البطريرك صفير يجدد تأييده لرئيس الجمهورية.. وإده يعتبر التهجم عليه جزءا من استراتيجية حزب الله

تمجيد نصر الله لـ 7 أيار يشحن الخطاب السياسي في لبنان

TT

لا يزال الخطاب الانتخابي بين فريقي 8 و14 آذار عالي النبرة ويشهد تصعيدا متزايدا يوما بعد يوم مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 7 يونيو (حزيران) المقبل. وزاد من الشحن السياسي والشعبي خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي وصف فيه 7 مايو (أيار) 2008، حين احتل بالسلاح بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، بـ «اليوم المجيد في تاريخ المقاومة»، وما تبع ذلك من ردود فعل قاسية عليه، فضلا عن استهداف موقع رئاسة الجمهورية عبر مهاجمة الرئيس ميشال سليمان من قبل قيادات في المعارضة. وهذا ما استدعى موقفا من البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الذي نقل عنه تأييده الكامل للرئيس سليمان وسؤاله: «هل كل سنة يجب أن نغيّر الرئيس؟».

من جانبه اعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه «مهما كانت الخلافات في وجهات النظر فإنها لا تعني أن نشتم بعضنا البعض ونتنازع مع بعضنا البعض. وأن الذي نسمعه من كلام وتهويل وتهديد ووعيد لا ينفع ولن يكون له أي مفعول. تعالوا نتعاون معا، بعيدا عن التقاصف وعن لغة التهويل ولغة السلاح وتصنيف الناس». وأكد: «نحن مشروعنا مشروع الدولة الحريصة على كل أجهزتها. وليس صحيحا أن الدولة غير قادرة. فعندما كانوا يتهمون بعض أجهزة الدولة بأنها عميلة، هذه الأجهزة هي التي تكشف الخلايا الإرهابية والتجسسية. لذلك من غير المقبول أن نلجأ إلى محاولات التهويل والتهديد وإلى عمليات القصد منها تخويف الناس، كأن يقال تجرى انتخابات ولا نعرف ماذا سيحدث. نعم، ستجرى الانتخابات بكل هدوء، والدولة ملتزمة ذلك».

واستقبل البطريرك صفير النائب السابق منصور غانم البون الذي أطلعه على المشاورات القائمة على الساحة الكسروانية. ونقل عن البطريرك «تأييده الكامل لرئيس الجمهورية» ميشال سليمان وسؤاله: «هل كل سنة يجب أن نغيِّر الرئيس؟».

كذلك استقبل صفير لائحة «كرامة البقاع الغربي» التي تضم الوزير وائل أبو فاعور، والنواب روبير غانم وجمال الجراح وأنطوان سعد، إضافة إلى زياد القادري وأمين وهبي. وبعد اللقاء قال أبو فاعور: «إن بكركي وسيدها لا يتدخلان في السياسة. ونحن لسنا ممن يريد إقحام البطريرك في التفاصيل الانتخابية السياسية. وقد أوصى غبطته بتغليب منطق الاعتدال والشراكة بين اللبنانيين على أي منطق آخر». وأضاف: «إن مشروعنا يكتسب صدقية مضافة في مسلكيتنا السياسية بعد ما سمعناه من تصريحات وطروحات تثير بالحد الأدنى الكثير من المخاوف بين اللبنانيين. فمرة تطرح إعادة النظر في مدة ولاية رئيس الجمهورية، ومرة أخرى تطرح المثالثة، ومرة ثالثة تطرح مسألة تحويل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة، إلى غيرها من الطروحات والتمجيد والتباهي بالصفحات السوداء في تاريخ لبنان في السابع من مايو (أيار). كل هذا يخلق اقتناعا متجددا لدى الرأي العام والمواطن اللبناني، بعيدا عن أي حساب سياسي، بأن المشروع الذي نحمله هو الأكثر سلامة لمستقبل لبنان وأبنائه». ومن زوار البطريرك صفير رئيس حزب «الكتلة الوطنية» كارلوس إده، الذي كرر دعوته النائب ميشال عون لإجراء مناظرة تلفزيونية معه. وأعرب عن اعتقاده بأن «الجنرال عون يخاف أن تطرح عليه أسئلة محرجة، أكان في التناقضات السياسية أم في تغيير مواقفه من دون مبرر، أم في ادعائه محاربة الفساد، إذ لم نرَ من العماد عون أي شيء مما يقوله خلال ولايته كنائب منذ أربع سنوات».

