قيادي في «العراقية» ينسحب.. ويؤكد: المشروع الوطني جمعنا بعلاوي.. وفرقنا «البعث»

البصري لـ«الشرق الاوسط»: لا ننسجم مع شخص يعيش حياته في الخارج ويدير القائمة عبر الهاتف

عراقي ينتحب وهو يضع الزهور على قبر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في تكريت أمس، واعتاد العراقيون الاحتفال بعيد ميلاده في مثل هذا اليوم (إ.ب.أ)
TT

انسحاب بعض النواب من الكتل والأحزاب التي دخلوا من خلالها للبرلمان العراقي ما زال مستمرا في الساحة السياسية العراقية التي ستشهد الكثير من المتغيرات قبيل الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث أعلن أمس النائب خير الله البصري انسحابه من القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي، متهما الأخير بأنه يدير شؤون القائمة «من خارج العراق وعبر الهاتف».

وقال البصري «ان الكثير انسحب قبلي وسيتبعني آخرون لان المشروع جمعنا بعلاوي وفرقنا التفاهم حول قضية حزب البعث». وكانت القائمة العراقية، بزعامة علاوي وهو بعثي سابق، قد توسطت في عمليات مصالحة مع بعثيين ودعت لاستعادة حقوق من لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب العراقي.

وقال البصري لـ«الشرق الاوسط» ان «أسباب انسحابي لا تختلف عن أسباب انسحاب الذين سبقوني، وهو عدم مقدرتهم على الانسجام مع الاملاءات التي تأتي من خارج العراق ودون الظهور على الساحة العملية، فلا نستطيع الانسجام مع إنسان يعيش كل حياته خارج العراق وتدار القائمة العراقية عبر الهاتف، فضلا عن وجود المواقف الحاسمة والهامة سواء كانت مواقف من الحكومة أو المهام الكبرى، أيضا تدار بالهاتف وبطريقة الإملاء، وهذا أمر لا ينسجم مع تطلعات أصحاب الكفاءات الذين يرفضون هكذا علاقة تسود القائمة العراقية».

وقال البصري ان الذين سبقوه هم مفيد الجزائري ومهدي الحافظ ومجيد حميد موسى وصفية السهيل، واضاف «هناك أعضاء تمردوا على أوامر علاوي فحينما تختلف رغبتهم مع علاوي فالرغبة الحاكمة ستكون للأخير لأنه يشعر انه صاحب الملكية للقائمة العراقية، وهناك غياب لروح الديمقراطية ومبدأ الاستشارة والرأي الناضج، وهذا أمر لا يمكن أن يكون له مكان بالقائمة، وهذا أدى إلى تفكير الكثير بالخلاص من هذه القائمة، كونهم وحتى الحاليين لا تعجبهم الكثير من المواقف، لكنهم بحالة من الصمت ربما يعبرون عن مواقفهم وقد يأتي يوم يعبرون فيه بصراحة، وأنا لا اعبر عن مواقفهم»، لكنه اضاف مؤكدا ان «الاختلاف بوجهات النظر لا يفسد للود قضية، علاوي اختلفنا معه وخرجنا، وكذلك اتفقنا على المشروع الوطني وهو الذي وحد بيننا لكن الذي فرقنا هو الموقف من حزب البعث».  وعن صحة المعلومات المتعلقة بفيدرالية البصرة وعن أنها سبب الانسحاب، قال البصري «فيدرالية البصرة كانت في ظرف من الظروف هي الموقف الطبيعي الحاكم بالنسبة للاتجاه الداعي لمشروع فيدرالية المحافظات الـ9، وهو مشروع خطير وطائفي يهدف إلى تقسيم العراق بشكل طائفي، فهنا أحارب بشكل قانوني ودستوري ونظامي هذا الأمر وارفع شعار فيدرالية أو إقليم البصرة من اجل الحيلولة دون الوقوع في خطر إقليم المحافظات التسعة، وهنا كان موقفي وطنيا لا يساوم وليس عليه أي غبار، أما إذا كانت مصلحة الوطن وهي الانسجام مع الحكومة وليس محاربتها، وان نفهم ما تعني المعارضة فهي بمثابة حكومة ظل وان يبقى الإنسان في الداخل ويعمل لأجل بلده من الداخل أما العمل من الخارج فهو مرفوض».

وكان مشروع اقليم البصرة قد طرح العام الماضي الا انه اخفق في اول خطوة له عندما لم يتم جمع الأصوات الكافية من سكان المدينة للموافقة على المشروع.

ومن جانبها، ردت عالية نصيف جاسم عن القائمة العراقية على تصريحات البصري، قائلة بأن القائمة العراقية دخلت لمجلس النواب بـ25 نائبا وحاليا بعد انسحاب البصري هناك 18 مقعدا.

واضافت «ان بعض الانسحابات حصلت في القائمة كانت على اساس مصالح شخصية او على اساس انتهاء العلاقة مثل موقف من القائمة لا ينسجم مع اراء الاخرين، وهنا من حق العضو الموافقة او العكس، اما فيما يتعلق بالبصري فهو كان دائما له اراء يبتعد فيها عن رأي القائمة وبخاصة الاخير المتعلق بفيدرالية البصرة، فالقائمة لديها الكثير من الملاحظات حول البصري وحاولنا التفاهم معه ونعيده للبرنامج الذي تتبناه القائمة وان الوضع الحالي لا يسمح بفيدراليات، كما ان البصري لديه تطرف ديني ومذهبي والقائمة العراقية تبتعد عن هكذا مواقف كونها تؤكد على البرنامج والمشروع الوطني، وايضا مع قرب موعد الانتخابات بدأت القائمة تبلور مواقفها وتفرز شخصيات القائمة التي من الممكن ان يكون لها موقع في الانتخابات القادمة، يبدو ان الشيخ البصري استشعر انه مستبعد من القائمة الجديدة وبالتالي اخذ هذا القرار المسبق واعتقد انه تسرع كثيرا بقراره».