الفلسطينيون يرون في زيارة البابا لمخيم عايدة بعدا يدعم حق العودة

سيمر من بوابة الجدار إلى بيت لحم بعد أن يزور قبة الصخرة

TT

تنهمك بلدية بيت لحم، في إعادة تأهيل شوارع وساحات مدينة بيت لحم، التي يفترض أن يمر بها بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، في 13 مايو (أيار) المقبل، في زيارة يراها الفلسطينيون دينية وسياسية وتاريخية. وستشمل زيارة البابا إضافة لبيت لحم، مخيمها «عايدة» والقدس والناصرة. في ساحة كبيرة في مدخل مخيم عايدة، قرب الجدار الفاصل شمال بيت لحم، الذي سيعبر البابا بوابته الكبيرة، من القدس لبيت لحم، التي لا تفتح للفلسطينيين، وتحت نصب لمفتاح العودة، يعمل كذلك متطوعون ليل نهار، لتجهيز الساحة التي سيستقبل فيها «الضيف الكبير». وقال الدكتور فكتور بطارسة، رئيس البلدية لـ «الشرق الأوسط» «إن الزيارة مهمة لفلسطين وبيت لحم.. ولها بعدان، الأول ديني، والثاني سياسي، برغم أن البعد السياسي غير معلن من قبل».

ويرى بطارسة، أن البعد الديني يتجلى في زيارة البابا للكنائس المسيحية. أما البعد السياسي فيتجلى في زيارته لمخيم عايدة المحاصر بالجدار. وأضاف بطارسة، «زيارته للمخيم ستكشف كيف أن الشعب الفلسطيني محاصر، وهي تعطي رسالة أخرى مفادها أن من حق اللاجئين أن يعودوا لديارهم».

ومن المفارقات أن لقاء البابا برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الناصرة، في 15 أيار المقبل يصادف اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون يوم النكبة. وهون وديع أبو نصار الناطق الإعلامي لزيارة البابا من هذه «المصادفة». وقال، «لا يوجد أي قصد أو معنى لتاريخ الاجتماع.. لقد جاء بالصدفة، كما أن قداسته يهتم بموضوع اللاجئين حيث سيزور مخيم عايدة».

وقال عيسى قراقع، النائب في المجلس التشريعي، ورئيس لجنة استقبال البابا في المخيم، لـ «الشرق الأوسط»: «مجرد زيارته للمخيم، تعني أنه يعترف بمعاناة الشعب الفلسطيني، وبحق العودة». وأضاف «بزيارته للمخيم يعلن أنه يتضامن مع معاناة اللاجئين». وأضاف «سيكون البابا قرب الجدار والبرج العسكري، وسيطلع على الإجراءات العنصرية الاحتلالية التي حولت فلسطين إلى معازل وكانتونات».

وكان الجيش الإسرائيلي، قد حظر أول من أمس، استمرار الاستعدادات لاستقبال البابا، واقتحم الجيش الإسرائيلي الساحة التي يجري العمل بها لاستقبال البابا.

وقال المسؤول الإعلامي للجنة الاستقبال في المخيم منجد جادو، في بيان، «إن الجنود الإسرائيليين أوقفوا العمال عن العمل، وأبلغوا مدير المخيم بضرورة أن يحصل أي مشروع أو بناء أو ترميم في المنطقة على تصريح من سلطات الاحتلال، بدعوى أن المنطقة هناك مصنفة منطقة c (أي خاضعة للسيطرة الإسرائيلية)». وقال محافظ بيت لحم صلاح التعمري إن محاولة إسرائيل تعطيل العمل في الساحة تهدف إلى تعطيل إنجاز الموقع الذي سينقل قصة الشعب الفلسطيني إلى العالم.

وقبل أن يذهب إلى بيت لحم، سيزور البابا مقر البعثة البابوية في القدس ويلتقي مع قيادات وزعامات دينية وروحية، وسيزور في اليوم التالي قبة الصخرة، حيث يلتقي مع 15 شخصية إسلامية. وقال عزام الخطيب، رئيس هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ «الشرق الأوسط»، «إن الوفد الإسلامي سيشرح له (البابا) ما يتعرض له المسجد الأقصى والقبة والقدس، وسيناشدونه كأكبر شخصية دينية مسيحية في العالم بالعمل من أجل السلام العادل».

واعتبر الخطيب أن زيارة البابا للأقصى، تدعم التعايش الإسلامي المسيحي وتدل على اهتمام بالإسلام. لكن البابا لن يكتفي بزيارة الكنائس، وقبة الصخرة، إذ سيزور أمكان دينية يهودية كذلك، ويلتقي الحاخامات الأكبر لإسرائيل. وأكد أبو نصار «أن الزيارة تهدف لتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان».

وستكون الصلاة الأهم بالنسبة للبابا، في ساحة كنيسة المهد، مسقط رأس السيد المسيح، وسيصلي البابا لمدة ساعتين في ساحات الكنيسة بحضور عدد كبير من المصلين. وسيزور البابا في بيت لحم مشفى الكاريتاس للأطفال، بصحبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أن يتوجه إلى مخيم عايدة للاجئين، ويقضي ساعة كاملة.