فوتوغرافي كردي يشارك في مهرجان إدنبرة للصور

جمال بنجويني: أحلامي لا حدود لها وأهوى المجازفة في التصوير

أحد أعمال المصور الكردي جمال بنجويني («الشرق الأوسط»)
TT

  على الرغم من قصر فترة عمله كمصور فوتوغرافي، إلا أنه تمكن خلال بضع سنوات فقط، من أن يغدو أحد أشهر المصورين المحترفين على المستوى العالمي، واقترن اسمه بالكثير من الأعمال الرائعة على أغلفة كبريات المجلات والصحف العربية والأجنبية في العالم. أصبح اسم المصور الكردي الشاب جمال بنجويني، 28 عاما، علامة فارقة في عالم التصوير الفوتوغرافي، لا سيما وأن الصور التي يلتقطها بعدسته التي لا تفارقه، تتسم بقدر كبير من الإحساس الفني الرفيع، وتعكس مزيجا من التفاعل بين الحرفية في العمل والبراعة في اقتناص المشاهد واللقطات، التي تثير الإعجاب خصوصا لدى أهل الاختصاص، ما حدا بجامعة أدنبرة التي تنظم مهرجانا سنويا للصور الفوتوغرافية، إلى إقامة معرض خاص لصور المصور الشاب بنجويني، في إطار المهرجان السنوي الذي تقيمه تحت عنوان «ريل عراق» الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي في أدنبرة باسكتلندا ويستعرض صورا لمصورين وفنانين عراقيين تعكس جوانب ومظاهر الحياة في كل أرجاء العراق.

ويقول بنجويني، إنه بدأ مشواره الفني نحاتا عام 1998 لكنه أدرك بعد فترة وجيزة أن النحت ليس هو العالم الفني الذي يبحث عنه أو يلبي طموحاته، فقرر التحول إلى احتراف التصوير الفوتوغرافي، الذي كان يمارسه كهواية لتصوير منحوتاته منذ تخرجه من معهد الفنون الجميلة في السليمانية.

وأضاف بينجويني، في حديث للشرق الأوسط «المعرض الذي أشارك فيه بأدنبرة يضم مجموعة من الصور التي التقطتها في مختلف مناطق كردستان والعراق كالقرى والأرياف والمروج والجبال والصحاري وغيرها، وفيها مشاهد للحياة اليومية للناس الذين يعيشون في تلك الأماكن أي أنها صور توثق لجوانب الحياة للعراقيين في مختلف أرجاء البلاد». ويؤكد بنجويني، أن مشاركته في هذا المعرض العالمي على أهميتها لا تشكل حلما من أحلامه الواسعة التي وصفها باللا متناهية وقال: «أحلامي لا حدود لها لأن عملي مقترن بديمومة الحياة وستتواصل طالما استمرت الحياة، لكن أحد أكبر أحلامي التي لم تتحقق بعد هي المشاركة في مهرجان وورلد تيست فوتو، الذي يعتبر أكبر مهرجان عالمي للصور الفوتوغرافية». وتابع بنجويني: «أهوى المجازفة بشغف، وأتمنى التصوير في أخطر مكان في العالم لا سيما في المناطق التي تشهد حروبا ضارية، ليس رغبة في الشهرة والصيت بل حبا في معايشة الناس الذين تتعرض مناطقهم لتلك المآسي الإنسانية، وقد حدث وأن تعرضت حياتي لمخاطر حقيقية أثناء التصوير في بغداد وعلى الحدود مع إيران وغيرها من المناطق المتوترة من البلاد».

وعن طرائف ما تعرض له خلال مشواره الصحافي يقول «مرارا تتعرض صوري إلى السرقة وخصوصا في الصحف المحلية، التي تأبى في الغالب أن تنشر اسمي مع تلك الصور، وكذلك بعض الصحف والمجلات الأجنبية التي تنشر بعضا من صوري وتكتب تحتها اسمي مقرونا بعبارة تقول «لم نأخذ موافقة المصور على نشر هذه الصورة»، لكن أغرب ما حدث لي قبل شهر هو سرقة إحدى صوري الشهيرة من قبل مصور إيراني، الذي شارك بها في مهرجان أقامته إذاعة صوت أميركا في واشنطن، وحصل فيها على الجائزة الأولى، وبعد أن قدمت المستندات التي تثبت أنني صاحب الصورة الحقيقي، قدم القائمون على المهرجان اعتذارا رسميا عبر الإذاعة وأجروا معي مقابلة إذاعية وأعادوا الجائزة إلى صورتي، التي شاركت بها في مهرجانات عالمية أخرى، ونالت أيضا الجائزة الأولى وهي الآن منشورة على غلاف منهاج دراسي لمعهد متخصص بالتصوير الفوتوغرافي في لندن ونيويورك وسيدني. يذكر أن المصور جمال بنجويني، عمل مع العديد من الصحف والمجلات العربية والعالمية الشهيرة مثل «الشرق الأوسط، والغارديان، والفاينانشال تايمز البريطانية، وشبكة وولد نيوز الأميركية، وسيبا، وبرومبيرغ مغازين الأوروبية»، إضافة إلى صحف محلية عديدة مثل «آسو وهاولاتي وآوينة ومجلة خاك» وغيرها.