أوباما سيقوم بجولة شرق أوسطية في يونيو تشمل الأردن ومصر وإسرائيل وفلسطين

مصادر فرنسية: الرئيس الأميركي لم يحسم أمره بين الذين يدعونه للحذر وآخرين يدعونه لتحرك سريع

TT

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية وعربية متطابقة في باريس، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيبدأ جولة في الشرق الأوسط ابتداء من السابع من يونيو( حزيران) تقوده تباعا إلى الأردن ومصر وإسرائيل وفلسطين. وأكد مصدر رسمي في البيت الأبيض تعليقا على هذه الأنباء أن الرئيس أوباما «سيقوم بجولة في الشرق الأوسط خلال الصيف» بيد أن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قال لـ«الشرق الأوسط»: «سيعلن البيت الأبيض عن تفاصيل هذه الجولة عندما يقترب موعدها.. الآن لا يمكن أن نحدد تاريخا» بينما اكتفت مصادر موثوقة في واشنطن بالإشارة إلى أن الرئيس سيقوم بالجولة في الصيف. ويرجح أن تأتي جولة أوباما في المنطقة بعد أن يستقبل في واشنطن خلال الشهر المقبل كلا من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وفي وقت لاحق الرئيس المصري حسني مبارك، وكان أوباما استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كأول رئيس دولة عربية يزور العاصمة الأميركية، وقال أوباما إن الأمور لا يمكن أن تبقى من دون تحريك على أرض الواقع في الشرق الأوسط مشددا على حل الدولتين.

يشار إلى أن المبعوث الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل قام مؤخرا بجولة شملت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حين بدأ دينيس روس مستشار وزيرة الخارجية لمنطقة الخليج وجنوب غرب آسيا أمس جولة في المنطقة، وقالت الخارجية الأميركية إن جولة روس تدخل في سياق «التزام الولايات المتحدة بتجديد العمل الدبلوماسي في المنطقة والمشاورات الجارية مع الشركاء». وقالت الخارجية إن جولة روس تشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر ومصر. وسيرافق روس مديرة مجلس الأمن القومي بينت تالور وليوتنانت جنرال جون آلن نائب قائد القيادة الوسطى.

وفي باريس قالت مصادر فرنسية رسمية إن أمين عام البيت الأبيض رام إيمانويل أبلغ مسؤولين فرنسيين زاروا واشنطن مؤخرا أن أوباما سيلتزم قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل «قبل نهاية ولايته الأولى»، وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الشعور السائد في الاتحاد الأوروبي عن تعاطي الإدارة الأميركية مع ملف النزاع الشرق أوسطي هو «تعدد الأصوات والاتجاهات» مما يعني عمليا أن إدارة أوباما «لم تصل بعد إلى نهج واحد وواضح تسير على هديه».

وكشفت المصادر الفرنسية أن ثمة «عدة توجهات» تتنازع التأثير على الرئيس الأميركي، منها ما ينصحه بالحذر في التعاطي مع ملف «مكلف للإدارة على الصعيد السياسي الداخلي» ومنها ما يحثه على «التحرك بسرعة وفقء الدملة» المتمثلة بهذا النزاع من أجل إعطاء «إشارة قوية» على التزام أوباما التوصل إلى السلام سريعا في المنطقة. ومن بين الضالعين في الملف الشرق أوسطي، وصفت المصادر الفرنسية المبعوث الرئاسي جورج ميتشل بأنه «الأكثر حذرا» إذ إنه «أحجم حتى الآن» عن أي التزام «واكتفى بالاستماع».

وتترقب المصادر الفرنسية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس أوباما إلى فرنسا في الأسبوع الأول من شهر يونيو) حزيران ) القادم للمشاركة في احتفالات إنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية للتعرف بشكل أفضل على خطة تحركه في المنطقة في الوقت الذي يشدد الرئيس ساركوزي على أهمية الإسراع في التسوية وإعلان الدولة الفلسطينية العام الحالي.

وفي أي حال، تقول المصادر الفرنسية إن أوباما «سيكون مضطرا لكشف بعض أوراقه» خلال الجولة الموسعة التي سيقوم بها، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية وعربية متطابقة في باريس، إلى الشرق الأوسط، بدءا من السابع من يونيو التي ستقوده تباعا إلى الأردن ومصر وإسرائيل وفلسطين. ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن بكر بهذا الشكل بالتوجه إلى الشرق الأوسط والتأكيد على أنه أولوية رئيسية للدبلوماسية الأميركية. وتتخوف الأوساط الفرنسية من «المعارضة» الداخلية التي قد تواجه الرئيس أوباما في الكونغرس أو من أوساط مجموعات الضغط القريبة من إسرائيل وتجييش الرأي العام ضده في حال وجدت إسرائيل أن سياسته «تذهب بعكس مصالحها». وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سيزور باريس الأسبوع القادم في إطار جولة أوروبية هي الأولى من نوعها منذ تسلمه منصبه. وتنظر باريس بحذر إلى ليبرمان بسبب تصريحاته المتطرفة ورفضه حتى الآن القول علنا قبوله بدولة فلسطينية. كذلك تتوقع باريس مجيء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الفرنسية بمناسبة زيارته إلى واشنطن تلبية لدعوة الرئيس أوباما في إطار المشاورات التي سيجريها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وكذلك مع الرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية في مايو (أيار) القادم. ويحظى نتنياهو بنظرة مختلفة في قصر الإليزيه بسبب الصداقة التي تربطه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي لا يجد من المستحيل التوصل معه إلى اتفاق سلام «لأن المتشددين هم الذين صنعوا السلام في الشرق الأوسط». وتبدي المصادر الفرنسية «تألمها» للوضع الفلسطيني الداخلي وتحث القيادات الفلسطينية المختلفة على الإسراع في «ترتيب البيت الفلسطيني» قبل الاستحقاقات الدبلوماسية القادمة.