وعن الحملة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية، قال إده: «إن التهجم على رئيس الجمهورية جزء من الاستراتيجية التي يعتمدها حزب الله وحلفاؤه، التي بدأوا العمل عليها منذ خسارتهم الانتخابات عام 2005 بهدف تدمير كل أسس النظام اللبناني الذي يضمن الحقوق الكاملة للمواطنين». واستغرب «كيف أن الكثير من اللبنانيين يقبلون رؤية قادتهم يعملون على إضعاف الجيش اللبناني والقضاء، فيما كانوا يطالبون بتقويتهما خلال السنوات الماضية. وها هم يشهدون الآن عملية إضعاف رئيس الجمهورية». وسأل: «ماذا ينتظرون من المستقبل بعد أن يسيطر حزب الله على مقومات الدولة اللبنانية ويمسك بالقضاء وقوى الأمن والجيش والمخابرات؟ فاستعمال العنف الذي ظهر في 7 أيار سيطول الجميع حتى الذين هم حلفاؤه اليوم».

إلى ذلك، أقيم لقاء شعبي لأعضاء «لائحة القرار الكوراني». وألقى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري كلمة قال فيها: «لقد سمعتم خطاب السيد حسن نصر الله، وأنا كما فهمته رسالة واضحة للمسيحيين والمسلمين. وهو أراد أن يقول للمسيحيين إنه إذا ربح الانتخابات وربحت معه 8 آذار، فهو بذلك قادر على حكم بلد أكبر بمائة مرة من لبنان وسنحكمكم أيها المسيحيون رضيتم بذلك أم لم ترضوا. والرسالة الثانية للمسلمين، ولا سيما المسلمين السنة، وفيها أحب أن يقول لهم: إما أن تسيروا كما نحن نريد وإما سيكون لكم منا كل يوم 7 أيار». واعتبر «أن كلام نصر الله أسقط الأقنعة. والموقف الأخير من التعيينات في مجلس الوزراء أيضا أسقط الأقنعة. لم يعد أحد مغشوشا فكل همهم التعطيل».

وخلال جولة له على قرى وبلدات إقليم الخروب، رد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على كلام نصر الله، فأكد أن «السابع من أيار هو يوم شؤم ووصمة عار في وجه من رفع البندقية في وجه الآمنين في منازلهم، هو اليوم الذي اغتيل فيه العديد من الشباب فقط بسبب انتمائهم لتيار المستقبل». واعتبر «أن خطاب نصر الله هو نموذج لما ينتظرنا. وربما يراد من ورائه تعطيل الانتخابات». وشدد «على ضرورة تنفيذ اتفاق الطائف بكامل بنوده».

من جهته، اعتبر المرشح المستقل في قضاء جبيل إميل نوفل، أن النائب ميشال عون «هو المسؤول الأول والأخير عن الحملة الهادفة لاتهام رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتدخل في سير الحملة الانتخابية». وقال: «إن عون، الذي لم يتمكن من فرض مرشحيه على كل لوائح حلفائه المرحليين، يحاول أن ينتزع منهم مواقف إنقاذية تحد من تراجع صورته لدى الرأي العام اللبناني والجبيلي».

وقال منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، النائب السابق فارس سعيد، في لقاء انتخابي أقيم في بلدة بجة (قضاء جبيل): «تخلصنا من الخوف. وقررنا مواجهة تحالف عون ـ حزب الله. نحن لم نخضع لضغوط حزب الله. وهو لا ينتظر تحالف المستقلين معنا حتى يشن حربا عليهم. للمرة المائة لا انتصار لأي فريق في مشروع العبور إلى الدولة إلا بتحالفه مع 14 آذار».

في المقابل، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب وليد خوري: «إن الانتخابات المقبلة هي تأسيس للجمهورية اللبنانية التي أعطاها تكتل التغيير والإصلاح اسم الجمهورية الثالثة. ونحن ندعو إلى التجديد من أجل الخدمة العامة. ونتمنى على الشعب الجبيلي، الذي يتعرض للضغوطات، أن يبلغ عنها. وسنطرد اللصوص من الدولة اللبنانية في 7 حزيران».