المخاوف من إنفلونزا الخنازير مازالت تلقي بظلالها على الأسهم العالمية

النفط الخام يحوم حول 50 دولارا.. وقطاعات السوق تتراجع

TT

استأنفت أسهم الشركات العالمية مسلسل الهبوط الذي توقعه خبراء اقتصاديون في حال ازداد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير المميت، والذي لحق بأكثر من 16 بلدا حتى أمس. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس أصبح «منتشرا لدرجة يصعب فيها احتواؤه»، مما زاد من مخاوف المستثمرين لتظهر أعراضه في قطاع الطيران والنفط والتأمين التي اشتد الانخفاض في أسعارها في تداولات أمس. وشهدت أنحاء أوروبا جلسة متعافية طوال ساعات التداول، إذ تراجع مؤشر فوتسي 100 في لندن 1.51 في المائة قبل نهاية التداول، فيما كانت بورصة باريس تخطو الخطى نفسها بانخفاض قدره 1.31 في المائة عند الإغلاق. ولكن كانت بورصة فرانكفورت أقل خسارة لتزيح عن مؤشرها داكس 0.93 في المائة مقدرة بـ 28.70 نقطة. وانخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة نيويورك للأوراق المالية في ظل حالة الذعر التي أصابت العالم جراء تفشي الفيروس، وكانت قطاعات الطاقة والسياحة والمستشفيات الأكثر تضررا.

وانخفض مؤشر داو جونز القياسي 51.29 نقطة أي بنسبة 0.46 في المائة ليصل إلى 8025 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا بمقدار 8.72 نقطة أي بنسبة 1.01 في المائة ليصل إلى 857.51 نقطة، ولكن سرعان ما وجد بعض المكاسب في بداية التداول. تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي إلى ما دون 50 دولارا للبرميل أمس بعد هبوطها 2.7 في المائة اليوم السابق بفعل صعود الدولار والمخاوف من الآثار المحتملة لتفشي أنفلونزا الخنازير على الطلب على النفط.

وقد سارعت الحكومة في أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات للحد من الآثار لتفش محتمل لوباء الأنفلونزا بسبب فيروس جديد أودى بحياة 149 شخصا في المكسيك وانتشر إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.

وقدر البنك الدولي في عام 2008 أن تفشيا لوباء الأنفلونزا قد يتسبب في خسائر قيمتها ثلاثة تريليونات دولار، ويؤدي إلى هبوط الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة خمسة في المائة تقريبا. وأثر صعود الدولار ـ وهو ملاذ آمن وقت الشدة ـ على النفط والسلع الأولية الأخرى التي تهبط عادة عندما ترتفع العملة الأميركية.

وبلغ سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف لشهر يونيو (حزيران) في التعاملات الالكترونية لبورصة نايمكس عبر نظام جلوبكس 49.91 دولار للبرميل منخفضا 23 سنتا. وانخفض مؤشر نيكاي القياسي في بورصة طوكيو بنسبة 0.6 في المائة في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس مع تراجع أسهم شركات التصدير في أعقاب هبوط الأسهم في وول ستريت وسط مخاوف من تأثير الأنفلونزا السلبي على الاقتصاد.

وارتفع سعر الين بشكل عام أمس بسبب المخاوف المتعلقة بالاحتياجات الرأسمالية للقطاع المصرفي الأميركي التي وجهت صفعة قوية جديدة للمعنويات في السوق.

وهبطت الأسهم الأوروبية بأكثر من 2 بالمائة مما دعم الين الياباني الذي عادة ما يرتفع في أوقات تجنب المخاطر فارتفع إلى أعلى مستوياته في سبعة أسابيع أمام اليورو وإلى أعلى مستوياته في شهر أمام الدولار.

وارتفع سعر الدولار كذلك مع إقبال المتعاملين على العملات التي يعتبرونها ملاذات آمنة، في حين تعرضت العملات التي تعتبر عالية المخاطر مثل الدولار الاسترالي النيوزيلندي لضغوط.