ردود فعل متباينة تجاه سيدة فرنسا الأولى في إسبانيا

تفضل تقبيل ملكة إسبانيا على الانحناء أمامها وهذا لم تفعله مع ملكة بريطانيا

«ايل موندو» قالت إن الصحافة «اخترعت» مباراة في الأناقة غير موجودة تماما بين بروني والأميرة ليتسيا (رويترز)
TT

ماذا ترتدي؟ من الذي صمم لها حقائبها ومجوهراتها؟ ما طول مقاس حذائها؟ كيف ستحيي ملك إسبانيا وكيف ستظهر محبتها لزوجها؟

لم تتجاهل وسائل الإعلام الإسبانية أمس الثلاثاء أية تفاصيل عن حياة كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارتهما التي استغرقت يومين لإسبانيا والتي انتهت أمس الثلاثاء.

وقد أعطى سحر المغنية وعارضة الأزياء الشهيرة السابقة للإسبان فرصة للراحة من أحاديث البطالة والإرهاب وغيرها من المشكلات التي جاء ساركوزي من فرنسا خصيصا لمناقشتها.

لكن لم يكن الجميع سعداء.

وقالت صحيفة «الباييس» واصفة السيدة الفرنسية الأولي «بروني تعيش على ممشي عرض دائم. هي أنيقة، لكنها ليست طبيعية حقيقة».

كتبت القاصة انجيليس كاسو عشية زيارة بروني «لا أملك إلا أن أشعر بغضب شديد عندما أراها» ذلك أنه بعد عقود من الكفاح من أجل المرأة كي يعترف بها كمخلوق مثقف محترف وقادر «نظل مخلوقا ديكوريا إلى جوار سوبرمان».

كان من المقرر أن تستغرق المحادثات بين ساركوزي ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو ساعات قلائل فقط، بينما حجز اليوم بأكمله للاحتفالات الرسمية والأنشطة الثقافية، بحيث تسمح للكاميرات بتصوير ابتسامة بروني الساحرة وهي تمسك بيد زوجها على الطريقة الباريسية.

وساركوزي الذي يواجه اضطرابات ومشكلات في الداخل، استفاد من شهرة زوجته على أفضل ما يكون، وسمح لها بمغازلة الكاميرات كلما تيسر لها ذلك، حسبما ذكرت صحيفة «الباييس».

ولم يتساءل منتقدون عن مواهب الغناء لدى بروني، بل عن دورها كرفيقة لساركوزي وعن دورها كعارضة أزياء سابقة وصلت إلى الصدارة، وهي صفة أعطتها شخصية سينمائية بالمقارنة مع الزوجين الملكيين الإسبانيتين أو زوجة ثاباتيرو كما كتب معلقون.

ولم يدر بخلد أي أحد أن يقارن «الملكة المصممة» بروني مع الملكة صوفيا التي مضي على وجودها على العرش الإسباني 34 عاما.

وفضلت السيدة الفرنسية الأولى تقبيل ملكة إسبانيا صوفيا على الانحناء أمامها، لدى وصولها إلى مطار مدريد. وقبلت زوجة الرئيس الفرنسي الملكة صوفيا على وجنتيها مرتين، الأولى لدى وصولها وزوجها إلى قصر باردو، حيث تمت استضافتهما، والثانية قبل مأدبة الغداء في قصر ثرثويلا، مقر العائلة المالكة في إسبانيا.

لم يخف هذا التفصيل على العديد من الصحافيين الذين أتوا لتغطية وصول الرئيس الفرنسي وزوجته، وكانوا يتساءلون إن كانت كارلا بروني ساركوزي ستكرر الانحناءة التي قامت بها أمام ملكة إنجلترا في لندن في مارس (آذار) 2008، وجابت صورها العالم بأسره.

بتحيتها هذه، لم تخالف بروني ـ ساركوزي البروتوكول الإسباني الأكثر ليونة مما هو عليه في البلاط البريطاني. وقال الناطق الرسمي باسم العائلة الإسبانية المالكة لوكالة «فرانس برس»: «الانحناءة ليست فرضا، بل عادة يعتمدها البعض».

وقد وضع القصر الملكي الإسباني بعض القيود على نجومية بروني، ويتردد أنه رفض كسر البروتوكول لترتيب اجتماع خاص لها مع ليتسيا كانت قد طلبته.

لكن الصحافة «اخترعت» مباراة في الأناقة غير موجودة تماما بين بروني، 41 عاما، والأميرة ليتسيا، 36 عاما، بحسب صحيفة «ايل موندو». كتبت سيدة تدعى باتريشيا في منتدى على الإنترنت تقول «تكسبت بروني من جمالها، بينما جاءت مذيعة التلفزيون السابقة من «مستوى مختلف».

وقبلت السيدة الفرنسية الأولى الأميرة ليتيثيا، زوجة ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي، على وجنتيها أيضا في لقاء انتظرته الصحافة الإسبانية بشغف كونها اعتبرته «منافسة في الأناقة والجمال».

وكثرت التعليقات على الثوبين اللذين ارتدتهما السيدة الفرنسية الأولى في الصباح، ثوب أسود قصير فوقه بوليرو أبيض من تصميم عز الدين علايا، وثوب بنفسجي غامق قصير بأكمام طويلة مع حذاء أسود بكعب قليل الارتفاع، كما تمت مقارنتهما مع ثوب الأميرة ليتيثيا التوتي اللون وحذائها ذي الكعب العالي جدا. والتقطت عدسات المصورين صورا كثيرة للسيدتين وهما تصعدان جنبا إلى جنب درج مدخل قصر ثرثويلا.

وقد نظم القصر الملكي حفل عشاء على شرف الثنائي الرئاسي الفرنسي الذي كان مناسبة أخرى للمقارنة بين كارلا وليتيثيا، إنما هذه المرة مرتديتين الثوب الطويل.

بيد أن غالبية المشاركين أحبوا عارضة الأزياء وعلقوا على أسلوب المرأتين ووقفوا مع هذا الجانب أو الجانب الآخر. كتبت صحيفة «لا فانجوراديا» عشية الزيارة تقول إن الزوجين الفرنسيين «كانا نجمين عكسا غالبية المشاعر المتأججة لعصرنا: إلى السلطة والطموح والتصميم والإحساس بالمشهد والقبول الصريح بالمخاطرة».