عرائس مغربيات من دون عرسان

ابنة الصحراء تستقطب الأضواء تحت شعار «الرباط عاصمة الصناعة التقليدية»

عروس الصحراء في موكب العرائس بالرباط («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت شوارع مدينة الرباط مؤخرا، لأول مرة، موكبا استعراضيا لعرائس مغربيات، قدمن من مختلف مناطق البلاد، مرتديات أبهى حللهن، وقد جلسن فوق عربات تجرها الخيول، تحفهن ملامح الفرحة والابتهاج، بينما كن يوزعن ابتساماتهن بسخاء على الجمهور الذي وقف على الرصيف ملوحا لهن بالتهنئة. وتحولت ساحة البريد الرئيسية، وسط العاصمة، إلى لوحة حية كبيرة تعكس الأجواء التي تجري فيها حفلات الزفاف بالمغرب بكل طقوسها الغارقة في الفرح الشعبي التلقائي، إذ إن لكل منطقة طريقتها وتقاليدها المميزة في الاحتفال بـ«ليلة العمر»، التي يطبعها الكرم، ويطول فيها السهر إلى ساعة متأخرة من الليل. بيد أن مشهد العرائس الـ16 جالسات وحدهن في العربات، كان يدعو إلى التساؤل، رغم كل مظاهر البهجة والاحتفال المحيطة بهن، وسط زغاريد «النكافات» (المزينات)، وهتافات النسوة، وإيقاعات الموسيقى المنبعثة من المنصة، التي نصبت في ساحة البريد، ومن الأجواق الموسيقية الشعبية التي صاحبت الموكب في مختلف نقاط عبوره، مرفقا بمجموعة من الفارسات الممتطيات لظهور الخيل، والملوحات ببنادقهن في الهواء. وقال عبد العالي الودغيري، رئيس غرفة الصناعة التقليدية للرباط، المنظمة للتظاهرة مع مندوبية وزارة الصناعة التقليدية، وبشراكة مع ولاية جهة (منطقة) الرباط، ومجلس الجهة ودار الصانع، لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه الخطوة ستتلوها خطوات أخرى، وسوف يكون العرسان حاضرين في الدورة المقبلة للموكب. وأشار إلى أن الهدف من وراء هذه التظاهرة الاحتفالية المقامة تحت شعار «الرباط عاصمة الصناعة التقليدية»، هو الاحتفاء بمهارة وحنكة الصناع التقليديين، الذين تنسج أصابعهم أعمالا في قمة الروعة والجمال، وضمنها ما تلبسه العرائس من فساتين وحلي، وذلك بهدف دعم وترويج المنتج الصناعي التقليدي المتوارث عبر الأجيال.

وأضاف الودغيري، أن برمجة التظاهرة يدخل في سياق العمل من أجل النهوض بالقطاع ضمن الإستراتيجية التي وضعتها الوزارة الوصية، والمتمثلة في رؤية 2015، الرامية إلى تنمية وإعادة هيكلة الصناعة التقليدية، لتنخرط بصفة أكثر فعالية في مسلسل النمو الاقتصادي للمغرب. وقالت أمينة، العروس الممثلة لمدينة تطوان (شمال) في موكب العرس، وهي طالبة جامعية، إنها تحس بفرحة لا حدود لها، وكأنها تعيش ليلة العمر حقا، رغم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مشاركة في استعراض احتفالي سرعان ما ينتهي، وتعود كل واحدة من العرائس المساهمات فيه إلى حياتهن اليومية العادية، علما أنهن كلهن ما زلن عازبات، ولم يطرق فارس الأحلام بعد أبوابهن، ليخطفهن إلى عش الزوجية.

ولوحظ أن وصول عروس الصحراء، الممثلة لأقاليم المغرب الجنوبية المشاركة في الموكب، استقطب انتباه أجهزة الإعلام الحاضرة، فسلطت عليها أضواء كاميرات التصوير بشكل لافت للنظر، وربما يعود ذلك الاهتمام الإعلامي للنزاع بشأن الصحراء، فيما ظلت العروس سعيدة بكونها في قلب الحدث، غير آبهة بأن ذلك قد يثير مشاعر الغيرة النسائية في نفوس زميلاتها العرائس.