خامنئي يدعو الإيرانيين إلى عدم التصويت لرئيس مؤيد لسياسات الغرب

الحملة الانتخابية: نجاد يعد بسندات نفطية.. وموسوي يطلق صحيفة

TT

دعا المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس، في خطاب في كردستان (غرب) بثه التلفزيون، الشعب إلى عدم التصويت لمرشحين رئاسيين «يستسلمون أمام العدو» الغربي.

وقال خامنئي: «يجب أن لا يصل إلى الحكم مرشحون يستسلمون أمام العدو ويلحقون العار بالشعب الإيراني»، في إشارة إلى أبرز منافسي الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، الذي يخوض في 12 يونيو (حزيران) الانتخابات من أجل ولاية ثانية من أربع سنوات.

واعتبر خامنئي، أن «وصول أناس إلى السلطة ليحاولوا كسب ود القوى الغربية بدلا من التفكير في مواصلة السير على درب الإمام (الخميني مؤسس جمهورية إيران الإسلامية) والقيم التي حددها» سيشكل «كارثة». كما عبر عن معارضته للمرشحين «الذين يريدون تبوؤ موقع في الساحة الدولية من خلال الإشادة بالغرب المستكبر» في إشارة إلى المرشحين الإصلاحيين، وأيضا إلى الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يدعم مير حسين موسوي.

وحذر خامنئي الناخبين من المرشحين الذين يمكن أن يستخدمهم «الأعداء» وذلك «من أجل تقسيم صفوف الشعب وإبعاده عن الدين وعن حقوقه وعن قيم الثورة». وتنظم الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 يونيو (حزيران).

وكان خامنئي قدم في 12 مايو (أيار) دعما ضمنيا للرئيس محمود أحمدي نجاد، من خلال رسم صورة المرشح المثالي، الذي جاء مطابقا للصورة التي يسعى أحمدي نجاد لرسمها لنفسه.

وقال «أنا لا أحدد الأشخاص لكني أحدد مقاييس. من الأفضل اختيار مرشح يفهم مشكلات الناس، ويأتي من الشعب، ولا يسعى إلى أن يكون من الأرستقراطية».

ومن خلال هذه التصريحات أظهر المسؤول الأول في إيران، الذي يملك الكلمة الفصل في القضايا الكبرى، بوضوح مرشحه المفضل وإن لم يسمه. وفي أغسطس (آب) 2008 طلب خامنئي لدى استقباله الرئيس محمود أحمدي نجاد، وحكومته، منه إعداد برنامج «للسنوات الخمس المقبلة».

وأبرز منافسيه على الرئاسة هم رئيس الوزراء السابق مير حسن موسوي، وهو محافظ مدعوم من المجموعات الإصلاحية، ورئيس مجلس النواب السابق الإصلاحي مهدي كروبي، بالإضافة إلى المحافظ والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي. وأيد موسوي وكروبي، علنا احتمال الحوار مع الغرب، في حين وضع أحمدي نجاد، الكثير من الشروط على هذا الحوار، دون أن يستبعده.

ومن جهته وعد نجاد جميع الإيرانيين بمنحهم سندات يحصلون بموجبها على حصة في الأرباح التي يحققها قطاع النفط، في حال أعيد انتخابه رئيسا لإيران.

وقال نجاد، على هامش ندوة عن النفط، إنه «بموجب هذه الخطة سيتم إصدار سندات تضمن لكل الشعب وللإيرانيين في جميع أنحاء العالم حصة في الأرباح النفطية»، كما نقلت عنه وكالة «فارس للأنباء». ولم يعط أحمدي نجاد المحافظ معلومات عن أسعار بيع تلك السندات، لكنه قال، إن الدخل من بيعها سيستثمر كذلك في صناعة النفط والغاز في إيران، مؤكدا أن ذلك «سيخفف من اعتمادنا على الغير، لتمويل المشروعات النفطية». إلا أن النقاد يعتبرون أن سياساته الاقتصادية أدت إلى زيادة التضخم دون توفير فرص عمل إضافية. وكان أحمدي نجاد قد وزع سندات أطلق عليها اسم «حصص العدالة» في شركات تملكها الدولة للموظفين ذوي الأجور المتدنية.

وفي الوقت نفسه، أطلق رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي، المرشح إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو (حزيران)، صحيفة يومية اسمها «كلمه سبز» (كلمة خضراء). وضمت الصحيفة في صفحتها الأولى صورا للموسوي والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الذي يدعم موسوي في حملته الانتخابية. وكتب رئيس تحرير الصحيفة علي رضا حسيني بهشتي، في افتتاحية أن الصحيفة «تهدف إلى أن تكون مرآة تعكس ما نحن عليه والمبادئ التي ندافع عنها، كما ستساعدنا في إيجاد الطريق الصحيح». وأضاف «نريد صحيفة تقدم زاوية جديدة وتحض الناس على تقرير مصيرهم بيدهم». والصحيفة المؤلفة من 16 صفحة تغطي جميع الموضوعات وتركز على السياسة.

وتدعم موسوي أبرز الأحزاب الإصلاحية في إيران، وهو من أهم منافسي الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، الذي يسعى إلى تجديد ولايته. وكان موسوي رئيس الوزراء الأخير قبل إلغاء المنصب في 1989، ويحاول العودة إلى الساحة السياسية بعد غياب دام عقدين.

ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، أن القمة الإقليمية التي كان من المقرر أن يعقدها غدا في طهران الرؤساء الإيراني والأفغاني والباكستاني، أرجئت بسبب برنامج العمل المثقل للرئيس الباكستاني. وقال الناطق باسم الوزارة حسن قشقوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن هذا التأجيل جاء بسبب برنامج العمل المثقل للرئيس الباكستاني.