مصادر ملاحية في البصرة: الغوارق وتراكم الترسبات في شط العرب يعطلان ميناء المعقل

مدير الميناء لـ«الشرق الأوسط»: المشكلة لن تُحل ما لم تنظف إيران جانبها من الشط

TT

قال مصدر حكومي في الشركة العامة لموانئ العراق، إن استمرار وجود الغوارق وتراكم الترسبات في شط العرب، أسهما في تعطيل ميناء المعقل المطل عليه، الذي يعد واحدا من أقدم الموانئ في منطقة الخليج العربي، وبالتالي عدم قدرته على استقبال السفن والبواخر الكبيرة، مما عرقل نشاطه الاقتصادي في الاستيراد والتصدير منذ ما يقارب 29 عاما. وقال الكابتن علي ناصر العيداني، مدير ميناء المعقل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تراجع دور الميناء التجاري، الذي شيده البريطانيون عام 1916، منذ عام 1980 عند نشوب الحرب العراقية الإيرانية، نتيجة كثرة البواخر والزوارق والقطع البحرية الغارقة في شط العرب، وانعدام أنشطة حفر الترسبات، التي زادت تراكما، جعلت الغاطس البحري فيه قليلا لا يستوعب البواخر الكبيرة والمتوسطة». وتعد معضلة انتشال الغوارق من مجرى شط العرب في محافظة البصرة من أهم المشاكل، التي تمنع الشط من استرداد عافيته كممر ملاحي ذي أهمية اقتصادية كبيرة، إذ تبدو البواخر الغارقة فيه للناظر من بعيد كالحيتان الضخمة الجانحة، منها متكئة على الجنب، فيما لم يظهر من أخريات غير قمار القيادة بارزة كزعنفة ظهر الحوت أو سنام الجمل، وهي أشبه بجبل الثلج، ومنها ما استقر في الأعماق. وكشف العيداني عن وجود حلول لهذه المشكلة تلوح في الأفق، منها ما يدرس حاليا في أروقة وزارة النقل على منح الغوارق للشركات العالمية القادرة على انتشالها، أو توقيع عقود مع شركات أخرى لتنظيف الشط، مؤكدا على «تداخل هذه القضية مع الجانب الإيراني، حيث يبدأ شط العرب مناصفة مع إيران من جزيرة أم الرصاص (30 كم جنوب البصرة)، التي يقابلها ميناء المحمرة الإيراني، وحتى رأس البيشه، حيث يصب شط العرب في الخليج العربي، وان بعض الغوارق تقع في القسم الإيراني، من الشط وبالتالي تبقى المشكلة معلقة، ما لم يقم الجانب الإيراني بتنظيف المنطقة، التي تقع بمسؤوليته وانتشال الغوارق فيها، باعتباره ممرا ملاحيا للجانبين، وهو ما لم يتحقق حتى الآن منذ 29 عاما لأسباب غير معروفة». وقال عبد الكريم البصري، مدير وحدة إعلام الشركة العامة للموانئ العراقية، «تبلغ أعداد الغوارق الموجودة حاليا أكثر من80 غارقا، تمتد من جسر خالد في شمال ميناء المعقل، الى نهاية الميناء العميق في قناة خور عبد الله، حتى خور الزبير، وهي على أنواع وأحجام مختلفة، منها غوارق يصل وزن الواحدة منها ما بين عشرة آلاف وأربعة عشر ألف طنا في مجرى شط العرب، وبعضها بوزن 200- 2100 طن، وفي الممرات الملاحية الأخرى  يصل ارتفاعها ما بين (20-30م) وبطول 150م». وأضاف البصري، أن: «خطورة الغوارق تكمن في المناطق التي توجد فيها، حيث هناك العشرات من هذه الغوارق تتركز في ثلاث قنوات رئيسية، هي قناة شط العرب وقناة خور عبد الله وقناة خور الزبير، وتسبب وجودها في هذه الأماكن المهمة والحساسة في تردي الأعماق البحرية، وضعف السلامة البحرية، وارتفاع بورصة التأمين العالمي على الموانئ العراقية، وعزوف شركات الملاحة العالمية عن دخول موانئنا، باعتبارها مناطق غوارق خطرة».