استيراد أغطية رأس من البرتغال للمسلمات في هولندا لحضور عيد الملكة

ملصقات تحمل صور أوباما وبوتين وساركوزي

تنظم سهرات غنائية وموسيقية في أكبر الميادين في مختلف المدن الهولندية ويكون اليوم التالي عطلة في البلاد («الشرق الأوسط»)
TT

الاحتفال بعيد الملكة الموافق 30 أبريل (نيسان) من كل عام استعدت له هولندا على كل المستويات، واعتادت المدن تنظيم احتفالات وسهرات بهذه المناسبة، إلا أن الملكة تختار مدينة أو أكثر لمشاركة الجماهير في الاحتفالات، والتي تتضمن تنظيم سهرات غنائية وموسيقية في أكبر الميادين في مختلف المدن الهولندية وبخاصة المدن الكبرى، ويكون اليوم التالي دائما عطلة في البلاد.

وهذا العام ستتمكن المسلمات في مدينة هارلم من الاحتفال بعيد ميلاد الملكة بارتداء أزياء مناسبة لهن، إذ تقوم مجموعة من الطلاب بتوزيع أكثر من 5000 غطاء رأس برتغالي يوم بعد غد الخميس لتعزيز روح التسامح في مملكة هولندا.

وستمكّن هذه الأغطية المسلمات من التعبير عن ولائهن لعقيدتهن وللملكة أيضا. وقال الطالبان اللذان ابتكرا هذه المبادرة إنهما منزعجان من الإثارة الغوغائية في حقل السياسة وفي المجتمع حول ارتداء غطاء الرأس.

يُشار إلى أن تمويل شراء هذه الأغطية، الذي كلف ثلاثة آلاف يورو، قد تم جزئيا من قِبل مجلس مدينة هارلم دُفعت للطالبين صاحبي المبادرة. وحسب ما ذكرت إذاعة هولندا العالمية، تدعو أمستردام في الوقت الحالي الناس من جميع أنحاء العالم إلى حضور احتفالات عيد الملكة يوم بعد غد الخميس، الذي يحتفل به مئات الآلاف من الناس الذين يرتدون الأزياء البرتقالية. لكن ليس كل الناس راضين عن حملة الملصقات التي تجيء مع إطلاق هذه الدعوة.

وقد عرضت المدينة لوحات إعلانية كبيرة للترويج لفعاليات الاحتفالات خلال حملتها التسويقية الطويلة «أنا أمستردام» "I Amsterdam"، ومع استخدامها لشعار «30 أبريل: أفضل احتفال في العالم»، صورت الحملة الدعائية لهذه الاحتفالات وجوه قادة العالم بالفوتو شوب مع صور مخزونة للاحتفالات السابقة لأعياد ميلاد الملكة في العاصمة الهولندية. ويعرض أحد الملصقات امرأة ترتدي القليل من الملابس وتعتمر شعرا مستعارا كثيفا برتقالي اللون، وترفع يديها إلى أعلى في مزاج احتفالي.

ربما بدت الصورة كأي صورة في احتفال عادي، ما عدا أن وجه المرأة استُبدل به وجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وهناك أيضا ملصق لرجلين تبدو عليهما السعادة، يرتديان أوشحة من الريش البرتقالي في شكل الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني. وقال شارلس فان رينيسي مدير شركة «أمستردام بارتنرس»، المسؤولة عن تنفيذ حملة "أنا أمستردام"، إنه يلمس أوتارا حساسة باستخدامه هذه الوجوه الشهيرة. وقد ورد بالفعل رد فعل سلبي من معسكر ساركوزي: «تسلمنا ردا من السفارة الفرنسية، وقالوا إن ذلك سيضر بصورة السيد ساركوزي. لا يرغبون في تصويره بوشاح برتقالي».

وملصق آخر تعرض لانتقادات حادة، وهو الذي يصور رجلين يرتديان تيشيرتين يحملان شعار «قبلني، أنا سكران!». وقد أُعطي الرجلان ـ اللذان كانا يتمشيان في أحد شوارع أمستردام ـ وجهي كل من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد تم سحب هذا الملصق من الحملة. ويعترف رينيسي بقوله: «سألنا السياح عن رأيهم حول حملتنا، قالوا إنها ممتعة ومرحة وخلاّقة حقا، لكنهم قالوا: شعار (قبلني، فإنا مخمور) قد تجاوز الحدود بعض الشيء. فمن المعروف أن بوتين لا يتناول الكحول، فهل من الممكن تصويره في تيشيرت مكتوب عليه عبارة (قبلني أنا سكران)؟».

ما إذا كانت هذه الحملة ستجتذب بالفعل المزيد من الزوار الأجانب إلى أمستردام يوم الخميس أمر ستجيب عليه الأيام، فاللوحات البرتقالية لا توجد إلا في أمستردام. لكن من الممكن أن تكون مساعِدة للذين يزورون أمستردام غير مستعدين في ذلك اليوم: «سيدهشون تماما عندما يصلون إلى المحطة المركزية ويرون جميع هؤلاء الناس وهم يرتدون أزياء برتقالية، ويعزفون الموسيقى ويغنون في الطرقات. نحن نحتفل بالحرية، بالتسامح، وندعو العالم لمشاركتنا. إنه جو فريد سيتذكرونه دائما»، قال رينيسي. لذلك توقع مجيء زوار من جميع أنحاء العالم ومن جميع الفئات والطبقات إلى أمستردام يوم 30 أبريل (نيسان)، لكن لا تتوقع أن تعتمر هيلاري كلينتون شعرا مستعارا، أو بيرلسكوني وهو يرتدي وشاحا من الريش البرتقالي.