الملك عبد الله بن عبد العزيز يدشن مشاريع صناعية جديدة في الجبيل بـ54 مليار ريال

بينها أكبر مشروع مزدوج في العالم لإنتاج المياه والكهرباء.. و174 مليار ريال إجمالي المشاريع تحت التنفيذ

خادم الحرمين الشريفين يتوسط أعضاء الهيئة الملكية في الجبيل لدى تدشينه مشاريع صناعية أمس (واس)
TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية أمس، عددا من المشاريع الصناعية والتنموية، أبرزها محطة إنتاج المياه والكهرباء المزدوجة التابعة لشركة «مرافق» التي تعد أكبر مشروع مزدوج في العالم لإنتاج المياه والكهرباء، وقامت بتنفيذه شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق)، باستثمار بلغ 12.6 مليار ريال، بالإضافة لمشاريع تنموية وصناعية باستثمارات بلغت 54 مليار ريال لكل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة مرافق وشركة سابك وشركات القطاع الخاص.

واعتبر الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، أن تدشين هذه المشاريع الصناعية يؤكد متانة الاقتصاد السعودي في ظل متغيرات اقتصادية عالمية حرجة. وأكد الأمير سعود بن ثنيان، أن المشروعات التي يجري تنفيذها في مدينة الجبيل الصناعية تقدر بـ174 مليار ريال، فيما تنتظر ينبع تدشين مشاريع عملاقة بينها مشروع (ينساب) الذي سيتم تدشينه في الفترة القادمة.

وبين أن المشاريع التي تم تدشينها مشاريع لشركة سابك ضمت توسعة لشركة «شرق وابن زهر» بـ22.8 مليار ريال، حيث أجرت الشركة توسعة لشركة «شرق» إحدى شركات «سابك» بـ18 مليار ريال، وتوسعة لشركة «ابن زهر» بـ4.8 مليار ريال، كما دشن خادم الحرمين الشريفين مشروع شركة «مرافق للإنتاج المزدوج» (الماء والكهرباء) الذي بلغت قيمة الاستثمارات فيه 12.6 مليار ريال، ودشن مشروع توسعة شركة «سبكيم» العالمية بـ7.5 مليار ريال، وشركة «الواحة» بـ4.13 مليار ريال وشركة «جسكو» بـ2.5 مليار ريال. كما دشن مشاريع للهيئة الملكية للجبيل وينبع تتضمن مشاريع للبنى التحتية ومرافق تعليمية وتدريبية بـ4.5 مليار ريال.

كما شمل حفل تدشين المشاريع عرضا لأبرز المشاريع التي سيتم تدشينها في مدينة الجبيل الصناعية في الفترة المقبلة، حيث تم عرض لشركة «كيان» التي يتوقع أن يتم تدشين مجمعها الصناعي عام 2010 حيث يضم 16 مصنعا باستثمارات قدرت بـ37.5 مليار ريال. وفي حفل تدشين المشاريع، ألقى الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع كلمة قال فيها «يعيش عالمنا اليوم أزمة اقتصادية حادة اتفق المختصون على أهمية دور الحكومات في كبح جماحها والحد من آثارها.. وفي بلادنا نلمس على أرض الواقع الأدلة والشواهد التي تؤكد الدور الفاعل للحكومة رعاها الله في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الحرص الكبير على الاستفادة القصوى من موارد الدولة عبر اعتماد أكبر ميزانية تنموية في تاريخ البلاد».

وقال ابن ثنيان إن الجبيل وينبع تشهدان الكثير من المشروعات العملاقة، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للمشروعات الجاري تنفيذها حاليا في مدينة الجبيل الصناعية أكثر من 174 مليار ريال، واعتبر تدشين الملك عبد الله أمس لمشاريع باستثمارات تبلغ 54 مليار ريال، أكبر تدشين في تاريخ الهيئة الملكية.

وأكد ابن ثنيان اهتمام الهيئة بتأهيل الكوادر الوطنية «الذي هو الهم الدائم لخادم الحرمين الشريفين»، حيث أخذت الهيئة على عاتقها مسؤولية تهيئة القوى البشرية إعدادا وتأهيلا وتدريبا لإدارة وتشغيل هذه المشروعات العملاقة.

وقال ابن ثنيان إن مدينة ينبع ستشهد مشاريع اقتصادية عملاقة مقبلة «في مقدمتها مشروع شركة ينساب، الذي يعد من أكبر المجمعات الصناعية على مستوى العالم».

وعقب حفل تدشين المشاريع قال الأمير سعود بن ثنيان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينتي الجبيل وينبع «تمتلكان ميزة نسبية يمكن أن تتضاعف في ظل الأزمة المالية العالمية مما يشكل فرصة استثمارية حقيقية بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن بلد مستقر اقتصاديا تتمتع أسواقه بالاستقرار»، مضيفا أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع «ضاعفت من استقطاب المشاريع في هذه الفترة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية»، نافيا «تقلص المشاريع أو تراجع الطلب على الأراضي في الجبيل 2».

