شاهد في قضية فتاة المحمودية: ما رأيته كان مجزرة.. حتى الإرهابي لا يفعلها

جندي أميركي سابق يواجه عقوبة الإعدام بتهمة قتل واغتصاب عبير الجنابي

TT

ذكر الادعاء أمام هيئة المحلفين أن الجندي الأميركي السابق ستيفن غرين المتهم بقيادة مجموعة من الجنود في عملية اغتصاب جماعي لفتاة عراقية وقتلها وعائلتها، تفاخر بعد ذلك بأن ما فعله كان «رائعا».

ويواجه الجندي غرين الذي يعتقد انه قاد المجموعة وطرد من الجيش قبل انكشاف الجريمة لأنه يعاني من «اضطرابات في الشخصية»، عقوبة الإعدام في محاكمة تجرى في كنتاكي.

وصدر حكم على ثلاثة جنود آخرين في الواقعة الفظيعة التي جرت في مارس (آذار) 2006، وتكشفت تفاصيلها المريعة خلال محاكمات الجنود الأربعة. وتبين أن خطة اغتصاب الفتاة قد تمت أثناء جلسة تناول خلالها الجنود الكحول وكانوا يلعبون الورق في نقطة تفتيش في المحمودية جنوب بغداد. وحكم على جندي رابع كانت مهمته تنحصر في المراقبة بالسجن مدة 27 شهرا.

وقال المدعي بريان سكاريت خلال إفادته الافتتاحية انه «من البداية كان ستيفن غرين يروي للناس ما فعله مع عبير (قاسم حمزة الجنابي) وعائلتها». وأضاف أن غرين «كان يتفاخر بما فعله، وكيف أن الأمر كان رائعاً».

وفيما كان الجنود يتناوبون على اغتصاب عبير (14 عاما) اصطحب غرين والدها وأمها وشقيقتها التي لا يتعدى عمرها الست سنوات إلى غرفة نوم وأطلق النار عليهم، حسب سكاريت. وأضاف سكاريت إن الجندي خرج من الغرفة وقال «إنهم جميعا موتى»، وقام باغتصاب الفتاة التي كانت تنتحب ثم أطلق النار عليها، وأشعل النار في جثتها لإخفاء الأدلة.

ووصف سكاريت الجنود بأنهم «همجيون مسلحون»، وطلب من هيئة الادعاء «تذكر هدف هذه المحاكمة ومغزاها». وأضاف أمام هيئة المحلفين المؤلفة من 15 امرأة وثلاثة رجال «المسألة ليست مسألة ملصقات (دعم الجيش) التي تضعونها على سياراتكم.. لكنها مسألة تتعلق بأسرة بريئة تعرضت لإرهاب هؤلاء الرجال الذين أرسلوا إلى هناك بهدف حمايتهم».

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فقد اقر محامي الدفاع عن غرين بأن الحادث كان «مأساة مروعة» إلا انه طلب من المحلفين الأخذ بالاعتبار الحياة التي كان يعيشها الجنود أثناء خدمتهم في «مثلث الموت».

وقال المحامي باتريك بولدين للمحلفين إن «اليوم العادي بالنسبة لهؤلاء الجنود بمن فيهم ستيفن غرين كان مليئا بالموت والدمار، وقلبت القواعد رأسا على عقب». مضيفا أن كتيبة غرين تعرضت لسلسلة من هجمات المسلحين.

وعرض بولدين للمحلفين شريط فيديو يتضمن تحية من غرين لعسكريين برتبة سيرجنت قتلا أمام عينيه عند نقطة تفتيش، ووصف كيف أن غرين طلب المساعدة عدة مرات مع تدهور الوضع. وأضاف «لقد واصلت القول للناس: اشعر أنني أريد قتل كل العراقيين، لقد كنت غاضبا ومنزعجا إلى هذه الدرجة». مشيرا إلى أن «أحدا لم يتابع المسألة».

وهاجم بولدين مرارا الجيش الأميركي لعدم قدرته على توفير الدعم الكافي للجنود، بمن في ذلك ترك غرين وأربعة جنود آخرين لوحدهم مدة 21 يوما، من دون مساعدة أو إشراف على نقطة تفتيش قرب منزل الجنابي.

وبعد ذلك تقدم شقيق الفتاة بشهادته وقال كيف انه عاد من المدرسة ليجد منزله، وقد اشتعلت فيه النار وعائلته وقد قتلت. ووقف محمد الجنابي الذي أصبح عمره الآن 15 عاما مع شقيقه الأصغر أمام المنزل، وهما يبكيان ولم يدخلا المنزل إلا بعد إزالة الجثث.

وقال محمد «لقد رأيت الدم على الجدران.. ورأيت قطعا من اللحم ودماغ والدي متناثرة في المكان». ووصف الشاهد مهدي الجنابي كيف انه وزوجته سارعا إلى النهر لحمل الماء لإخماد الحريق الذي اشتعل في جثة الفتاة بعد أن ابلغه الجيران بما حدث لعائلة ابن عمه، وكيف لم يتمكن من البقاء في المنزل من هول ما رآه. وأضاف بغضب إن غرين «قتل العائلة بأكملها ودمر مستقبل الأولاد. انه يعاني من مشاكل نفسية». وأضاف «ما شاهدته كان مجزرة وليس مجرد جريمة، حتى الإرهابي لا يفعل ما فعله».

ويواجه غرين 17 تهمة جنائية من بينها الاغتصاب والقتل وعرقلة العدالة. ويحاكم في محكمة مدنية بعد طرده من الجيش قبل ظهور الاتهامات. وبإمكان الجنود الآخرين الذين جرت محاكمتهم أمام محكمة عسكرية التقدم بطلب للإفراج المشروط عنهم بعد 10 سنوات.