أرمينيا تحيي ذكرى المذابح.. من دون أن تشترط على تركيا الاعتراف بها للتقارب معها

آلاف الأرمن يزورون النصب التذكاري للضحايا بعد 49 عاما على ارتكاب المجازر

TT

أحيت أرمينيا أمس الذكرى الرابعة والتسعين «للإبادة» التي تعرض لها الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية، لكنها شددت على أن مسألة اعتراف تركيا بهذه الإبادة لن تكون عقبة أمام التقارب الجاري بين البلدين. وقال الرئيس الأرمني سيرج ساركيسيان في بيان: «لا تقادم في الجرائم ضد الإنسانية ولا في ذكرى الأفراد ولا في التاريخ (...) الأمر يتعلق بإحقاق العدالة التاريخية». وأوضح أن أرمينيا ستستمر في العمل للحصول على اعتراف دولي بالإبادة التي اعترفت بها فعلا فرنسا وكندا وسويسرا وبولندا. وشدد على أن «هذا التحرك غير موجه ضد الشعب التركي» في الوقت الذي بدأت فيه عملية تقارب بين البلدين في الأشهر الأخيرة بعد سنوات من التوتر. وأوضح أن «اعتراف تركيا بالإبادة ليس شرطا مسبقا لإقامة علاقات ثنائية». واتفق البلدان الأربعاء الماضي في هذه المرحلة المهمة، على «خارطة طريق» لتطبيع علاقاتهما خلال مباحثات تمت بوساطة سويسرا. وسمح ذلك بقيام الرئيس التركي عبد الله غول بزيارة تاريخية ليريفان في سبتمبر (أيلول) 2008 بمناسبة مباراة لكرة القدم بين البلدين.

وأدت عمليات ترحيل وإبادة الأرمن بين عامي 1915 و1917 إلى مقتل مليون ونصف مليون شخص بحسب الأرمن، في حين تقول تركيا إن عدد القتلى يتراوح بين 300 و500 ألف. ودفعت بآلاف الأرمن إلى الفرار من شرق تركيا. ولا تقيم تركيا علاقات دبلوماسية مع يريفان منذ استقلال أرمينيا في 1991 بسبب خلافات حول هذه المجازر.

والدليل على أن المسألة لا تزال تثير اهتمام الشعب الأرمني، توجه آلاف الأشخاص الجمعة إلى تلة قرب العاصمة يريفان لزيارة نصب تذكاري لضحايا المجازر. ويشارك عشرات آلاف سنويا في إحياء ذكرى هذه المذابح بينهم عدد من أرمن الشتات الذين يزورون يريفان خصيصا لهذه المناسبة.

واعتبر عدد من المشاركين أمس أنه لا ينبغي على أرمينيا إقامة علاقات مع تركيا ما لم تعترف أنقرة بالإبادة. وتساءلت أربي غليشيان، وهي متقاعدة في الثانية والسبعين من العمر: «كيف يمكننا إقامة علاقات ودية إذا كنا نحيي سنويا في هذا الجانب من الحدود ذكرى الإبادة وفي قلوبنا حسرة الظلم في حين تنفي تركيا في الجانب الآخر من الحدود هذه الوقائع؟».

لكن بحسب محللين فإن عددا كبيرا من الأرمن يدعمون في الواقع جهود حكومتهم لاستئناف الحوار مع تركيا آملين أن يضع فتح الحدود حدا لفترة طويلة من العزلة الاقتصادية المفروضة على بلادهم.