الرياض: ملتقى دولي يجمع على تأثر سوق الإعلام بالأزمة المالية العالمية

وسط مطالب بالاهتمام بالكادر البشري

المهندس طارق القين نائب الرئيس التنفيذي في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق خلال إحدى جلسات المؤتمر أمس («الشرق الأوسط«)
TT

أجمع مختصون دوليون في صناعة الإعلام، خلال مؤتمر دولي يعقد في الرياض، على تأثر وسائل الإعلام، بالأزمة المالية، التي يشهدها العالم.

وعدّ الدكتور إحسان أبو حليقة عضو مجلس الشورى السعودي السابق، ورئيس مجلس إدارة شركة وطن للاستثمار، أسباب الأزمة المالية العالمية، ناتجة عن ممارسات مهنية وأخلاقية، من قبل أشخاص قال عنهم أبو حليقة، إنهم أصحاب نفوذ وأهمية وتأثير في الأمور المالية على مستوى العالم.

من جانبه، لم يخفِ طارق القين نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وجود ما أسماه بـ«البذخ»، الذي تعمل في إطاره بعض وسائل الإعلام، في ظل الأزمة المالية العالمية.

وأكد القين، الذي كان يتحدث في إحدى جلسات عمل المؤتمر الإعلامي الدولي الأول، الذي تحتضنه الرياض على مدى يومين، اعتماد الصحف ووسائل الإعلام في السعودية، على الإعلانات بشكل واضح، وليس على الانتشار والتوزيع.

وتسببت الأزمة المالية العالمية، وفقا للقين، في لجوء بعض وسائل الإعلام لتقنين عدد صفحاتها الملونة، في سعي من تلك المطبوعات، لتقليل النفقات وترشيدها، لمواجهة الأزمة التي طرأت عليها.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «ببليكتاس» في آسيا والصين موريتز ووتكي، أن مستقبل الصحف الورقية، لا يزال قويا، متى ما كانت الصحف تهتم بمحتواها، وطريقة عرضها، وتقديمها للأخبار والتحاليل والموضوعات المختلفة، بالإضافة إلى عرضها الجيد للإعلانات.

وتطرق ووتكي للتغيرات التي طرأت بين الأجيال المتعاقبة، واهتمامهم بالإنترنت، وقدم من خلال رسوم بيانية، أعداد مستخدمي الإنترنت حول العالم خلال الفترة من 2005 إلى 2009، مبينا أن عدد مستخدمي الإنترنت يزداد يوما بعد يوم نظرا للتطور التقني المضطرد، مؤكدا أن عدد مستخدمي الإنترنت في الصين، بلغ 300 مليون شخص، فيما تصل نسبة التواصل الإلكتروني في الصين إلى 32 في المائة.

وعرج في الحديث عن محرك البحث «غوغل» ومراكزه البحثية والعلمية، مبينا أنه يستثمر أكثر من ملياري دولار لتطوير منتجاته البحثية، معتبرا أن لدى الصحف القدرة على المنافسة، للوصول إلى أكبر قدر من مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

وتناول أحد محاور الجلسات «الصحف من الجذور إلى النمو المستقبلي»، الذي تحدث فيه تيري ماكوير مؤسس مركز إعلام البحر الأبيض المتوسط في الولايات المتحدة وفرنسا، وأبرز الدور الذي يقوم به الإعلام في أحداث أي دولة، وقال: «الصحف دائما هي الرابط بين الناس والأحداث، وذات دور فاعل في ترابط الشعوب، ويجب أن نلفت إلى أن التقنية ساعدت الصحف على تجاوز الحدود والانتشار بشكل أكبر، ويجب أن يعلم القائمون على الصحف في الوقت الحاضر، ماذا يريد الجيل الحالي، وما متطلباته واحتياجاته، حتى تستطيع صحفهم أن تستمر وتنافس المواقع الإلكتروينة على الشبكة العنكبوتية». وأشار إلى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الصحف وانتشارها، وهو الأمر الذي قاد بعض الصحف، لتخفيض قيمة اشتراكاتها، وأن تقلص الإقبال على الصحف، يقلص إيراداتها.

وتحدث الدكتور علي القرني، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض، عن «الاتجاهات الحديثة في الصحافة الورقية»، وأكد أن عدد قراء الصحف في العالم، وصل إلى مليار و750 مليون قارئ، وعدد النسخ التي وزعت في العام الماضي 573 مليون نسخة، بينما كانت 488 مليون نسخة في 2002.