الصومال: المتشددون يقتربون من مقديشو.. ويستولون على مزيد من المدن

مسؤول حكومي يستبعد لـ«الشرق الأوسط» انهيار السلطة الانتقالية.. وقال إنهم سيكون لهم دور

TT

بينما تقترب حشود المتمردين الإسلاميين من تخوم العاصمة الصومالية مقديشو للانضمام إلى المقاتلين الموجودين داخلها، حاصدة في طريقها المزيد من المدن التي فرت منها القوات الموالية للسلطة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد، فإن مسؤولا رفيع المستوى في الحكومة الصومالية قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن العاصمة مقديشو لن تسقط في قبضة المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالشيخ شريف.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم تعريفهن إن المعركة الأساسية للسيطرة على مدينة مقديشو لن تكون سهلة على الإطلاق، مؤكدا قدرة القوات الحكومية على الدفاع عن المدينة.

واعتبر أن مقديشو ستشكل ما سماه بداية النهاية للمتمردين الذين يضمون قوات من تحالف المعارضة الصومالية وحركة الشباب المجاهدين وفلول تنظيم المحاكم الإسلامية، لافتا إلى أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) ستشارك في القتال إذا ما تعرضت المدينة للهجوم. ونفى المسؤول الصومالي لـ«الشرق الأوسط» احتمال إقدام الشيخ شريف على طلب استقدام قوات عسكرية من إثيوبيا لحماية السلطة الانتقالية، معتبرا أن هذا السيناريو غير وارد على الإطلاق.

وأضاف: «أدى الإثيوبيون دورهم في مرحلة سابقة، الآن لا حاجة لهم، صحيح أن المتمردين يحصلون على دعم لوجيستى غير محدود من إريتريا التي تزودهم بالعتاد العسكري، لكننا قادرون على سحقهم». وتعيش مدينة مقديشو حالة مخاض بانتظار المعركة التي يصفها المراقبون بالفاصلة والحاسمة لتحديد مصير السلطة الانتقالية، فيما تقترب جحافل حركة الشباب من المدينة بعدما نجحت أمس في السيطرة على بلدة مهاداي شمالي المدينة، وهى ثاني مدينة استراتيجية تستولي عليها الحركة المتشددة خلال اليومين الماضيين بعدما سيطرت على مدينة جوهر التي تقع على بعد 90 كيلومترا شمال العاصمة.

وقال سكان محليون في البلدة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن الجنود الحكوميين فروا من المدينة فور قدوم طلائع القوات المهاجمة من حركة الشباب التي سيطرت على المدينة بلا قتال وفى وقت سريع وغير متوقع. وأدى التقدم السريع للمتمردين الإسلاميين باتجاه مقديشو إلى اضطراب اجتماعات البرلمان الصومالي بعدما فضل عدد كبير من أعضاء البرلمان الذي يترأسه عدن مادوبي، الانتقال إلى خارج البلاد تحسبا لاندلاع المزيد من أعمال العنف في العاصمة.

ويقول قياديون من الحزب الإسلامي الذي يضم أربعة تنظيمات مناوئة للشيخ شريف إن سلطته الانتقالية في طريقها للانهيار، بينما يقول مقربون من الشيخ شريف في المقابل إن هذه التوقعات لا أساس لها مطلقا من الصحة. وأعربت أمس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها العميق من الاشتباكات المستمرة منذ أسبوع في مقديشو والتي أسفرت عن مقتل كثير من المدنيين وتسببت في موجة جديدة من النزوح. وقالت وكالة اللاجئين في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن القتال الأخير الذي يعد الأعنف في مقديشو خلال هذا العام بين القوات الموالية للحكومة الاتحادية الانتقالية والمجموعات المعارضة، قد أسفر عن مقتل أكثر 531 شخصا وإصابة513 آخرين، فيما نزح أكثر من 30 ألف شخص. وأعلن روبرت روسو مسؤول الإعلام بالمفوضية أن «المستشفيات وسط مقديشو أصبحت مزدحمة بالأعداد الكبيرة من المصابين الذين يحتاجون لرعاية صحية عاجلة». ويتوقع أن يرتفع معدل النزوح كلما تصاعد القتال، حيث توجه كثير من النازحين نحو ممر افغويي التي تبعد 30 كلم جنوبي غرب مقديشو، بينما تعتبر أحياء ياقشيد ووارد هيغلي وهواول واداغ في شمال مقديشو الأكثر تأثرا بالقتال.