ثاباتيرو بعد لقاء ساركوزي في مدريد: مبادرة إسبانية ـ فرنسية لعقد مؤتمر دولي للصومال

حركة «الشباب» تفرج عن موظفي إغاثة أوروبيين وتحظر عمل الصحافيات وتطلق صحافيين احتجزا لبثهما موسيقى

أعضاء فريق طبي يعالجون أمس صوماليا ألقي القبض عليه مع 9 آخرين للاشتباه في كونهم من القراصنة (رويترز)
TT

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو أمس، أن إسبانيا وفرنسا ستقترحان عقد مؤتمر دولي حول الصومال مع استمرار عمليات القرصنة. وقال ثاباتيرو في ختام قمة فرنسية ـ إسبانية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مدريد «لقد اتفقنا على اقتراح عقد مؤتمر دولي حول الصومال». وأضاف ثاباتيرو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ساركوزي، أن المؤتمر يرمي إلى «صياغة رد واسع لأعمال القرصنة التي يواجهها بلدانا ودول أخرى ليس فقط على المستوى الأمني والعسكري بل كذلك على المستوى السياسي والأمني والمدني لمستقبل هذا البلد».

ويحتجز القراصنة الصوماليون حاليا 16 سفينة على الأقل وأكثر من 250 بحارا بهدف الحصول على فديات. وتحدى القراصنة زيادة التواجد البحري الدولي، وصعدوا هجماتهم مع تحسن الأحوال الجوية حيث احتجزوا أكثر من 10 سفن في أبريل (نيسان) لوحده. وتفتقر الصومال إلى حكومة مركزية فعالة منذ العام 1991.

وطبقا لمكتب النقل البحري الدولي، فقد ازدادت هجمات القراصنة في المياه المقابلة للسواحل الصومالية عشرة أضعاف في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2008، حيث ارتفعت من ست هجمات إلى 61. ويعمل القراصنة المدججون بالسلاح على قوارب سريعة ويحتجزون أحيانا السفن لمدة أسابيع قبل أن يفرجوا عنها مقابل فديات كبيرة من المال تدفعها الحكومات أو مالكو السفن. وبدأت بعثة بحرية أوروبية اقترحتها كل من فرنسا وإسبانيا عملياتها قبالة سواحل الصومال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في مسعى لوقف هجمات القراصنة في خليج عدن الذي يعد من أكثر طرق التجارة نشاطا.

إلى ذلك أطلق مسلحون قبليون طبيبين أوروبيين من منظمة أطباء بلا حدود بعد احتجازهما 9 أيام في مكمن من منطقة ريفية قريبة من بلدة «ربطوري» بمحافظة «بكول» بجنوب غربي العاصمة الصومالية مقديشو. وأفاد مسؤولون محليون بأن سلاطين القبائل وقياديين من حركة «الشباب» توسطوا للإفراج عن الطبيب البلجيكي والممرضة الهولندية دون دفع فدية مالية، ولم يكشف بعد اسماهما.

العاملان المفرج عنهما يتبعان لمنظمة أطباء بلا حدود، وتم اختطافهما خلال رحلية برية بين منطقتي «ربطوري» و«حدر» حاضرة إقليم «بكول» في 19 أبريل (نيسان). وقال قيادي محلي من «الشباب» إنه سلم الموظفين إلى مسؤولى هذه المنظمة الطبية في بلدة «ربطوري» استعدادا لمغادرتهما إلى نيروبي بشكل سلمي. وبات الصومال المكان الأخطر في العالم لاصطياد عمال الإغاثة والمراسلين الصحافيين الأجانب. ولا تزال الصحافية الكندية أماندا ليندهوت والمصور الأسترالي نيغل جيفري برينان اللذان خطفا في 23 أغسطس (آب) الماضي، على الطريق الذي يربط مقديشو بافغوي على بعد 25 كلم غرب العاصمة قيد الاعتقال لدى خاطفيهما. ولا يزال أربعة موظفين أوروبيين في منظمة العمل لمكافحة المجاعة، وهي منظمة فرنسية غير حكومية، ومرشداهم الكينيان خطفوا في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) قيد الاحتجاز أيضا. لكن منظمات المساعدة لا تزال تحتفظ بوجود في الصومال الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا بسبب آثار الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأعمال العنف. إلى ذلك أفرجت الإدارة الإسلامية بمدينة «بيدوا» عن صحافيين صوماليين يتبعان لإذاعة محلية في تلك المنطقة، بعد أن كانا في السجن لأكثر من أسبوع كامل لبثهما عبر إذاعة «جوبا» ببيدوا أغاني موسيقية.