وبين الأمير سعود بن ثنيان أن معظم المشاريع التي يتم استقطابها في الجبيل 2 هي مشاريع محلية بعضها تكون له شراكات أجنبية في مجالات التقنية فقط.

وأكد الأمير ابن ثنيان، أن كل ريال تصرفه الحكومة على البنى التحتية يوطن 15 ريالا، مبينا أن توسع الهيئة في مجال التدريب والتأهيل هو بهدف توفير قيادات شابة للمشاريع الصناعية العملاقة، ملمحا إلى أن الحكومة كما تستثمر في البنى التحتية لجذب الاستثمارات تستثمر في الإنسان لقيادة هذه الاستثمارات.

وكان المهندس محمد بن حمد الماضي رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» ألقى كلمة في الحفل الخطابي اعتبر فيها أن الدعم الحكومي لشركة «سابك» «مكنها من اجتياز حدودها الإقليمية إلى العالمية لتصبح من أكبر خمس شركات بتروكيماوية عالمية في فترة قياسية لم تتجاوز ثلاثين عاما».

وأوضح أن شركة سابك برهنت على متانة الاقتصاد الوطني بالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة.. مشيرا إلى أنها تعد إحدى دعامات الاقتصاد الوطني، مؤكدا قدرة الشركة في تجاوز هذه الأزمة أكثر قوة بما تملكه من إمكانات وأهمها القوى العاملة والمبادئ الراسخة التي كانت عونا لمنسوبي الشركة في كل الظروف.

وأكد الماضي اهتمام شركة «سابك» بتأهيل مواردها البشرية أفضل تأهيل. كما أنها تنفق الكثير على البحوث العلمية التي تعزز قدرتها التنافسية وتتعاون مع جميع الجامعات السعودية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالإضافة إلى مراكز أبحاثها المنتشرة حول العالم التي أثمرت آلاف براءات الاختراع ومئات المنتجات الجديدة المبتكرة ومن أهمها على سبيل المثال تطوير بلاستيك جديد بديل للزجاج في صناعات السيارات وبلاستيك جديد آخر يجعل السيارات أخف وزنا وأكثر قدرة.

وقال الماضي «إننا نقوم حاليا بتشييد مركز سابك للتطوير والمعرفة الذي يستهدف تأهيل قيادات سابك المستقبلية على جميع المستويات وفي كل الحقول المعرفية بالتعاون مع أعرق الجامعات المحلية والعالمية». وأكد أن «سابك» تحرص على الاضطلاع بدور بارز في مجال المسؤولية الاجتماعية وتنمية إسهاماتها في برامج خدمة المجتمع بما في ذلك إنشاء المعهد العالي للصناعات البلاستيكية في الرياض ومركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية ويقام في جامعة الملك سعود ودعم جمعية الأطفال المعوقين وجمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي وغير ذلك من المشروعات الحضارية والخيرية التي تجسد بها «سابك» انتماءها لمملكة الإنسانية.

كما ألقى ماهر الشرهان الرئيس التنفيذي لشركة «مرافق» كلمة أكد فيها أن شركة الجبيل للمياه والكهرباء التي دشنها خادم الحرمين الشريفين أمس «تصنف كأكبر مشروع مزدوج متكامل للمياه والكهرباء في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 2750 ميغاوات من الكهرباء و800 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا ستوفر خدمة الكهرباء لمدينة الجبيل الصناعية كما ستقدم خدمات المياه المحلاة لمدن المنطقة الشرقية».

وبين الشرهان أنه «تم الانتهاء من المشروع في وقت قياسي في أقل من 24 شهرا، مشيرا إلى أن التكاليف الإنشائية للمشروع الرئيسي والمشاريع المصاحبة له بلغت حوالي 16 مليار ريال بتمويل يعد الأكبر في المنطقة مما هيأه للحصول على جائزة المشاريع في الشرق الأوسط ومنطقة حوض المتوسط». وأفاد الشرهان بأن تدشين خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع وانطلاقة هذه المحطة وبداية الإنتاج هي تتويج لمسيرة الشركة الموفقة ولتنظم مشاريع إنتاج المياه والكهرباء لتتمكن من القيام بسد الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء والمياه خدمة للمواطن وللوفاء بالمتطلبات الصناعية والتجارية والسكنية فضلا عن توفير المئات من الفرص الوظيفية ومنح الكفاءات الوطنية الفرص كاملة لشغل هذه الوظائف وقيادة دفة هذه الشركة.

حضر حفل تدشين المشروعات التنموية الصناعية، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، ووزير المالية البحريني الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي الشيخ علي جراح الصباح، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصل أمس إلى الجبيل الصناعية، وكان في استقباله الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية ومحافظ الجبيل عبد المحسن بن محمد العطيشان ومدير عام الهيئة الملكية بالجبيل المهندس جاسم الحجي ونائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» المهندس محمد بن حمد الماضي وعدد من المسؤولين.