معرض باريسي فريد لأعمال مرسومة على قطع من جدار برلين

فنانون عالميون عبروا من خلالها عن تعلقهم بالحرية ورفضهم للاستبداد

قطع من الجدار تزيد مساحة كل منها على متر مربع قد تحولت منذ عام 1990 إلى لوحات رسم عليها فنانون عالميون ما جادت به مخيلاتهم («الشرق الأوسط»)
TT

بمناسبة مرور عشرين عاما على سقوط جدار برلين في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، تستضيف حدائق «باليه رويال» في باريس 30 عملا لفنانين من العالم، جرى تنفيذها على قطع مكسرة من الجدار الذي كان يفصل العاصمة الألمانية إلى شطرين، شرقي، وغربي. وتعكس الأعمال مفاهيم محاربة الاستبداد، وتتغنى بحرية الإبداع.

يقام المعرض تحت رعاية وزارة الثقافة، ويحمل شعار «فنانون من أجل الحرية». وتولى منتج ومنظم المعارض الفرنسي سيلفستر فيرجيه تجميع المعروضات من مجموعات خاصة، ومن صالات عرض في أكثر من دولة. وكان فيرجيه قد بدأ باقتناء بعض تلك الأعمال منذ عام 1993، وواصل إغناء مجموعته مع مرور السنوات، ليبلغ عدد ما في حوزته، اليوم، 45 قطعة. وتولت خبيرة الفنون سولانج اوزياس اختيار قطع المعرض الباريسي المفتوح للجمهور، مجانا، حتى الأول من الشهر المقبل.

وكانت قطع من الجدار، تزيد مساحة كل منها على متر مربع، قد تحولت منذ عام 1990، إلى لوحات رسم عليها فنانون عالميون ما جادت به مخيلاتهم. ومن هؤلاء: الفنان الأميركي سول لويت، والإسباني إدواردو شيلياد، والفرنسيان أرمان ودانيال بورين، والروسي إريك بولاتوف.

في حفل افتتاح المعرض، قدم غيو لي، عازف الفيولونسيل الثاني في الأوركسترا الصينية، ثلاث مقطوعات للموسيقار باخ، للتذكير بمبادرة قائد الأوركسترا الروسي الراحل روستروبوفيتش الذي كان قد قصد برلين، غداة سقوط الجدار، وجلس أمام حطامه عازفا على آلته مقطوعات موسيقية تعبر عن الفرح، وتحيي حرية الشعوب.

هذا المعرض الفريد من نوعه، من المنتظر أن ينتقل إلى متحف التاريخ الألماني في برلين، اعتبارا من الحادي عشر من يوليو (تموز) المقبل، ولغاية العاشر من أغسطس (آب). بعد ذلك تحط الأعمال في مركز «ونزافود» للفن الحديث في موسكو، من الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، ولغاية السادس من ديسمبر (كانون الأول) لهذا العام.

وكانت السلطات الشيوعية قد شيدت في صيف عام 1961 ما سمي، فيما بعد، بـ «جدار العار» الذي شطر العائلات البرلينية إلى منطقتين منفصلتين، في محاولة لحماية مواطني ألمانيا الشرقية السابقة من «تأثيرات الإمبريالية». وفقد 239 شخصا حياتهم في محاولاتهم للهرب من «نعيم» الشرقية إلى «جحيم» الإمبريالية الغربية. وشكل سقوط الجدار، بعد ذلك، علامة انهيار المعسكر الشيوعي.