مع الرئيس حتى يوم الأحد على الأقل». وتوجه غل أمس إلى بلغاريا في زيارة رسمية. وتكهنت وسائل الإعلام التركية بأن وزير الاقتصاد محمد سمسك ربما يفقد منصبه بعدما تعرضت الحكومة للنقد من جماعات الأعمال، لفشلها في التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد عدة أشهر من محادثات مطولة. وتكهنت صحف أيضا بأن أحمد داود أوغلو كبير مستشاري أردوغان للسياسة الخارجية قد يتولى منصب وزير الخارجية. وقد اضطلع داود أوغلو بدور نشط في جهود وساطة تركيا في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية. وقال أردوغان بعدما خسر حزبه (العدالة والتنمية) أصواتا في الانتخابات المحلية التي أجريت الشهر الماضي إن هناك تعديلا وزاريا مطروحا على الطاولة. ولا يتوقع خبراء الاقتصاد تغييرا كبيرا في السياسات الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية، حيث تواجه تركيا انكماشا اقتصاديا شديدا. وقال سرحان سيفيك الخبير الاقتصادي بـ«نومورا إنترناشيونال بي ال سي»: «من سيتولى أي منصب أمر مهم بالطبع، لكن لا أعتقد أن خط الحكومة سيتغير.. ستكون هناك إشارات أقوى أو يجب أن تأتي إشارات أقوى بأن التيسيرات المالية السابقة للانتخابات سيكون لها مقابل على المدى المتوسط». وقد عززت الحكومة الإنفاق العام لتعزيز الاقتصاد المتباطئ، لكن خبراء الاقتصاد أعربوا عن قلقهم حيال عجز ميزانية آخذ في الارتفاع بصورة سريعة واحتياج الحكومة للاقتراض.

إلى ذلك، أحيت أرمينيا أمس، الذكرى الرابعة والتسعين «للإبادة» التي تعرض لها الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية، لكنها شددت على أن مسألة اعتراف تركيا بهذه الإبادة لن يكون عقبة أمام التقارب الجاري بين البلدين. وقال الرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان في بيان: «ليس هناك تقادم في الجرائم ضد الإنسانية، ولا في ذكرى الأفراد، ولا في التاريخ.. الأمر يتعلق بإحقاق العدالة التاريخية». وأوضح أن أرمينيا ستستمر في العمل للحصول على اعتراف دولي بالإبادة التي اعترفت بها فعلا فرنسا وكندا وسويسرا وبولندا. وشدد على أن «هذا التحرك غير موجه ضد الشعب التركي»، في الوقت الذي بدأت فيه عملية تقارب بين البلدين في الأشهر الأخيرة بعد سنوات من التوتر. وأوضح أن «اعتراف تركيا بالإبادة ليس شرطا مسبقا لإقامة علاقات ثنائية».

واتفق البلدان، الأربعاء، في هذه المرحلة المهمة، على «خارطة طريق» لتطبيع علاقاتهما خلال مباحثات تمت بوساطة سويسرا. وسمح ذلك بقيام الرئيس التركي بزيارة تاريخية ليريفان في سبتمبر (أيلول) 2008 بمناسبة مباراة لكرة القدم بين البلدين.

وأدت عمليات ترحيل وإبادة الأرمن بين عامي 1915 و1917 إلى مقتل مليون ونصف شخص بحسب الأرمن، في حين تقول تركيا إن عدد القتلى يتراوح بين 300 إلى 500 ألف. ودفعت بآلاف الأرمن إلى الفرار من شرق تركيا. ولا تقيم تركيا علاقات دبلوماسية مع يريفان منذ استقلال أرمينيا في 1991 بسبب خلافات حول هذه المجازر. والدليل على أن المسألة لا تزال تثير اهتمام الشعب الأرميني، توجه آلاف الأشخاص أمس إلى تلة قرب العاصمة يريفان لزيارة نصب تذكاري لضحايا المجازر. ويشارك عشرات الآلاف سنويا في إحياء ذكرى هذه المذابح، بينهم عدد من أرمن الشتات الذين يزورون يريفان خصيصا لهذه المناسبة. واعتبر عدد من المشاركين أنه لا ينبغي على أرمينيا إقامة علاقات مع تركيا طالما لم تعترف أنقرة بالإبادة.